بالتأكيد أن للسيد معتمد الخرطوم اللواء عمر نمر قناعاته وبراهينه ودلائله التي استدعته لقفل أندية المشاهدة في الأحياء التي انتشرت كما انتشار النار في الهشيم، خاصة في الأحياء البسيطة والطرفية من ولاية الخرطوم، ولعل هذه الأندية بعيداً عن ما يمارس فيها من شاكلة أفلام غير خاضعة للرقابة، ومن يشاهدونها من شباب في سن المراهقة يجدون الفرصة في هذه الأندية لمشاهدتها، بعيداً عن أعين الأسر، هذه الأندية في الأصل معظمها يشبه الأوكار لا تحمل من صفات النادي إلا الاسم فقط، إذ غالباً ما تكون عبارة عن «دكيكين» صغير في وسط المنازل، لا توجد به مقاعد أو كراسي، لأن المساحة لا تكفي والجلوس أرضاً «قرفصاء» هو الحل الناجع لاحتواء أكبر عدد من الشباب، أضف إلى ذلك أن من يدير هذا الدكان غالباً هو شاب صغير في السن، لا يملك القدرة على أن يفرض شروطه من شاكلة لا سجائر ولا تمباك ولا بلاوي أخرى سوداء! بجانب ذلك أن الأعمار متفاوتة يعني هذا النادي يرتاده ابن الخامسة والعشرين يجاوره في الجلوس والمتابعة ابن الخامسة عشرة، مع وجود فارق عشر سنوات في التفكير والألفاظ والتعبير!! لذلك مثل هذه الأندية بيئة خصبة لتجاوزات أخلاقية وسلوكية لا رقيب عليها، ولعليّ أقول للأخ نمر ليس أندية المشاهدة وحدها التي تستحتق الإغلاق، ولكن أيضاً ما انتشر في الأحياء باسم صالات البلياردو التي قادني الفضول مرة «لاتاوق» في أحدها ووجدته عبارة عن دكان لا توجد فيه منافذ للتهوية سوى مروحة تدور بتثاؤب وكسل وستائر مسدلة على الأبواب، وكادت أن تصيبني نوبة «سعال قاتلة» بسبب الدخان الذي تسرب إلى خياشيمي، ولعدم معرفتي بالتدخين لا أدري حتى اليوم هل ما تنفسته كان تبغاً «أم حاجات تانية حامياني»، مع ملاحظة ذات الكارثة وأطفال قُصر يتشاركون اللعب مع شباب بشنباتهم!! أنا شخصياً أشد على يد اللواء عمر نمر لهذا الاجراء، وأرجو أن يحذو حذوه بقية معتمدي المحليات، ويا حبذا لو كان القرار من توقيع والي الخرطوم شخصياً، وهذا ليس معناه إننا نريد أن نقطع أرزاق الناس، لكن كل شيء يجب أن يكون في النور، ولو تعاملنا بهذا المبدأ فمعناه أن ندافع عن الحرامي، لأن السرقة بالنسبة له رزق، وأن نعفو عن تاجر المخدرات، لأن التجارة في الممنوع هي أيضاً بالنسبة له رزق، وأحسب أن اللجان الشعبية في الأحياء يقع عليها دور كبير في متابعة وإنفاذ هذا القرار الذي أخشى عليه بفعل التراخي أن ينفذ يوم يومين وترجع ريمه لعادتها القديمة!! ٭ كلمة عزيزة السيد علي مهدي رئيس مجلس المهن الموسيقية قال حديثاً غريباً في الحوار الذي أجراه معه الأخ أحمد دندش في صحيفة السوداني.. قال علي مهدي إنهم سيلاحقون الفنانين حتى في الحفلات لمحاربة الغناء الهابط، وكنت أتمنى لو أن مهدي حدد لنا أولاً، ووصف ما هو الغناء الهابط، ولنفترض أن سيادته قبض فناناً يغني «وراء وراء» في واحدة من المناسبات بناء على طلب أهل المناسبة أنفسهم، ففي الحالة دي يا سعادتك حتقبض على البغني واللا البسمع، رجاءً بلاش الدخول في هذه الأسلاك الشائكة التي لا تحل القضية بقدر ما تعقدها أكثر! وتخلق بطولات لا لزوم لها!! ٭ كلمة أعز كونت مفوضية بالطول والعرض للفساد، وكونت لجنة برئاسة وزير العدل لفحص وتأكيد اقرارات الذمة، وكون السيد وزير الاستثمار نيابة للمستثمرين، وهدد بفصل أي موظف يثبت في حقه عرقلة مستثمر ما!! كلام حلو وجميل، وسنظل نوجه سؤالاً واحداً لمتين ما عارفة.. والسؤال هو الشرك قبض واللا لسه؟