البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    الكويت ترحب ب "الرباعية" حول السودان    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    بايرن ميونخ يتغلب على تشيلسي    نادي دبيرة جنوب يعزز صفوفه إستعداداً لدوري حلفا    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان يكشف عن انتهاكات خطيرة طالت أكثر من 3 آلاف شخص"    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    سيناريوهات ليس اقلها انقلاب القبائل على المليشيا او هروب المقاتلين    خطوط تركيا الجويّة تدشّن أولى رحلاتها إلى السودان    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. خلال حفل بالقاهرة.. فتيات سودانيات يتفاعلن في الرقص مع فنان الحفل على أنغام (الله يكتب لي سفر الطيارة) وساخرون: (كلهن جايات فلاي بوكس عشان كدة)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    هدف قاتل يقود ليفربول لإفساد ريمونتادا أتلتيكو مدريد    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    السودان يستعيد عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سعر اللحمة الوصل السما دا ح ينزل تانى وتصبح أسعار الخراف فى متناول اليد
د. خِتمة حسن الملك أول امرأة تدرس الطب البيطري في السودان :

في مدنى الجمال درست مراحلها الأولية والثانوية جاءت إلى الخرطوم وفى دواخلها تمور آمال وطموحات شتى، وروح وثابة للتفوق ، فما انقادت الآمال إلا لطالب..فيممت وجهها إلى الجميلة والمستحيلة ، وسدرة منتهى الآمال لكل نابغة .. جامعة الخرطوم ، حيث كلية البيطرة فحازت فيها قصب السبق والريادة إلى جانب ثلاث زهرات أخر .وطفقت تصعد فى مراقى الجامعة من تفوق إلى إنجاز ، حتى أنجزت رسالتى الماجستير والدكتوراة فى جامعة الخرطوم دون أن تفارقها شبرا. الدكتورة ختمة حسن الملك هى أول طبيبة بيطرية فى السودان ، وخبير وطنى فى صحة الحيوان ،تعمل حاليا نائب عميد كلية البيطرة ، ونائب عميد شئون الطلاب ، وقد كرمتها الدولة مؤخرا لإسهاماتها الباهرة فى العمل الأكاديمى والعمل العام. (الصحافة ) جلست اليها فى منزلها بشمبات تقلب معها أوراق الذكريات ، وتستقرئ سيرة ومسيرة زاخرة بالعطاء والإبداع.
{كرمت الدولة عددا من رموز البلاد فى السياسة والثقافة والرياضة ،والأكاديميين ، وكنت من بين هؤلاء الذين أفنوا زهرة شبابهم يعملون لأجل رفعة بلادهم دون أن يغادروه ..كيف جاء التكريم ، وكيف كان استقبالك له؟
- تكريمى جاء بمبادرة من د/سمية أبو كشوة نائبة مدير جامعة الخرطوم إيمانا منها بدور الأستاذ الجامعى ، ومايقدمه من خدمات لوطنه ومجتمعه ، ولم يجد حظه من تكريم الدولة ، ولاحظت أن النساء خاصة فى المجالات المهنية لم يشملهن التكريم ، وبقراءة د/سمية لسير وتاريخ من عملن بجامعة الخرطوم ، ارتأت أن العمل البيطرى فى السودان كان للنساء دور الريادة فيه ، بهذه المعطيات تبنت د/سمية فكرة التكريم ، وأشركت فيه الأخت أميرة الفاضل وزيرة الرعاية ، وجاءت الإستجابة من رئاسة الجمهورية ممثلة فى الأستاذ على عثمان محمد طه الذى يعمل بقناعات أن يجعل الأشياء مشرقة فى وجه السودانى ،بداية (بقفة الملاح) حتى تكريم الناس ، وأبلغنى تحياته وتقديره عبر أميرة الفاضل وأقيم الإحتفال بمنزلى بكلية الزراعة بشمبات بحضور وزيرة الرعاية ، والدكتورة سمية أبو كشوة ، والاستاذة رجاء حسن خليفة رئيس شورى إتحاد المرأة ، والأستاذة عفاف تاور عضو المجلس الوطنى ، والاستاذة إقبال جعفر الأمين العام لاتحاد المرأة ، والأستاذة انتصار أبو ناجمة أمينة المرأة بالمؤتمر الوطنى ، والأستاذة خديجة أبو القاسم حاج حمد وكيلة وزارة الرعاية.
