قد يكون الدكتور كمال شداد قد كسب جولة من جولات المعركة، ولكنه في النهاية خسر كل المعركة، وآل إلى فشل ذريع! بحضور وفد الإتحاد الدولي، ومراقبته الفعلية لإجراءات الجمعية العمومية (المعادة)، وبإشراف تام من المفوضية، يكون الباب قد أوصد مجددا أمام الدكتور شداد، وصار فعليا خارج منظومة كرة القدم السودانية على الصعيد الرسمي! وكما كان الحال في الجمعية العمومية الأولى والتي أبطلت إجرائيا، بواسطة لجنة التحكيم ، كان الحال في الجمعية العمومية المعادة، وذلك بثبات أعضاء الجمعية العمومية على موقفهم السابق، فكان الإنتصار الساحق لدكتور معتصم جعفر على منافسه (الديموقراطي) الأستاذ صلاح أحمد إدريس! وإن كان هناك جديد فهو زيادة الأصوات التي نالها الدكتور معتصم عن المرة السابقة ، وهو أمر طبيعي بعد أن إنضم للجمعية العمومية أعضاء جدد، مثلوا إضافة للتغيير ، ولم يخصموا من رصيد الجمعية! إنتهى كل شئ، وبات عهد الدكتور كمال شداد إلى زوال، وبدأ عهد جديد، هو عهد الدكتور الصيدلاني معتصم جعفر، وهو عهد تأخرت شمسه عن الشروق عمدا، ولكنها أطلت مرة أخرى في نهاية المطاف! ومع شروق شمس التغيير، تتسع الأمنيات بعهد جديد فيه كنس لكل آثار السنوات الماضية، وتغييرا شاملا في طريقة إدارة كرة القدم بالسودان أملا في مستقبل زاهي! ولنا وقبل أن نقفل ملف الجمعية العمومية بالضبة والمفتاح أن نوصي المجلس الجديد، بإن يقف وقفة متأنية مع القانون السوداني سيما وهو مطروح للتعديل، ليكون متوافقا مع مبادئ ومقررات الإتحاد الدولي، وبما يتسق مع النظام الأساسي للأتحاد العام. تحية خاصة ! ولي وقفة مع الأخ صلاح أحمد إدريس الذي قدم نموذجا لإدارة الصراع، في إطار إحترام القوانين والنظم الوطنية، فالأخ صلاح لم يبحث عن سند خارجي، ولم يضع السودان في محك التجميد والتوقيف! وفي نظري فإن المنقذ الحقيقي للكرة السودانية من خطر التجميد الذي عرضه لها الدكتور كمال شداد، هو ما قام به الأخ صلاح أحمد إدريس بالطعن في إجراءات الجمعية العمومية الأولى! وبعد كسب الطعن من قبل لجنة التحكيم الشبابية، صاحبة القرار النهائي، مهد الأخ صلاح الطريق أمام السيد الوزير وكل الباحثين عن إيجاد حل للخروج من عنق الزجاجة للتفكير بشكل مختلف! منح الطعن المقدم من مرشح الرئاسة الأخ صلاح إدريس، السيد الوزير فرصة مراجعة الموقف بما يتسق ومطالبات الإتحاد الدولي، وهو ما عاد بالخير الوفير على الكرة السودانية التي كان يتهددها خطر التجميد بعد أن وضعها الدكتور كمال شداد على هذه الحافة بحثا عن منصبه القديم! ونحيي الأخ صلاح أحمد إدريس لأنه ثبت على موقفه، ولم يحن رأسه للعواصف وخاص الإنتخابات مجددا لترسيخ معاني الصراع النظيف إن جازت التسمية، وحفاظا على الممارسة الديمقراطية ، بغض النظر عن محصلته النهائية! ويقيني لو أن الأخ صلاح إدريس عمل بجدية من أجل المنصب، ومنذ وقت باكر، ولغى فكرة محاربة الدكتور معتصم جعفر، لنال ما تمنى، لأنه يملك الأمكانات التي تؤهله لجذب أصوات الناخبين، ولكنه عمل في إطار ضيق لذا كانت محصلته النهائية خسارة المعركة أمام خصمه الكبير! في نقاط لم تأت الجمعية العمومية المعادة بجديد غير زيادة أصوات الدكتور معتصم جعفر، ويعود الفضل في ذلك للدكتور كمال شداد! السماح بعقد كليات التحكيم والتدريب والجزيرة، منح الدكتور معتصم المزيد من الأصوات!! وإن إعيدت الإنتخابات للمرة الثالثة والرابعة لتضاعفت أصوات الدكتور معتصم جعفر حتى لا يعثر منافسوه حتى على أصواتهم! وداعا زمان شداد، ومرحبا بفجر التغيير! وبأمر الفيفا، ومباركة وفدها طويت صفحات من ماض لن يعود، وفتحت أبواب الأمل على مصراعيها!