تتطلب الشراكة المجتمعية مع أجهزة الشرطة العديد من أوجه التعاون وقد أوضحت في مقال سابق معلومات عن العمل التطوعي ومفهومه ومجالاته وأهميته ووعدت القارئ الكريم بأن اتحدث عن ثمار الشراكة المجتعمية بين الشرطة وأفراد المجتمع وها أنذا أفعل عبر الحديث عن العلاقة بين العمل التطوعي والأمني وهو موضوع هام نبدأه بما انقطع من حديث حول مفهوم وخصائص وأهداف العمل التطوعي وعلاقته بالأمن في ظل التطور الذي شمل كل الجرائم بل وظهور جرائم حديثه ترتكب بأساليب مبتكرة بتوظيف التقدّم العلمي والتقني وهو يتطلب توظيف كافة قنوات التعاون والتواصل نحو شراكة مجتمعية فعّالة لتعزيز الأمن وتوفير المزيد من الاستقرار.وتعميماً للفائدة ونظراً لأن المتطوعين يمثلون طليعة مؤثره في المجتمع وتحظى بقبوله واحترامه لابد وأن نتطرق لأهم خصائص التطوّع والتي أوجزها في التالي: إبراز الصورة الإنسانية للمجتمع عبر التكافل والتعاطف. توسيع دائرة المشاركة في العمل أو الخدمات أو المساعدة في رفع مستوى ما يقوم من خدمات لصالح المجتمع.إ تاحة الفرصة للجمهور للمشاركة في تقديم خدمات وأنشطة ومهام بعد أخذ التدريب اللازم. تجربة وسائل جديدة وأساليب عمل جديدة لمقابلة احتياجات المجتمع وسد النقص في القوى العاملة. توفير خدمات تتمكن من تنفيذها الجهة التطوعية عن الجهة المعنية المكلفة بهذه الخدمات لما تتسم به من حركة سريعة ومرونة وغيرها من الخصائص التي لا حصر لها. أهداف التطوع: أهداف التطوع كثيرة أهمها من وجهة نظري الرغبة من قبل المتطوع في الاحتساب والأجر من عند الله سبحانه وتعالى امتثالاً لقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم) البقرة 158. وقوله صلى الله عليه وسلم (وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة). كما يهدف التطوع لتحقيق مايلي: توجيه الطاقات البشرية لخدمة المجتمع اكتساب المتطوعين خبرات عملية وميدانية وإدارية. سد الثغرات في التخصصات النادرة تخفيض نفقات التشغيل في المنشأة أو المنظمة. تقديم خدمات مختلفة عند الكوارث والأزمات بدرء المخاطر والمساعدة في عمليات الإنقاذ والحماية والعلاج والنقل والإسعاف وغيرها من المهام الإنسانية الطارئة وغيرها من الأهداف والفوائد التي لا يسع المقال لتوضيحها بالتفصيل. وبعد هذه المقدمة الضرورية لموضوع المقال نتحدث عن العلاقة بين العمل التطوعي والأمن حيث يتّضح من خلال ما تطرقت إليه بأن التطوع عمل غير ملزم قانوناً وإزاء هذا الواقع هل يمكن للمتطوع أن يقوم بأعمال أمنية؟ أو هل يمكن أن يساهم في تحقيق الأمن والأمان وإشاعة الطمأنينة؟ سؤال هام يتطلب الدراسة والمناقشة والتحليل لأن الإجابة الموضوعية عليه ستساعد فيما نحن بصدد الحديث عنه أو التوعية به في معرض تناولنا لهذا الموضوع والذي هو في الأساس أحد أسبابه وأهدافه. وتتحدد علاقة العمل التطوعي بالأمن في ضوء مفهوم الأمن الذي لم يجمع الباحثون على إعطاء مفهوم واحد ولكن من واقع ما أشاروا إليه نخلص إلى أن للأمن الوطني وجهين.. أحدهما داخلي ويتمثل في الاستقرار داخل الدولة ووجه آخر يتمثل بأمن الدولة ضد أي مخاطر أو أخطار من الخارج تؤثر على استقرار الدولة واستقلالها وسيادتها. كما يقصد بالأمن المفهوم التقليدي المتمثل في حماية الأرواح والممتلكات والأعراض باتخاذ كافة الوسائل والتدابير لمنع وقوع الجريمة أو ارتكابها كما في الجرائم والمظاهرات والاضطرابات وغيرها وبهذا المفهوم الواسع للأمن فإن الحاجة ماسة إلى العمل التطوعي والذي يظهر بوضوح أثناء الأزمات الأمنية والكوارث الطبيعية والاصطناعية بفعل البشر حيث تتضافر الجهود الرسمية والشعبية لمواجهتها والمشاركته في الحد من خطرها وهذه المشاركة تأخذ أبعاداً هامة نذكر منها ما يلي على سبيل المثال لا لحصر وهي: القيام بأعمال ميدانية مثل المشاركة في ضبط وتنظيم المرور والتوعية بمخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية وهذه المشاركة تشغل وقت فراغ الشباب وتبعدهم عن رفقاء السوء. التبليغ عن الجرائم التي تقع والتعامل مع هموم الوطن والمجتمع وهذا يساعد الأجهزة الأمنية على سرعة اكتشاف الجريمة أو كشف غموضها أو غموض بعض التحديات الأمنية التي تمس المجتمع نذكر من أوجه التعاون هنا أنشطة أصدقاء الشرطة والكشافة والمرشدات في العديد من الدول ونقول الشرطة الشعبية والمجتمعية في السودان والتي أصبحت إحدى أهم دعائم الأمن وقد أشرت في المقال السابق أننا نحصد ثمار الإصرار على تحقيق الهدف والرغبة الجادة في إحداث شراكة مجتمعية شرطية فعالة بين الشرطة وأفراد المجتمع عبر التدريب والتسليح وسبل التعامل مع الكوارث والأحداث وأعمال الإنقاذ وغيرها كسند طبيعي وبناء للشرطة القومية التي تشهد طفرة نوعية هائلة في ظل التطور الهائل الذي يشهده الوطن في كل المجالات باعتماد إستراتيجيات أمنية وتدابير احترازية ووقائية فعالة لمكافحة الجريمة وتوفير الأمن الداخلي الذي أصبح أحد أهم مهامها وهو ما يتطلب بالضرورة التعاون وتفعيل أطر التواصل والشراكة المجتمعية والشرطية والإعلامية والأمنية وتعزيز كافة قنوات التعامل وتنمية العلاقة بين العمل التطوعي والعملية الأمنية وحث الجمهور على تغيير السلوكيات الخاطئة والممارسات الضارة واتخاذ الحيطة والحذر حتى نشارك جميعاً في تنمية الوعي الأمني والوقائي وتعزيز الاستقرار والنماء والإزدهار.