تعالت التكبيرات والهتافات في القاعة الرئاسية بقاعة الصداقة يوم أمس الأول.. وبعد غياب أو انقطاع غير متعمد أو قل بفعل الزمن الذي فصل أبناء الحركة الإسلامية «لجزئين» فيبدو أن الروح قد نفخت فعلاً في جنين الإسلاميين كما قال د. معتصم عبد الرحيم رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم.. فعندما قال د. عثمان الهادي «تكبير» و«كبروا» من بعده كادت القاعة أن تهتز.. وقلت في نفسي «هؤلاء هم أبناء الحركة الإسلامية فعلاً».. فقد لاحظت في المؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني الذي عقد مؤخراً.. أن البعض يصفق.. فقلت لهم إن هناك من يصفقون في مؤتمرات الحركة الإسلامية؟.. وبالفعل كان هذا ملفتاً للكثيرين.. فقد ذهب كثير من الإسلاميين الذين تعتب عليهم القيادة في حديثهم إلى أن بعض المنسوبين للمؤتمر الوطني ليس لديهم أدب الإخوان.. ويرد عليهم البعض بأن الإخوان لهم تربيتهم ونظامهم ولكن الحزب لن يغلق عليهم.. فهو مفتوح للجميع فليس كل مؤتمر وطني من المفترض أن يكون من الحركة الإسلامية.. ولعل هذا التيار كان ظاهراً خاصة وسط مجموعة من الشباب حاولت التمرد على بعض الممارسات واعتبرت أن أولها وحدة الإسلاميين.. بالإضافة إلى عدم تفعيل مبدأ المحاسبة في الفترة الماضية.. ولعل بعضهم كانوا يشاركون في مؤتمر الحركة بالخرطوم.. وأعتقد بعضهم أنهم مقصودون.. وأنه تم إبعادهم.. إلا أن قيادات الحركة أكدت لهم العكس وأن أسماءهم اقترحت للتصعيد.. وانتهى الأمر عند بوابة المناصحة والتذكير بإحسان الظن في الآخرين.. ولعل كل التفاصيل التي حدثت في القاعة الرئاسية تؤكد أن الحركة الإسلامية تذهب في طريق الاحتمالين.. الأول هو طريق الشورى والديمقراطية والقوة.. نعم قوة المنتسبين وقوة البناء التنظيمي.. والثاني هو طريق الخلافات والمشاحنات التي يمكن أن تنخر هذا الكيان كنخر السوس في الوتد.. فالشورى عند المسلمين لا تعني الحرية المحضة.. فرأي الفرد يحترم ولكن رأي الجماعة هو الذي يعمل به وبالطبع يد الله مع الجماعة.. لكننا نعتقد أن كيان الحركة الإسلامية من الكيانات المؤثرة في الأوساط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كما هو مؤتمر محلي وإقليمي ودولي.. ولابد من أن يكون قوياً وفاعلاً.. فضعفه سيضعف الحكومة وقوته ستجعل من تجربة الإسلاميين نموذجاً يحتذى به.. فماذا هم فاعلون!