احتفل الناس بقدوم العام (2013).. وهم يمنون أنفسهم«بحلحلة» الضايقات الاقتصادية التي خنقت أنفاسهم طوال العام الماضي الذي لا أجد له اسم غير عام (الخنقة) عاشت فيه البلاد فوضى اقتصادية كبرى.. وإفلاس ظاهر مع سبق الاصرار والترصد.. التجار يزايدون على تجارتهم بأهوائهم وما تشتهي أنفسهم.. والضحية دائماً هوالمواطن الذي صبر وصابر حتى ضاق الصبر عن صبره!!! فالمواصلات العامة عالم آخر من المعاناة اليومية التي لا تنتهي حتى بعد أن تخلد(الخرطوم) إلى راحتها المسائية.. فرغم صعوبتها وإنعدامها في أوقات كثيرة!! وهي أوقات «الذروة» إلا أنها كانت عاملاً أساسياً لتجعل السودانيين يمارسون (الرياضة) اليومية دفراً، مزاحمة،زحفاً،رفسا،ًجرياً ،وسيراً على الأقدام وكل ذلك يحدث برغم أنفهم !! وحسب علمي أنها رياضة مفيدة جداً للجسم ويحتاجها من وقت لآخر.. والغريب حتى النساء والفتيات أصبحن يصارعن الرجال أمام أبواب الحافلات والهايسات... والعجب العجاب حينما يأتي(عمنا بص الوالي المدلل) وهو( يقدل)و يسير الهوينا وسط شوارع الخرطوم، ومستعدٌ أن يقف لأي كائن «واقف» من أراد أن يعتلي جوفه أو من كان متعجلاً من أمره!.أو من كان وقوفه لغرض آخر.. وهو بصريح العبارة يعتبر خير وسيلة لقتل الوقت وتدميره من غير رحمة أو شفقة واستحق لقب(حاج مهله)..التعليم حاله يغني عن سؤاله.. المعلمون والطلاب يشتكون من المقررات وهروب المعلمين إلى المدارس الخاصة.. وأخيراً وليس آخر حالات الاغتصاب التي أصبحت حديث المدن والأرياف.. وخوف وتجوس الأباء والأمهات على أبنائهم الطلاب.. الصحة أصبحت بلا صحة في وجود غلاء الأدوية وأختفاء بعضها وشكوى مستمرة من المواطنين على التأمين الصحي الذي أتضح أنه بغير مظلة تحميه.. والمستشفيات العامة إذا وجدت بها الأطباء فلن تجد الفني! وإن وجدتهما فلن تجد الدواء إلا عبر الصيدليات خمسة نجوم.. والمستشفيات الخاصة إن لم تكن من أصحاب المليارات فلن تشم رائحته العافية أبداً وستموت وأنت تشتهي الدخول والعلاج في دهاليزها غالية الثمن.. الأطباء الاخصائيون والعموميون أصبحوا يفرون بجلودهم إلى دول الجوار ليعيشوا في رفاهية بعيداً عن الفقر والمرض وغياب المسؤولية والمسؤولين. وحكومة(الإنقاذ) أخرجت صوتها عالياً مجلجلاً بإعلانها«بشارة خير» بقدوم العام الجديد.. وأكدت بأنه يجب علينا كمواطنين طي صفحات العام 2012م ونجعله ذكرى«غير أليمه» في حياتنا ونستقبل العام 2013م بروح جديدة ومتفائلة لانه صار عندنا مناجم من الذهب ومصادر طبيعية أخرى ستدر علينا خيراً وفيراً بعد أن أنسحب من جدول ميزانيتها بترول الجنوب المنفصل.. اللهم لا تكلنا إلى غيرك ولا لأنفسنا .. طرفة عين.. اللهم آميييين.