غمرتني السعادة وانتابني احساس عجيب بالزهو لأن شبابنا اتجهوا لتأصيل قيمة عظيمة، سادت من قبل في عهودنا، وعهود أبائنا من قبلنا، هي قيمة القراءة والاطلاع.. وتواصلوا عن طريق البريد الالكتروني و«الفيس بوك» و«التويتر» من أجل إحياء تلك القيمة من جديد، وهي التي بينا من خلالها كل معارفنا منذ مرحل الدراسة في (الروضة) أو (الخلوة) إلى أن بلغ الواحد منا أشده بحمد الله تعالى، وكنا نلتقط المعارف من مجلات الأطفال مثل «الصبيان» و«الشباب والتربية» و«ميكي» و«سمير» و«سوبرمان» و«الوطواط» و«لولو» و«يوناترا» وغيرها، ثم اتجهنا لمكتبة الأطفال ممثلة في القصص الدينية لمحمد أحمد برانق وكامل كيلاني من مصر، أو الاحاجي السودانية بمختلف الروايات، إلى أن استطعنا الإمساك في مقبل أيامنا بمؤلفات كبار الكتاب العالميين. نعم.. سعدتُ بأبنائنا وبناتنا وأنا أتلقى منهم دعوة للمشاركة في فعالية يوم القراءة بالخرطوم، وتمنيت أن تكون الفعالية لكل السودان، وأن ينطلق شبابنا بالولايات نحو تحقيق ذات الهدف، وأن تعمل الدولة ممثلة في وزارات الثقافة ورئاسة الولايات والمحليات على دعم الفكرة والانطلاق بها إلى الأمام. أترك للقارئ الكريم أن يطالع معي الرسالة المؤثرة التي تلقيتها على بريدي الإلكتروني، والتي دفعتني لأن أكتب اليوم بعد توقف وامتناع طوعي عن الكتابة لمدة يومين. السيد /مصطفى ابو العزائم الموقر السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته الموضوع : فعالية يوم القراءة في الخرطوم تحت شعار ( نقرأ لنرتقي) غالباً ما تبدأ الحكايات المؤثرة بأفكار بسيطة، لكن الأحلام من خلفها هي التي تكون كبيرة ، هكذا جاءت تعليم بلا حدود ، فهي نشاط شبابي طوعي يهدف لتطوير التعليم والبيئة التعليمية في شتى أنحاء السودان عبر تفعيل المجتمع والتفاعل معه بحيث تكبر المجموعة وتتوسع لتصير بحجم المجتمع أكمل ، ومن ثم تذوب فيه لتختفي نهائيا مخلفة وراءها مجتمعا يهتم بالتعليم كقضية ملحة دوما وابدأ ، وتجئ فعالية ( يوم القراءة في الخرطوم ) من ضمن انشطة وبرامج مجموعة تعليم بلا حدود ، فهذه الفعالية عبارة عن حلم كبير لسودان نضير ينبض بالعلم والمعرفة ، ولم يخطئ عباس محمود العقاد عندما قال: ( أهوى القراءة لأنّ عندي حياة واحدة في هذه الدنيا ، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة ) فالقراءة تعطي الإنسان حياة أخرى يسبر أغوارها ويتعلم من تجاربها ، لتصنع منه إنسانا واعيا منفتحا مثقفا متيقظا لما يدور في العالم حوله . ويوم القراءة في الخرطوم ببساطة هو عبارة عن ملتقى شبابي ، حدد له يوم السبت الموافق 6 اكتوبر 2012 من الساعة 5 الى 7 مساء بالساحة الخضراء بالخرطوم ، الهدف منه هو اعادة تشجيع القراءة وسط الشباب ، وجعلها قيمة متجذرة في المجتمع ، كل شخص سوف يأتي بكتابه ، وسوف يكون الجلوس للقراءة في شكل حلقات دائرية ، وستكون القراءة حرة وصامتة ، لتعكس الاختلاف الصحي والتنوع الثقافي والأيديولوجي للشباب في ظل تعايش جميل تعكسه تلك القراءات ، نحن كشباب السودان