والدستور.. دستور أي أمة.. هو سياج الأمن والأمان للوطن.. أي وطن هو شجرة ظليلة.. وارفة.. يستظل تحت أغصانها وفروعها.. مواطنو الوطن.. هو.. مظلة.. تحمي الوطن.. هو مجموعة من القيم الفاضلة.. والأعراف النبيلة.. ومجموعة وحزمة وباقة من تشريعات تلبي أشواق أحلام وأماني الشعب.. ولا أظن إن هناك حلماً بعرض وطن.. وأماني بطول عشم.. مثل نشيد محجوب شريف.. ذاك الذي يؤكد فيه وثقة بالشعب السوداني المعلم إن هذا الشعب قادر على صنع الحياة في هذا البلد الجميل.. تأكيد لا يخلخله شك ويقين لا يزعزعه ظن إن هذا الشعب يوماً سوف ينثر أزهاراً رائعة على ضفتي النهر العظيم.. وتعالوا نفصل القصيدة بيتاً بيتاً.. لتصبح جزءاً من الدستور مادة.. مادة.. ونبدأ بالقسم المغلظ.. ويا لروعة وصدق القسم عندما يقسم المقاتل بالشعب والأيام الصعبة.. يبدأ النشيد بالحلم القابل للتحقيق والأمنية التي تهزم المستحيل.. و.. حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي وطن شامخ وطن عاتي وطن خير ديمقراطي.. لاحظوا أول القصيدة والتي هي ايمان مطلق.. ويقين متجذر في نفوس تنذر آخر نبضة من عروقها.. آخر قطرة من عرقها.. آخر نقطة دم من وريدها.. وأول القصيدة هو التصميم على البناء.. وليس بناءاً رخواً متشققاً وهشاً.. بل بناء وطن شامخ وطن عاتي.. وتدلف القصيدة مباشرة إلى نوع الثوب الذي يتدثر به الوطن وهو ثوب الديمقراطية زاهي الألوان.. بديع الأصباغ.. ثري التشكيل.. وما أسعد وطن.. ترفرف أعلى مبانيه بيارق الديمقراطية المزهوة راقصة.. مختالة.. مصفقة على دفقات الريح.. نعم هذا هو الباب الأول.. في فصل الدستور وهو نوع الحكم الراكزة أركانه الثابتة أعمدته على قيم وأحكام الديمقراطية.. ونذهب إلى السيادة.. وامتلاك القرار.. وامتلاء النفس بالثقة.. ورفض الوصاية.. وهزيمة الانقياد وتحريم وتجريم الدوران في فلك التبعية وتلك يجسدها في نصاعة وجلاء.. بيت من أبيات النشيد المترفة.. وهو.. وطن مالك زمام أمرو ومتوهج لهب جمرو وطن غالي نجومو تلالي في العالي إرادة سيادة حرية ونأتي إلى أخطر فقرة تشع بهاء وتتألق وتأتلق سحراً ولكم أن تتصوروا روعة اللوحات التي تشع مبهرة من.. ذاك المنظم البديع.. وقبل الابحار في ذاك النهر البديع.. دعونا نستريح على تلك الضفاف المدهشة.. ونقرأ.. مكان الفرد تتقدم قيادتنا الجماعية يا ألطاف الله.. ما هذه المتعة والروعة والعظمة.. ما هذا التصوير البديع.. وهل هناك مقارنة.. بين رأي الفرد.. وتلك الآراء الهاطلة كوابل المطر من ملايين المواطنين الذين يصنعون الحياة على أرض الوطن.. نعم.. كُتب هذا النشيد عقب إطاحة الشعب الباسل بحكم فرد واحد صادر كل ارادة غير ارادته.. بل صادر حتى الأحلام والحليب والابتسام.. وتقدمت بعده القيادة الجماعية.. التي اختيرت في وعي.. في ديمقراطية نزيهة.. وعبر أوراق اقتراع.. تنوب عن مواطن الوطن.. بل تتحدث تلك الورقة بلسان مواطن الوطن.. ونسأل.. هل ما زال هناك مكان للفرد..؟ في هذا الوطن النبيل.. الإجابة.. لا.. ونعم.. لا ليس هناك مكان للفرد يصنع ما يشاء.. ونعم لأن مكان الفرد الآن ينهض شاهداً وشاخصاً.. وشاهقاً.. لأن الفرد هنا هو اتجاه بعينه.. وفكر بعينه.. وإقصاء لكل جماعية يشترك فيها كل مواطن أنجبته أرض الوطن.. وبكره نتلاقى