بعد نجاح المفاوضات بين السودان وجنوب السودان الدولتين اللتين كانتا دولة واحدة اصلاً والتوصل لاتفاق المنافع والتجارة الامر الذي يدفع بالعلاقات الى الامام وهو ما اكده الرئيس البشير بأكثر من عبارة حملتها الصحف وذلك بقوله سنتبادل التجارة والمنافع ولن نتبادل الاسلحة والذخائر ولعل هذه العبارة تحمل اشارة بوقف الدعم العسكري من الحكومتين للمعارضة وقطاع الشمال وقد صرح رئيس اللجنة الامنية السياسية بالوفد الحكومي عبد الرحيم محمد حسين ان الاتفاق الامني اشتمل على عدم دعم وايواء الحركات المسلحة وفك الارتباط مع الفرقتين التاسعة والعاشرة وبمجرد تلاوة هذه الفقرة المشتملة على فك الارتباط بقطاع الشمال حتى صعد الى الاذهان سؤال ما هو مصير قطاع الشمال بعد فقدان احضان الجنوب؟ وكيف يتصرف عرمان واخوته بعد ان اصبحوا بلااسهم الحركة الشعبية في الجنوب؟ المحللون السياسيون والمعارضة السودانية اتفقت على ان هذا مؤشر لبداية النهاية لهذا التنظيم والذي سيتحول لحركة تمرد مسلحة الا ان هناك من حذر من تصعيد عسكري! توقع المحلل السياسي د. جمال رستم سيناريوهات لمصير قطاع الشمال بعد فك الارتباط مع جنوب السودان مشيراً الى ان السيناريو الاول يتمثل في وصول طرفا التفاوض بقيادة كمال عبيد على الجانب السوداني وياسر عرمان على الجانب الاخر الى اتفاق سياسي امني وقال خاصة وان ابناء النوبة والنيل الازرق بجيش قطاع الشمال حوالي 40 الف مقاتل الامر الذي يحتم ضرورة التفاوض والتوصل الى حل مرضي للطرفين على قول رستم الذي اتجه توقعاته للسيناريو الاخر بأن يكون هناك تصعيد للعمل العسكري حيث يتجه قطاع الشمال الى الجبهة الثورية كحليف بديل بعد فك الارتباط مع الحركة الشعبية الام بالجنوب وحذر رستم من عدم التوصل الى حل مع قطاع الشمال الذي اتجه الان الى امريكا وهذه اشارة الى انه وان تم تأمين الحدود الا ان العمل العسكري سيتواصل بالداخل بدعم خارجي على حد قول رستم. واكد د. عبده مختار المحلل السياسي والاكاديمي ان التطورات الاخيرة فيما يتعلق بمفاوضات اديس ابابا بين السودان وجنوب السودان والنجاح الذي حققته قمة البشير سلفا كير افرغت هذا القطاع من محتواه وقال الان الرؤية اصبحت واضحة من الناحية السياسية وهي انه لا وجود للحركة الشعبية في السودان واصفاً قطاع الشمال بعد فك الارتباط بالهلامي الذي لا اساس له ولا جذور واضاف قطاع الشمال اصبح مجرد اشخاص ممثلين في عرمان وغيره ويجزم عبده بأن هذا القطاع بعد فك الارتباط مع دولة جنوب السودان سيموت تلقائياً مشيراً الى ان الاتفاق مع دولة الجنوب يجعل السودان يتجاوز القرار 2046 قائلاً طالما ان الاصل تخلى عن الفرع واضاف الترتيبات الامنية والتي اشتملت على فك الارتباط مع الفرقتين التاسعة والعاشرة سيكون سبباً في عودة اعداد كبيرة من ابناء جنوب كردفان والنيل الازرق الموجودين بصفوف جيش قطاع الشمال.. كما قلل عبده من مخاوف الدعم الامريكي لعرمان ورفاقه مشدداً على ضرورة شرح ومناقشة الامر وتمليك الالية الافريقية حقيقة تنظيم عرمان بعد فك ارتباطه عن الجنوب الامر الذي سينعكس على الاممالمتحدة وامريكا لاستيعاب المتغيرات التي تحتم على امريكا ان تحترم ما توصل اليه الطرفان. المعارضة السودانية تحذر من انفجار الاوضاع بمنطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان نتيجة عدم التوصل لاتفاق حولهما خلال جولة المفاوضات السابقة الامر الذي اعتبرته المعارضة يشكل مهدداً امنياً لما توصلت اليه الدولتين في اتفاق حول ضخ النفط والتجارة والحريات الاربعة كما اشارت في ذات الوقت الى ان عدم الاتفاق مع قطاع الشمال وتجاوزه من خلال اشتراطات الحكومة السودانية لفك الارتباط بين قطاع الشمال والحركة الشعبية الام في الجنوب بأنه من اهم القضايا التي سيتضمنها تقرير الالية رفيعة المستوى بقيادة ثامبو امبيكي لمجلس الامن باعتبارها الجهة المفوضة لامبيكي على حد قول محمد ضياء الدين الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي والذي اكد بأن الاتفاق الذي تم بين الخرطوم وجوبا لم يشمل جوهر القضايا محل الخلاف واكد ان هذا الامر ربما سيقود الى تدخل مجلس الامن او تصعيد عسكري بالمنطقتين بالتحالف مع الجبهة الثورية لتنبيه الاطراف المتمثلة في مجلس الامن والالية الافريقية بأن هناك قضية لازالت عالقة. ضياء الدين اشار الى ان الحركات المسلحة بشكل عام دائماً تتمتع بعلاقات دولية وبالتالي دعم سياسي عسكري.. وقال لكن وقف العدائيات وعدم تقديم العون وفك الارتباط سيضعف قطاع الشمال ويفقده عمقه الاستراتيجي واضاف محذراً من ان حدود السودان الواسعة المخترقة بقوات اممية قد يخلق خطوط امداد بالسلاح لهذه الحركات المسلحة والتي على رأسها قطاع الشمال. }}