لم يكن الأمر مستغرباً عندما سأل الطبيب البيطري الرجل الشاكي من ألم في رجله قائلاً «ياتو كراع الورا ولا القدام» هكذا دائماً يمازحني الأصدقاء بحكم الانتماء لقبيلة البياطرة أو كما تقول لي واحدة حاسدة (كيفك يا دكتورة الغنم) ولا تجد مني إلا نظرة ساخرة وضحكة سخيفة «بعرف اضحكها متين» المهم جاءني صوتها من الطرف الآخر مشوباً بالدعوة لنشاط مختص بكلية البيطرة إنها المرأة البيطرية الرائدة.. الدكتورة ختمة حسن الملك وهي تدعونني لبرنامج الكلية الذي سيبدأ يوم الخميس ضمن فعاليات التخريج والكرنفالات وأسبوع البيطار.. لم يكن المشروع بالنسبة لها أسبوعاً ولكنه محاولة جادة للفت الأنظار للجهد الذي يقوم على أكتاف «البياطرة» فكانت رغبتها لأن تعود فعاليات برنامج البيطار في أسبوعه المتميز.. ففي ماضي الأيام كان طلاب كلية البيطرة جامعة الخرطوم يقدمون أعمال جليلة وأقرب مثال إنهم كانوا يصدرون مجلة البيطار كنموذج للموضوعات التي لا تنفك من واقعهم الاكاديمي والإنساني.. دلفت إلى مكتب السيد عميد الكلية بروفيسور «الجيلاني» تحدوني رغبة في تقديم استطاعتي في تسليط بعض الضوء على اسبوعهم الاحتفالي المزعم تنفيذه في الفترة من 24 إلى 27 يناير رغبة في خدمة الكلية ووفاءاً لعطائها ليس إلا.. لم يبخل البروف بالتعريف بتفاصيل البرنامج بدءاً من كرنفال الهجانة وانتهاءاً بالمعارض الأكاديمية و التراث وحياة الرعاة.. ولأن الأجواء أجواء «عالم الحيوان» الذي نعرفه نحن البياطر لم يخل الجو من أفكار لعرض بعض الحيوانات في موكب يوم الخميس القادم فكرة للتدليل.. وقفت على المستوى الذي كانت تناقشه مجلة بيطار في العام 1970م فيما حوت من موضوعات مختلفة المزاج موحدة الهوى «.. ضهاري كوستي ومنطقة النيل الأبيض، قصيدة لبروفسير الكاب.. العلاقات الخارجية للجمعية البيطرية.. العقم عن الحيوان، الوباء السحر الغامض في تعزيز الطيور وأخبار الكلية..» لعلها كانت عقلية.. بيطرية متقدمة لطلاب تلك الفترة.. وددت لو أنها وهبتني تلك النسخة حتى أطالعها لآخر سطر.. (المهم) سادتي نجح الكثير من بياطرة هذه البلاد خارج نطاق دراستهم وتخصصهم من أسماء أسهمت في مجالات الحياة المختلفة دع عنك اسهاماتهم في تأسيس أدبيات الطب البيطري في الساحة الأفريقية والشواهد على ذلك كثيرة أطرت لها أسماء معتقة وحفظتها ذواكر جمعية عالمية واقليمية ومازال المجد يتواصل من جيل بعد جيل ولا يفوتني هنا سعادتي واحتفائي بزملائي البياطرة بالذات الذين يعملون في كلية البيطرة بالجامعة دكتورة هيفاء د. عاطف د. خيرالله د. حسين وبقية العقد النضيد.. نتمنى أن يكون أسبوع بيطارهم ناجحاً نجاح الاسهام الذي يتميزون به دوماً. آخرالكلام:- وفي جانب آخر أحزنني غياب بعض الكوادر العلمية الفذة في هذه الكلية لأسباب مختلفة بالذات الكوادر التي تجد إحترامها بالخارج مقابل أوضاع ومرتبات غير مجزية فهل سيأتي اليوم الذي تعود فيه هذه الكوادر النادرة