نريد ان نستعيد المقولة القديمة ( الخرطوم تقرأ) على أقل تقدير . لقد استوحينا فكرة تحديد يوم للقراءة الجماعية وسط الطبيعة والأماكن المفتوحة من تركيا وتونس والجزائر والاسماعيلية الذين قاموا بتنفيذها لتشجيع المواطنين على القراءة ، لقد قدمنا دعوات لشخصيات ثقافية وفنية واعلامية وقيادات تعليمية ، ومن المتوقع حضور اكثر من 1000 شاب وشابة ، وسوف يصاحب اليوم تغطية اعلامية شاملة ( صحافة ، اذاعة ، تلفزيون ) بما أن القراءة ليست من بين الممارسات الاستعراضية ، ولا تحتاج إلى الأضواء ، بل هي سلوك يومي أكبر من اي نشاط شكلي اخر ، إلا أننا جميعاً في هذه الفترة نحتاج بشدة إلى هذا الملتقى ، ليس لتقويم القارئ السوداني ، بل لإشعال بعض الأسئلة في ذهنه وجعل القراءة تبدو أمراً ممتعاً ، وليس امراً مملاً كما يعتقده البعض ، نريد أن نثبت من خلال هذا الملتقى أن جيل الفيسبوك ايضا يهتم بالقراءة وبالكتب ، نريد أن نؤكد أن الكتاب سوف يظل خير جليس دوماُ وابداُ ، إن الارقام المفزعة التي تدل على تدني نسب القراءة في بلادنا دفعتنا الى التشديد على ضرورة اقامة هذا الملتقى ، ما زال القارئ شخصية غريبة في الأماكن العامة ، إذ يمارس هوايته عادة في ركنه الخاص ، لذلك تجئ هذه التظاهرة لتعمّم فعل القراءة في الاماكن العامة والساحات والحدائق ، نريد ان يجرب الناس إحساس القراءة في الهواء الطلق ، إحساس و متعة أن تقرأ وسط الجموع ، نريد ان لا يندهش احد لأنك تقرأ ، نريد ان نجعل من يوم القراءة امراً أشبه بالنضال ، سوى أنه ثقافي . بما أن أول آية أنزلت في القرءان الكريم بدأت بكلمة إقرا ، قرأنا حينها ولكننا لم نعد نقرأ ، تعلمنا وقتها ولم نعد نتعلم شيئا ، ألسنا بحاجة إلى الرقي بأنفسا وبأمتنا بالكتاب ، لأن القراءة ترقى بالفكر وتنمي العقول ، وهل ارتقت حضارة يوما بشعب جاهل لا يقرأ ، وهل انمحت حضارة لأن شعبها مثقف وقارئ ، نريد أن ننتصر للمعرفة والنور وللغد ، سوف نجعل الساحة الخضراء تشهد تظاهرة هادئة ، ملوّنة بأغلفة كتب عربية وأجنبية وبكل عنوان ممكن ، لأن لا سقف للقراءة . الهدف من الفعالية جعل القراءة في الاماكن العامة عادة طبيعية و ليس شيئا مستهجنا توثيق اليوم بحيث يصبح فاتحة لأيام أخرى مشابهة. اعادة تشجيع القراءة وسط الشباب تحفيز كافة الشرائح الاجتماعية على القراءة تعزيز روح المشاركة الفعالة لدى القراء و لا نغفل عن دوركم المجتمعي الكبير لذلك يسعدنا أن تكونوا احد ضيوفنا في هذه الفعالية الأولى من نوعها في ولاية الخرطوم و مساعدتنا في نشر ثقافة القراءة بين السودانيين لما لها من أهمية . تعال ومعاك كتابك ... وجيب ومعاك اصحابك تعال ومعاك كتابك ... وجيب معاك اولادك دعوة مفتوحة للجميع نساء رجال شباب شيوخ كبار صغار .. احمل كتابك وتعال شاركنا اكبر حدث للقراءة الجماعية في السودان .. رابط الفعالية على الفيسبوك http://www.facebook.com/events/ 490773277613375/ تقبلوا وافر شكرنا و تقديرنا عبد السلام الحاج منسق فعالية يوم القراءة في الخرطوم 0913875687