أجاز مجمع الفقه الإسلامي اقتراض ثمن الأضحية لمن يظن أنه قادر على سداد القرض دفعة واحدة أو على أقساط.وأوضح البيان الصادر أمس عن المجمع أن الذين لا يملكون ثمن الأضحية ولا يقدرون على الوفاء إن هم اقترضوا فلا حرج عليهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد ضحى عنهم، وناشد المجمع ولاة الأمر بالتيسير على المسلمين لأداء هذه الشعيرة.وجاء فى بيان المجمع أن الله تعالى قد شرع الأضحية لحكم عظيمة ومقاصد جليلة تبلغ بها تقوى الله عز وجل وتعظيم شعائره، وتكبيره، وشكره على ما منّ به من الهداية لعباده، التوسعة بها على الأهل والأقارب والمساكين، واستذكار قصة فداء الله تعالى لنبيه إسماعيل- عليه السلام- وما فيها من العبر. وأضاف البيان أن حكم الأضحية سنة مؤكدة فى حق المقتدر المستطيع، وقد استفاضت النصوص النبوية المؤكدة لسنتها، وقد عظّم النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بقوله «ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب لله من اهراق دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها أنفسنا»، وبقوله «من كان له سعة ولم يضحِ فلا يقتربن مصلانا». وعلى الرغم من واقع أهل السودان وما تمر به البلاد هذه الأيام من غلاء في المعيشة وارتفاع في الأسعار وزيادة في المصروفات الحياتية، فإن مجمع الفقه الإسلامي يدعو المسلمين لإحياء هذه الشعيرة وتعظيمها، إذ هي النسك الذي قرنه الله تعالى بالصلاة في كتابه الكريم «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين» الأنعام 162 «فصل لربك وانحر» الكوثر 2. وإنه من الخيارات الفقهية التي جوزها جمهور الفقهاء تيسيراً وتوسعة لمن أراد إقامة هذه السنة الاشتراك في الأضحية، حيث تجزي البقرة عن سبعة، والإبل عن سبعة. كما يجوز لمن لم يملك ثمن الأضحية أن يقترض إن ظن وفاء القرض سواء سدد قيمتها دفعة واحدة أو على أقساط ويحث المجتمع ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص إلى إعانة العاملين فيها بتسهيل تملك الأضحية وتقسيط ثمنها عليهم تقسيطاً مريحاً. وقال البيان إن الذين لا يملكون ثمن الأضحية ولا يقدرون على الوفاء إن هم اقترضوا لا حرج عليهم إن لم يضحوا، فقد ضحى عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم حين ذبح كبشين أقرنين الأول عن أهل بيته، والثاني عن من لم يضحِ من أمته، والأصل الشرعي في التكليف أنه على قدر الوسع والطاقة. وناشد البيان المجتمع وولاة الأمر في البلاد بالتيسير على المسلمين لأداء هذه الشعيرة ما أمكن، برفع الرسوم والجبايات عن الأنعام وخفضها إلى أقل قدر ممكن حتى يكونوا عوناً لإخوانهم في فعل الخيرات والطاعات «وتعاونوا على البر والتقوى» المائدة (2)وأخيراً حث البيان تجار الماشية على تقديم ابتغاء الثواب الأجل والأجر الكامل يوم القيامة على الربح العاجل، وذلك ببيع الأنعام بعيداً عن المضاربات والاحتكار وبأسعار معقولة ومناسبة لا تفوتهم الربح ولا تعجز المسلم عن الأضحية. كما يحث الأغنياء والميسورين أن يعينوا الفقراء بشراء أضاحي وتوزيعها عليهم تحقيقاً لمبدأ التكافل بين أفراد المجتمع.