{جاء فى أخبار هذا التكريم أنك أول بيطرية فى السودان ، والخبير الوطنى فى صحة الحيوان.. حدثينا عن هذه الريادة ؟
- عندما دخلنا كلية البيطرة بجامعة الخرطوم ، ماسبقنا فى كلية البيطرة على الإطلاق إلا المصريات، كانت هناك كليتان للطب البيطرى ، واحدة فى القاهرة ، وأخرى فى جنوب أفريقيا ، وهذه لم يكن فيها افريقيات أصلا ، وكلية البيطرة بجامعة الخرطوم أول كلية تنشأ فى الجامعة عام 1902 ،وفى العام 1938 دخلوا أول بياطرة فى السودان ، وفى العام القادم 2013 يكملون 75 عاما منذ إنشاء الكلية ، يعنى العيد الماسى ، وكانت الكلية هى المركز لتدريب البياطرة فى أفريقيا ، وتخرج فيها أطباء بيطريون من نيجيريا ، أثيوبيا ، الكاميرون ليبريا، اليمن ، الصومال ، فلسطين ، وبعضهم قادة العمل البيطرى فى بلادهم ، وأنشأ هؤلاء كليات الطب البيطرى فى بلادهم فى كل من : نيجيريا، ليبيا ،القصيم
، وفى أثيوبيا كان هناك معهد للفنيين البيطريين ، ولما جاء الإمبراطور هيلاسلاسى فى الستينيات لافتتاح معهد الطب البيطرى فى جامعة الخرطوم ، أعجبته الفكرة فرفع المعهد إلى كلية فى دبرزيت ، الآن فى أثيوبيا 7 كليات للبيطرة
{كيف استطعت وزميلاتك اجتياز هذه التجربة؟
-فى العام الماضى 2011 أكملنا 40 سنة منذ تخرجنا فى كلية البيطرة ، كنا أربع طالبات ، هن منى محمد الماحى ، الشقيقة الصغرى للتجانى الماحى ، هادية الجاك محمد أحمد، نادية عبد القادر محمد بدر، كانت تجربة جديدة ومثيرة أن تدرس طالبات الطب البيطرى ، وفى المعاينة التى أجراها مدير الكلية أمين الكارب سألونا: لماذا نريد دراسة البيطرة ؟ واستطعنا إقناعه برغبتنا واصرارنا على دخول الكلية ، وكنا نساعد بعضنا حتى نتفوق ونكون من الأوائل ، حتى تخرجنا وكانت منى الماحى تستغرب لذلك ، وتقول: ناس متنافسين ويساعدوا بعض ؟! ، أنا ومنى استمرينا أستاذات بالكلية ، منى حضرت الدكتوراة فى أمريكا، هادية حضرت الدكتوراة فى أدنبرة ، والتحقت بالمعمل البيطرى ،نادية حضرت ماجستير ، وسافرت مع زوجها الذى يعمل سفيرا، ثم عدنا جميعا للسودان وتكريم أى من هؤلاء الأربعة بيطريات تكريم للأخريات ،انا لست الأفضل منهن ، ويحفظ لهن التاريخ حق الريادة ، والريادة فى حد ذاتها إضافة لتاريخ المرأة السودانية فى العمل البيطرى ، قد اختلف عن زميلاتى الأخريات أننى لم أغادر السودان ، وعملت ومازلت فى الكلية ، وليست هذه ميزة تفضيلية ، لكن ظروفى حكمت بالعمل فى المجال الاكاديمى.
