نقلت الزميلة الجديدة «القرار» خبراً يقول: إن سلطات الحجر الصحي بمطار القاهرة أعدمت 65 كيلو «مخ» كانت بحوزة راكب سوداني وصل من الخرطوم. صاحبنا السوداني حمل معه مخ خروف- على الأرجح- وبكمية يبدو أنها ليست بسيطة وهي على ما يبدو للاستهلاك «الآدمي» ويريد أن يخفف على نفسه عبء المصاريف بهذا المخ.. وكثير من المسافرين للقاهرة يحملون معهم مثل هذه المأكولات والتي تعرف عندنا «بالزوادة»، وقديماً كان المسافر يحمل زاده من النواشف والمطبوخات لزوم الطريق، ويختزن الناس في ذاكرتهم بالكثير من حكايات الزوادة، خصوصاً في أيام سفر القطارات، فقطار كريمة كان مشهوراً بأن أغلب ركابه كانوا يحملون زوادة الشايقية المعروفة بقراصة البلح، وكذلك جيرانهم الدناقلة.. وقطار حلفا أيضاً كان يحمل زوادة الحلفاويين مثل «الكابيدة» وغيرهم وقطار نيالا له زوادته التي يحملها أهلنا في دارفور بمنتجات دارفور الطاعمة والمميزة أيام مجد دارفور وغيرها!!. وحتى اللواري السودانية- إلى وقت قريب- كان يميزها صندوق الزواده في أعلى «الرأس» صندوقان خشبيان ممتلئان بكامل ما لذَّ وطاب من القرقوش والبصل والملح والبهارات والشرموط، وفي منتصف المسافة بين الصندوقين يجلس دائماً المساعد ينظر للدنيا من فوق، ولمهارة السائق، وللطريق، وللزواده التي هي مسؤوليته المهنية من حيث الشراء وإعداد الوجبة في كل محطة من محطات الطريق الشاق البعيد!!. صاحبنا السوداني شال «مخه» معاهو!؟ ولكن السلطات الصحية والرقابية المصرية إعتبرت إن هذا المخ السوداني القادم من الخرطوم في شكل أكياس يدخل في دائرة الحظر والمخالف لقوانين الصحة في الرقابة البيطرية، باعتبارها لحد ما مذبوحة لم تخضع للتفتيش الصحي والبيطري، وبالتالي يصبح هناك خوف مشروع من انتقال الفيروسات والأمراض. الغريب في الأمر أن سلطات المطار قد ضبطت قبل أيام أيضاً راكباً سودانياً يحمل معه (95) كيلو من المخ أثناء وصوله أيضاً من السودان وتم إعدامها بذات الطريقة.. إنتو شنو يا أخوانا حكاية المخ؟!. والمخ يقودنا إلى سؤال لماذا لا تتفنن العبقرية السودانية ويهتدى المخ السوداني البشري إلى إيجاد طريقة للاستفادة من ثروته السودانية الهائلة الحيوانية، ويحولها لمنتج سوداني عالمي يعبر مطارات العالم بكل ثقة، وتتلقفه الأسواق والمولات والبقالات في عدة أنحاء من العالم إحتفاء بصادر السودان وبضاعته بدلاً من هذه الصورة الكسيفة والمخجلة التي كان مسرحها صالة الوصول بمطار القاهرة.. قبل شهور خجلنا جميعاً من واقعنا الذي لا ندري مبرراً «لوقوعه» بهذه الصورة لقد كنا وفداً سودانياً في هولندا زرنا مسلخاً عمره مائة عام يقوم يومياً بالتصدير إلى أكثر من (200) دولة في العالم، كم تساوي ثروة هولندا مقارنة بثروتنا الحيوانية متى يتحرك المخ السوداني يا سودانيين؟!.