دعوني أكون صريحا ، صراحة ربما يعتبرها بعض الحمقى بجاحه ، ولكنها على أية حال كلام من بيت الكلاوي ، وهواجس نابعة من ردهات قلب يحب هذا الوطن الشتات ، أقول يا جماعة الخير ، أن المعارضة بكافة ألوان الطيف ضعيفة وعضلاتها رخوة ، وكل كوادرها إنطلاقا من المناور والمنظر الكبير إلى صاحب الإبتسامة الصفراء وحتى المتبلدين منهم كلهم مجرد فقاقيع هواء ولا يستحقون الجلوس على كرسي الزعامة ، نعم كرسي الزعامة واللي يزعل دونه النيلين أو عليه التوكل على الله وضرب رأسه في أقرب كرسي ،أقول قولي هذا لأننا في السودان وخلال عقود ماضية جربنا جلوس هؤلاء على كراسي الزعامة الفضفاضة ، وفي عهودهم الماحقة زادت القلاقل وعمليات الفساد في الوطن ، فساد نمى وترعرع حتى بلغ أشده وأصبح رجلا راشدا في عهد الإنقاذ ، وكله خير وبركه ، كما أن رموز المعارضة ، يعانون من غياب الكاريزما التي تجعل الواحد منهم يستحق الجلوس على كرسي حكم السودان المغلوب على أمره ، هذا عن المعارضة الضعيفة وغير القادرة على إعتلاء كرسي الحكم ، أما بالنسبة لناس الحكومة وما أدراك ما الحكومة ، فإن أصحابنا صقور الإنقاذ يمتلكون كميات وافرة من البجاحة والتهور ، بجاحة كفيلة بتدمير الوطن بما يمتلكونه من الكلام الغث والتصريحات البليدة في بعض الشؤون المتعلقة بالحراك السياسي ، وهؤلاء الصقور ،غير جديرين بإعتلاء كرسي الحكم عدييييل كده ، وعلى فكرة يقال أن الجلوس على الكرسي أقصد كرسي المهمات والعمل يجعل الإنسان بليد تماما مثل حمار القايلة ، لا يهش ولا ينش ، طبعا حكاية الكرسي الذي يسبب البلادة ليس من عندياتي وإنما حقيقة بشحمها ولحمها ، ويبدو أن صقور الإنقاذ إصيبوا بهذه الجرثومة اللعينة من كثرة جلوسهم على الكرسي ، المهم الدراسة الخاصة بالكرسي البليد كشف عنها علماء من سنغافورة ، وجاء فيها أن الصرامة والجلوس على الكرسي لأكثر من ثماني ساعات في اليوم الواحد تحول الإنسان إلى شخص بليد ومعلب نسبة إلى المعلبات والذي منه وبصراحة فإن الجلوس على الكراسي هي التي تجعل صقور الحكومة يمارسون عنجهيتهم تجاه خصومهم ، وبالمناسبة الكراسي أنواع ، هناك الكرسي الرسولي ، وكرسي جابر ، وكرسي السلطان ، وكرسي الناس المهمشين ، وفي السودان نجد بحمد الله وجلت قدرته أن 99 في المائة من الناس يجلسون على كراسي التهميش ، فيما تجلس النسبة الباقية على كراسي السلطة والجاه والسلطان منذ سنوات طويلة ، ما يجعل هذه الفئة الأخيرة متبلدة المشاعر ، وغائبة عن الوعي الجماهيري ، وعلى فكرة إذا تمكن باحث سوداني هميم من إجراء بحث عن الكراسي في السودان فسوف يكتشف بلاوي مدكنة ، والسؤال هل يا ترى أن الكنكشة في الكراسي جعلت أصحابنا في الإنقاذ مصابون بجرثومة التبلد إنه سؤال صريح إلى آخر مدى .