{ السودان يمتلك ثروة حيوانية هائلة ، لكنا مثل العيس فى البيداء يقتلها الظمأ ، والماء فوق ظهورها محمول ، ومازالت اللحوم هى أغلى السلع اسعارا ،ونحن مقدمون على عيد للأضحية.. كيف تستقيم المعادلة ؟ ومامدى اهتمام الدولة بالثروة الحيوانية ؟
-الثروة الحيوانية كلها أو معظمها فى أيدى الرعاة ، وهم يتنقلون مع بهائمهم وينظرون إليها كنعمة من نعم الله ، ولايهتمون بتنميتها أو تنظيمها ،ولاأحد يسمع صوتهم ، ولم يجدوا من يهتم بقضاياهم ويستمع لمشكلاتهم ، ناس شبيكة ساروا مع الرعاة ، وكتبوا قصصاً إجتماعية ، والمعلمون كذلك تنقلوا مع الرعاة لتعليمهم (تعليم الرحل) ، واحتياجات الثروة الحيوانية بسيطة متمثلة فى الموية والمرعى ، وزى مابحصل فجوة غذائية للبشر فى بعض فصول السنة ، كذلك تحدث فجوة علفية للأنعام ، حيث يجف المرعى ، وتقل المياه أو تنعدم ، ويضطر الرعاة ان يسيروا ببهائمهم لمسافات بعيدة مما يتسبب فى إهلاك الحيوان ، وإرهاقه ، فيصبح لحمه قويا .. والحل توفير مراكز لتجمع العلف ، وتوفر له ظروف الترحيل ليذهب للمناطق الجافة ، حتى تمر فترة الجفاف ، ويأتى الخريف ، والعالم الآن يتحدث عن الإنتاج العضوى، ومعناه أن يطعم الحيوان من مواد طبيعية لاتحتوى على أسمدة أو كيماويات ، تتركز فى جسم الحيوان ، وتذهب مباشرة للإنسان ، ومعروف أن اللحوم السودانية من أجود اللحوم العالمية وبها نسبة قليلة من الدهون، ولاتحتاج إلى وقت طويل فى طهيها كاللحوم المستوردة .
من المشاكل التى تواجه القطاع الرعوى عدم وجود وحدات بيطرية متكاملة متنقلة مع هؤلاء الرحل ، البياطرة يقومون بعمل كبير ، لكن ينحصر عملهم فى بيع الادوية .
هناك جهود مبذولة من الدولة لتنمية قطاع الثروة الحيوانية عبر وزارة الثروة الحيوانية والسمكية والري ودورها هو وضع السياسات والخطط ، وأنا أعتقد أنها تسير فى الإتجاه الصحيح ، لكن يجب الإسراع فى التنفيذ، كذلك يجب على الدولة أن تولى هذا القطاع اهتماما أكثر لأنه يستوعب أكبر عدد من الناس ويمكن أن يساهم فى حل مشكلة عطالة الخريجين باستغلال برامج التمويل الأصغر ، والمحافظ المختلفة لإنشاء حظائر للأنعام يعمل فيها هؤلاء الخريجون ، وبذلك تحدث الوفرة ، ونستطيع أن نصدر منها للدول المجاورة ،وأنا على يقين إنو سعر اللحمة الوصل السما دا ، حاينزل تانى وتصبح أسعاره فى متناول اليد.
{التعريف العلمى الذى عرفت به هو : الخبير الوطنى لصحة الحيوان.. إضاءة فى هذا الجانب ؟
-الطبيب البيطرى ينظر للحيوان من ناحية صحته ، كما ينظر الطبيب البشرى للمريض ليتمكن من علاجه، ويفترض فى صحة الحيوان أن تكون متابعة القطيع ، الصحة العامة تشمل كل ماله صلة ، ويمكن أن يتسبب فى مرض الحيوان ، ويصبح الطبيب البيطرى مسئولا عنها ، مثل الذبيح ، الأمراض المنتقلة بين الإنسان والحيوان، صحة المسالخ ، البيئة ، ولايوجد طبيب بيطرى حتى الآن أنشأ مركزاً متكاملاً إرشادياً ، لتوجيه الناس فى كيفية معالجة حيواناتهم من الأمراض ، فى العالم المتحضر يمنع منعا باتا الذبح جوار البيوت ، كما يحدث عندنا ، ويتوفر بدلا من ذلك مسالخ صغيرة داخل الأحياء ، فيها طبيب مختص ، وهذا يعنى أن تأكل لحما سليما مفحوصا بكل اطمئنان .. هناك أجزاء من مخلفات الخروف غير مرغوب فيها ، إذا تم التخلص منها بطريقة غير صحيحة ، تمثل خطورة على صحة الإنسان والحيوان ، وإذا حفظت بطريقة سليمة يمكن الإستفادة منها ، كالجلود مثلا ، وتصبح مصدرا كبيرا للعملة الحرة ، ولدينا تجارب ناجحة فى هذا الجانب ، إلى جانب التصنيع الغذائى من الحيوان، فإذا فكرت الزميلات البيطريات فى إدارة مسلخ مثلا ، أو وحدة بسترة ألبان يمكن أن يقوا الناس من أمراض كثيرة جدا ، نحتاج فقط إلى قليل من التدريب والإجتهاد.
