الغضب الواسع الذي أحدثه الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم جاء أكبر من التوقعات وأكدت أن الجماهير في البلاد الإسلامية أضحت أكثر وعياً، ولم تعد تلك الملتزمة بالمواقف الرسمية للحكومات والعروش وكل ما تبثه وسائل الإعلام الرسمية. وقد لفت النظر ردة الفعل التي كانت قوية وفورية بعكس ما جرى في أحداث سابقة، حيث إنها ليست المرة الأولى التي يسيء فيها الغرب إلى الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم وإن كانت في المرات السابقة قد سُيرت المسيرات وصدرت التصريحات إلا أن الأمور لم تصل لدرجة حرق السفارات بسفرائها وموظفيها إضافة إلى مطالبة كل الدول العربية في وقت واحد بمقاطعة الغرب وزعيمته أمريكا.. هل هذا وحده هو الجانب الإيجابي لهذه الأزمة أم أن هناك إيجابيات أخرى؟! مراقب أكاديمي متخصص في العلاقات الدولية قال كل استفزازات الغرب للإسلام كانت تأتي بنتائج إيجابية، فالحروب الصليبية التي شاركت فيها كل الدول الأوربية كانت سبباً في وحدة المسلمين وطرد كل البؤر الصليبية في كل الشرق الإسلامي بعد أن كانت استيطانية قبل الغزو الأوربي. ومضى المراقب في حديثه مستشهداً بإساءة أحد أعضاء الحزب الشيوعي السوداني لأسرة الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً هذه كانت سبباً في حل الحزب الشيوعي عبر البرلمان وإغلاق جميع دوره وسط حماس جماهيري جعل كل الذين يتعاطفون مع الحزب الشيوعي يتوارون عن الأنظار وأجبرهم على الهروب. وأشار المراقب إلى أن أبرز الإيجابيات أن يشعر الإسلاميون في كل الدول العربية أنهم جسم واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. وأضاف بالقول هذه الروح المعنوية والوحدوية أولى الإيجابيات لهذا الحدث، وأضاف المراقب بالقول على الجانب الآخر نلاحظ أن هذه الهجمة الغاضبة المدمرة جاءت في الوقت الذي كان فيه الغرب وزعيمته أمريكا يتبادلون التحايا بنجاح تصوير الإسلام كدين إرهابي جعل حتى المنتسبين إليه يتبرأون منه، هذه الغضبة أكدت للغرب أن ما سمعوه وشاهدوه من تصريحات لا تمثل إلا صفوة مستغربة ليس لها ارتباط بجذورها ولا تمثل إلا أقل من واحد بالمائة من مليار مسلم، وأكد المراقب أن العالم الآن تأكد من أن خبراء الدعاية السوداء في الغرب خلال عشرين عاماً من حملات التشويه والترهيب لم يأتوا بأية نتيجة، بل العكس أدت لالتفاف المسلمين حول دينهم. كما أشار المراقبون إلى أن هذه القضية الإسلامية سيكون لها أثرها على بعض الحكام حتى أن بعضهم سيضطر إلى النهوض من وضع الانبطاح أمام الأوامر الأمريكية إذا أراد الاستمرار في السلطة، وتوقع المراقبون اهتزاز بعض العروش خلال الفترة القادمة، بل إنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك في التوقعات بربيع إسلامي خلال السنوات القادمة كواحدة من نتائج الغضبة، والآن كل حلفاء أمريكا يتوقعون مصير مبارك وبن علي. البروفيسور الساعوري خالف المراقبين الرأي حيث إنه يرى أن هذه الغضبة ليست الأولى من نوعها وقد تكررت من قبل في أحداث الرسوم الشيطانية والرسوم الدينماركية واتجه الساعوري إلى أن العمل المنظم يجب أن يقوم به المسلمون في أمريكا وألمانيا، وقال هؤلاء عليهم أن يستغلوا القوانين ويقوموا برفع دعوى قضائية، وأضاف العمل الذي سيؤثر هو تهديد المسلمين في أمريكا أوباما بعدم التصويت في الانتخابات، وأشار الساعوري إلى أن تحريك الشارع الأمريكي هو الأهم في هذه المرحلة، واصفاً أي عمل غير ذلك بالفوضى التي لن تؤثر في الأمريكان.