أبوقوتة وهي مدينة مترامية الأطراف وتمتد حتى محلية جبل الأولياء بولاية الخرطوم، وبها أكثر من 100 قرية تتشابه في ظروفها البيئية، ولولا ارتباط المواطن بالمنطقة لم يبقَ شخص في ظل ظروف عدم توفر مياه الشرب عدا بالترع والتى تجر خطر الأمراض المنقولة بواسطة المياه والتي تأتي البلهارسيا في المرتبة الأولى منها، وأ مراض الكُلى. ويقول عضو المجلس التشريعي يوسف مضوي إن قضية مياه الشرب في أبوقوتة أكل عليها الدهر وشرب وطرقنا كل الأبواب في المركز، ونحن نرى هذا الاهتمام من صحيفة آخر لحظة، فمنذ أن كنا نتبع للنيل الأبيض ورثنا تركة مثقلة، وهذه المنطقة كانت تشكو من تردي الخدمات وظلت تعاني بصفة خاصة من مياه الشرب بصورة مذرية، والأمراض المستوطنة ناتجة عن تلوث المياه، وأغلب القرى تشرب من الترع وفي آخر المشروع تكون مياه الترع متقطعة في الصيف وتصبح بركاً يشرب منها الإنسان جنباً إلى جنب مع الحيوان «الإنسان والكلاب والبهائم يشربون من مورد واحد»، ولعل هذا المنظر استفز والي الجزيرة البروفيسور الزبير بشير طه في زيارته لأبوقوتة فقد وجد إحدى البنات تحمل ماء من الترعة ووجد«الطفلة فاطمة بنت نقدالله» من قرية أم دليبة وقام بسؤالها حتى وصل معها إلى مورد الماء، فوجد «الحيوان والإنسان يشربون من ترعة واحدة»، وآل الزبير على نفسه حل قضية مياه أبوقوتة والقرى التي تعاني انعدام مياه الشرب، الحقيقة أن المنطقة تعاني من الصخور الأساسية ومن اختلاط المياه الجوفية بعنصر الكبريت في أغلب المناطق غرب أبوقوتة. وفي الجانب الآخر فإن 108 قرية و24 كنبو ظلوا يشكون مر الشكوى على صفحات الجرائد وظلت هذه المناطق مرتعاً للدعوات الهدامة والتي تستغل ظروف المواطن وتؤثر عليه، فقضية مياه الشرب جعلت المواطن يحس بالغبن تجاه الحكومة في العامين الماضيين. ولكن في الفترة الأخيرة حظيت القضية باهتمام كبير وتوالت زيارات الوالي لأكثر من 52 موقعاً ومتابعة جدولة حفر 52 بئراً بها، وهنالك مناطق وقف الوالي عليها في الصيف مع وزير التخطيط العمراني، وهيئة مياه الجزيرة تقوم بتوفير مياه الشرب عبر التنوكة للقرى والعلاج المستمر للمناطق التي يوجد بها عنصر الكبريت وأخرى لا تصلح مياهها للشرب. الآن أبوقوتة بها خطة إسعافية عبر مشروع السقيا وهو البرنامج الإسعافي لتوفير مياه الشرب لأكثر من 19 قرية عبر خط ناقل يبلغ طوله 56 كيلو متراً بعد توصيلها بعدد من الآبار التي تم حفرها بدعم من ديوان الزكاة الاتحادي وحكومة ولاية الجزيرة لإعلان أبوقوتة خالية من العطش. ويشير نائب والي الجزيرة محمد الكامل إلى أن أبوقوتة كانت تعاني انعدام مياه الشرب، إما لأنه يوجد عنصر الكبريت مختلط مع مياه الشرب في الآبار الجوفية، أو لوجود الصخور الأساسية، وظلت تعاني خاصة في الصيف، ويقول إن 41 قرية حلت إشكالية مياه الشرب بعد أن هجرها مواطنوها إضافة لإدخال شبكات الكهرباء وهو حق مستحق لمواطن أبوقوتة ومسؤولية أولتها الولاية. فيما أشار معتمد محلية الحصاحيصا عميد معاش/ عبدالرحمن مصطفى إلى أن وحدة إدارية أبوقوتة بها 102 قرية، أكثر من 40 منها كانت تعاني انعدام مياه الشرب. أما عضو البرلمان الطيب الكنين قال إن المنطقة اشتهرت بالعد «البئر»، وبها عشرات الآبار التي اشتهر بها مشائخ الطرق الصوفية «عد الفكي عبدالله، وعد الشيخ علي، وعد خيرالله، وعد أولاد الأمين». ويقول الأهالي إن هذه الآبار أصبحت بيارات وصهاريج.