{رغم ارتباطك بالعمل الأكاديمى فى كلية البيطرة ، ومسئولياتك الأسرية ، إلا أنك كنت ومازلت لك إسهامات ومشاركات مضيئة فى العمل الطوعى عبر التنظيمات والكيانات المختلفة .. حدثينا عنها ؟
-فى العام 1990-1991 شاركت فى مؤتمر بيطرى فى مدينة ريودى جانيرو بالبرازيل، وحضرت مؤتمراً للطبيبات البيطريات ، ومن داخله أنشأنا الجمعية العالمية للطبيبات البيطريات ،ونحن أعضاء مؤسسون فيها فقد كنا أقدم طبيبات بيطريات فى أفريقيا ،وقامت الجمعية بإنجازات عديدة فى جنوب السودان خلال جولات التفاوض ، وقبل توقيع إتفاقية السلام فى الفترة من 1994- 2004 ،وذهبنا فى جولات عمل حقلى مباشر مع الجانب الحكومى ، والمتمردين فى لوكو شوكيو بكينيا ، التى انعقد فيها مؤتمر ومعسكر كبير عن صحة الحيوان فى إطار تنسيق بين حكومة السودان والجانب المتمرد عبر الجمعيات الطوعية ومنظمات الأمم المتحدة ، مما مكن السودان من السيطرة على مرض الطاعون البقرى، رغم الحرب القاسية فى ذلك الوقت ، والظروف الصعبة وبالغة التعقيد ، حيث كنا نسافر بطائرات معرضة للسقوط فى أى لحظة ، وأجواء متوترة ومشحونة بالحذر والخوف .
المهم فى هذه القصة أنه كان بيننا أطباء بيطريين جنوبيين ، ونشأت بيننا علاقات تعارف وصداقات متميزة ، كان يمكن للحكومة أن توظف هذه العلاقات فى عمليات السلام لتقريب وجهات النظر ، وزرع الثقة بين الجانبين .وقد تواصلت هذه العلاقات حتى الآن ، فالكثير من الزملاء الجنوبيين يحرصون على تهنئتى فى كل مناسبة دينية عبر الهاتف .
{جهات اخرى عملتِ بها؟
-تنقلت فى ميادين العمل العام عبر عدد من التنظيمات، منها: الإتحاد العام للمرأة السودانية ، جمعية المرأة فى مناطق النزاعات ، جمعية الطبيبات البيطريات السودانيات ، المركز النسائى العالمى ، فى مجال رعاية الأيتام ، مركز أبحاث الإيمان و العمل العام بالنسبة لى إلتزام أخلاقى، وواجب أؤديه بقناعة ورضا وسعادة ، ومن حكم رب العالمين أنك تمنح وقتك وجهدك للآخرين وربما مالك دون انتظار المقابل ، فيفتح لك باب رزق جديد ، يغطى ماأنفقته ويفيض .. والحسنة بعشرة أمثالها، وتعتقد أحيانا أن حل مشكلاتك قد يكون بالمال ، لتكتشف أن المال نفسه قد يكون مشكلة ، وتعرف أن الله أراد لك الخيرفى شىء آخر ، وأن خياراته دائما هى الأفضل.
