الأرقام التي ذكرها وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم د. المعتصم عبد الرحيم عن التجاوزات السلوكية وسط الطلاب في المؤتمر الصحفي بسونا مؤخراً والتي عددها في (32) حالة من قتل وإغتصاب وترويج وأخرى خلال العام المنصرم لم تخفف عن الحدث الأخير الذي صاحب قضية المعلم الذي تحرش بالطلاب.. والتي أثارت ضجة كبرى في الساحة.. وخلفت عدم «إطمئنان» وسط كثير من الأسر التي زعزع هذا الحادث حال الطمأنينة التي تربض داخلهم تجاه التربويين الذين يضعون أبناءهم أمانة في أعناقهم.. ورغم أن مثل هذا السلوك قد يكون استثنائياً.. ومن بعض الشواذ.. الذين أعماهم الشيطان عن المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقهم تجاه تلك العملية التربوية الحساسة والتي وصفها وزير التربية والتعليم بأنها القيِّمةعلى القيم والأخلاق وضبط السلوك، إلا أن تلك الحادثة قد فتحت الباب واسعاً لانتقاد خطى ما يجري على محيط التعليم.. لاسيما إعترى ذاك الثوب من خدوش وبقع سوداء.. حيث انفرط عقد الانضباط وسط الطلاب.. وسرت في أوصال مجتمعهم كثير من الثقافات الوافدة.. والسلوك الدخيل.. وتسربت بينهم كثير من المظاهر الخطيرة من تداول للممنوعات.. بل حتى الذين يفترض أن يكونوا حجر الزاوية في تصحيح مسار التلاميذ وحثهم على القيم الفاضلة والسلوك القويم ونبذ كل تلك العادات الدخيلة على هذا المجتمع الذي قام على المثل والقيم التي تربت عليها الأجيال السابقة. ورغم يقيننا أن التعليم قد تمدد وانتشر وزاد عدد الطلاب بتلك المدارس.. فولاية الخرطوم تستقبل كل يوم العشرات من القادمين من الولايات وأن الأمر يتطلب جهداً متضاعفاً وتركيز أكثر.. حتى يتم تفادي كل ما يمكن أن يعكر صفو العملية التعليمية التي تعتبر الركيزة الأساسية لصنع جيل الغد ومستقبل السودان الذي يقوم على أكتاف تلك الأجيال بعد والمثل يقول (من شب على شيء شاب عليه) وتلك السِّن التي يمر بها معظم هؤلاء الطلاب هي سن البلوغ التي تتطلب إهتماماً متعاظماً لمواجهة تلك المتغيرات التي تفرضها تلك المرحلة العمرية فوزارة كالتربية والتعليم يجب أن تدرك أنها تقف على أهم ثغرة منه و يمكن أن يؤتى الوطن وخلقه وأخلاقه وسلوكه إذا لم تحيطه اهتماماً ورعاية. إن هذا الجرح الذي إرتكبه المعلم المعني لم ولن يقف عند حد اللحظة والإدانة وخلافه.. وإنما هناك مترتبات جمة تترتب على هذه الحادثة أولاً إهتزاز الثقة في العملية التربوية التي تقوم أولاً على التربية قبل التعليم.. وثانيها تزعزع رمزية المعلم الذي يمثل الأب لهؤلاء الطلاب.. وإن كان الحادث فردياً لا يشمل كل هذه الشريحة التي كثيرون منهم يدركون دورهم الرِّسالي ويعملون له ولكن شائبة مثل تلك يمكن أن تكون بقعة ظاهرة في هذا الثوب الناصع البياض الذي عبرهم و عبر كثير من الذين يعمرون هذا الوطن بجدهم وعرقهم في كافة المجالات التي يستفيد منها المجتمع والحادث يدلق كثير من الأسئلة التي يجب أن يقف عليها المسؤولين عن التربية والتعليم اتحادي وولائي فما هي المعايير التي بموجبها يتم إختيار المعلم والضمانات الأخلاقية والسلوكية التي يتحلى بها ثم ما هو الدور الذي تضطلع به الوزارة من رقابة ومتابعة لما يجري بالمدارس لاسيما جانب السلوكيات خاصة المدارس الخاصة التي تمارس نشاطها في استقلال كبير عن إدارات التعليم !! وهل هناك تمحيص في طاقم التدريس الذي يمارس التعليم بتلك المدارس من حيث الأهلية الأكاديمية والأخلاقية وخلافه ؟؟ أننا لا نعمم الاتهام..! ولكننا نلفت نظرقيادات التعليم في إيلاء هذا الجانب الاهتمام اللازم حتى لا نفاجأ بأحداث كالتي تشغل الساحة الآن ويكون تفاعلنا عندوقوع الحدث بدلاً من التحوط قبل وقوعه.. ونواصل