لأن البدانة أصبحت من سمات العصر فإن الماكينة الأمريكية كشفت وصفة ما تخرش المية لتقليل كميات الطعام التي يلتهمها الإنسان ، الوصفة الأمريكية تتمثل في أن الأضاءة والموسيقي الهادئة تساهمان بصورة كبيرة في جعل الإنسان يفرمل شهيته للطعام وبالتالي يقلل السعرات الحرارية التي يتناولها ، وجاء في دراسة أعدها مدير مختبر الأطعمة في جامعة كورنيل في نيويورك أن المطاعم التي تستخدم الإضاءة الخافتة والموسيقي الهادئة تخفض السعرات الحرارية التي يتناولها زبائن المطاعم بنسبة 18 في المائة وفي نفس الوقت فإن الموسيقى والإضاءة الخافتة ترفعان درجة الإستساغة للطعام ، طبعا نحن في السودان في حاجة ماسة إلى إستخدام هذه الطريقة النوعية مع النمو المضطرد لمطاعم الوجبات السريعة وغيرها من المطاعم التي يسيل لها اللعاب ، بالنسبة للإضاءة الخافته فإنها مسألة محلولة طالما أن أسعار تعرفة الخدمة الكهربائية مرتفعة ولا تناسب دخل الفرد السوداني المغلوب على أمره ، ولكن تبقي يا جماعة الخير حكاية الموسيقى ، لأن الموسيقى السودانية بحول الله وجلت قدرته تدوش الاذن وتسبب الطرش وتجعل الإنسان يجلس على أعصابه تماما مثل موسيقى المنتال الرائجة في بعض البلدان ، على فكرة علاقة الموسيقى الهادئة والإضاءة الخافتة بخفض كميات الطعام دخلت إلى دماغي الخربان توش ، في مطعم برازيلي في المدينة الساحلية الجميلة ، ويبدو يا جماعة الخير أن البرازيل لا تشتهر بكرة القدم ولا رقصة السامبا ولا حتى مهرجانا كوبا كوبانا والذي منه فقط المطعم البرازيلي هو الآخر له نكهة مغايرة ، نكهة مستوحاة من الرحالة البرتغاليين والحضارة الأفروهندية نسبة إلى الهنود الحمر في الأمريكتين ، إذ نجد أن الكثير من المطاعم البرازيلية تعتمد على برنامج البوفيه المفتوح وتقديم شرائح اللحوم المشوية على السيوف نعم على السيوف ، ويظل الإنسان يلتهم من قائمة تضم أكثر من 16 نوعا من لحوم النعام والغزلان والأغنام والإبقار قبل أن يرفع الراية الخضراء التي على طاولته ويقول أروب ، قبل فترة جربت نكهة المطعم البرازيلي في فندق انتركونتننتال في جدة ، كانت الدعوة مقدمة من قريبي رجل الأعمال والذي كان في زيارة خاطفة للمدينة الساحلية ، الدعوة كانت أسرية صرفة ، والاجواء حميمية مع نفحات من موسيقى ناعمة تنطلق من رهات المطعم الرومانسي ، ولأنني غير ميال للحوم الحمراء فقد فضلت شرائح الديك الرومي والنعام والغزال كلما عبر عامل المطعم وهو يحمل سيوف الشواء بجوارنا ، و كانت الموسيقى هادئة والإضاءة خافته ، والمصادفة الغريبة كان بجوار طاولتنا رجل برازيلي بدين بصحبة أسرته وعرفت فيما بعد أنه مساعد المدرب الفني لأحد الأندية الشهيرة ، وكان الرجل البرازيلي مرحا يداعب عمال المطعم بلغة عربية مكسرة ، وأذكر أن الرجل البرازيلي طلب بصورة عاجلة من مدير صالة الطعام تغييير زخم الموسيقى إلى أخرى صاخبة ، وفي حينة عرفت أن صاحبنا البدين يريد الإستمتاع بشرائح لحوم الغزال والنعام والذي منه .