{أعلم أن لك علاقات متميزة ببعض المسئولين بالدولة ..لاتريدين استغلالها ولا الحديث عنها ..؟
-أنا عرفتهم كزملاء لى فى جامعة الخرطوم ، ولم أعرفهم كمسئولين ، مثلا دكتور نافع على نافع كان زميلنا بكلية العلوم ، حيث كان يتم القبول لكل الطلاب منها ، ومن ثم يتم توزيعهم على التخصصات العلمية الأخرى،فذهب نافع إلى كلية الزراعة ، وذهبت أنا للبيطرة ، كذلك دكتور عابدين محمد على الذى زاملنا فى كلية العلوم ، ودرس الزراعة بعد ذلك ، ودكتور صابر محمد حسن محافظ بنك السودان السابق ، كان زميلنا فى الجامعة أيضا ،والأستاذ على عثمان محمد طه النائب الأول زاملته فى الجامعة حيث درس كلية الحقوق ، ومولانا عبد القيوم ، والأستاذ مهدى ابراهيم ، والدكتور عبد الرحيم على زميل كريم ، وعبره تعرفت على زوجته د/حسنات عوض ساتى ، وشقيقتها عفاف ووالدهما الراحل عوض ساتى وهو رجل هادىء يستمع أكثر مما يتحدث ، وكان يتعامل معنا كبناته ، وكنت كثيرا ماأزورهم وأسعد بالحديث والإستماع إليه ، وعبر منى الماحى تعرفت على والدها البروفسور التجانى الماحى رائد الطب النفسى فى السودان ، وهو رجل موسوعة فى كثير من العلوم والفنون ، سألته مرة عن كتاب فى السمك ، ففتح لى 10 دواليب بها كتب عن السمك فقط ، وقال لى ، اختارى وعبر جارى البروفسور سعد عبادى تعرفت على والده المرحوم أحمد البشير العبادى وهو من أوائل من سودنوا وظائف نظار المدارس .إلى جانب عدد من الرموز والقامات ، منهم جعفر كرار من أعمدة المهنة ، وحسن بقادى ، والنصرى حمزة ، و البروفسور أمين الكارب ، والنذير دفع الله، والذى كان وزيرا للصحة والتعليم ، ورئيس مؤتمر المائدة المستديرة ، وممثل منظمة الأمم المتحدة للبيئة فى تونس ، ومازالت ذكراه عطرة فى كل العالم.
{هل فى بيتك أشياء ومقتنيات متعلقة بالثروة الحيوانية؟
-فى أى مكان أو دولة أزورها أحرص أن أقتنى منها شيئا للذكرى ، وفى الغالب تكون مقتنيات ذات صلة بالحيوان ، منها منحوتات أو صور وغيرها ، وهذا يعنى أن الراعى لاينسى اللمسة الفنية والإنسانية التى تجمل حياته ، مايدل على الصبر الطويل واستغلال الوقت فيما يفيد ، والعمل مع الحيوان كذلك يعلم الصبر والتحليل واستقراء النتائج، والعطاء اللا محدود ، والإستنتاج لأنك تتعامل مع شئ لايتكلم ولايفصح من واقع دراستى لمقرر الدراسات الإسلامية فى الجامعة اقترحت أن يتم إدخال أبواب من الفقه الإسلامى متعلقة بالزكاة الشرعية ، والمأكول من الحيوان ، والرفق بالحيوان ، هذا الذى تتمشدق به الدول الأوربية نحن سبقناهم إليه فكريا ودينيا : فى كل كبد رطبة أجر ، فليحد شفرته وليرح ذبيحته .. إلخ .نحن كمسلمين متقدمون فى أخلاقنا ، لكنا نغرق فى هموم العيش اليومية ، وشعائر العبادات المفروضة ،دون أن نتعمق ونتدبر جوانب الإسلام الاخرى.
{الأسرة الصغيرة ..ماذا عنها ، وهل منهم من سار على دربك ؟
-زوجى الإعلامى عثمان سنادة أنا مدينة له بالفضل والعرفان ، ولولاه لما وصلت إلى ماوصلت إليه من نجاح ،الأبناء حسن درس الحاسوب وتخصص فيه، ويعمل حاليا فى برج الفاتح ،صلاح درس الإعلام ، سوسن درست تغذية علاجية ، وتعمل فى مجال المنظمات ، نعمات درست اقتصاد ، وحصلت على ماجستير فى إدارة الإعلام ، ريم درست البيطرة ، وحصلت على ماجستير فى الجراحة البيطرية ، وأنا سعيدة بها لأنها تمارس العمل البيطرى الفعلى الذى لم أستطعه لأننى اتجهت للعمل الأكاديمى .آية آخر العنقود تخرجت في هندسة معمار ، ولها اهتمامات أدبية وفنية .حسن متزوج من أمامة مكى سنادة ، ووالدتها هى الأستاذة ليلى عمر ، وقد سعدت بهذه المصاهرة ، قبل زواجهما قالوا لى : إن مكى سنادة أعز ماعنده هن بناته، فقلت لهم : وأنا ليس لدى سقف لمعزتها ! ، وطلبت من أمامة أن تضيفنى لقائمة أصدقائها فى الفيس بوك .فقالوا: أول مرة نشوف نسيبة تضيف مرة ولدها !! .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.