انتشرت اندية البلياردو والمحلات المتخصصة في بيع مدخلاتها في شوارع الخرطوم وداخل الاحياء خلال السنتين الماضيتين، بعد ان سيطرت اللعبة على اذهان شريحة الصبية الذين تتراوح اعمارهم بين «13 17» عاماً، فشغلت وقتهم بشكل لافت لدرجة ان بعضهم بات يفضل هذه اللعبة على اية لعبة اخرى، حتى راجت بشكل متسارع لتصبح لعبة رياضية شعبية يتقنها الصغار اكثر من الكبار، ودفع تهافت الاطفال على هذه اللعبة العديد من البقالات والمحال الى استيراد طاولات صغيرة الحجم تتناسب مع حجم الاطفال لتلبي رغباتهم وتحقق لأصحابها عائدات مادية مجزية، اذ يقوم اصحاب المحال بايجار تلك الترابيز بالساعة لتجد الاطفال قد تجمهروا حول الطاولة للتشجيع، وصارت البلياردو شغل الاطفال الشاغل، اذ يتلهفون للعب البلياردو، ويفضل البعض قضاء اغلب ساعات اليوم او كله في قاعات اللعب او المحلات المخصصة لهذه اللعبة اما لعباً او تشجيعاً. عدد من عشاق هذه اللعبة تحدثوا الى «الصحافة» عن حبهم لها، وابتدر شادى حديثه قائلا: «ان لعبة البلياردو اصبحت منتشرة في كل مكان حتى في الاحياء الشعبية التي لم تستهوها في بادئ الامر، وهي لعبة مسلية للغاية ونوع من الترفيه، وفيها تنافس مثير، واعتقد انها قديمة ولكنها ارتدت ثوب الجدة فانتشرت بصورة فاعلة داخل الجامعات والمعاهد الدارسية بدلاً من الالعاب الاخرى التي تحتاج الى وقت محدد فيما لا تحتاج البلياردو الى زمن لأنها تُلعب تحت الظل والأماكن المكيفة، وهذا ما وفرته هذه المحال، ولجأ اغلب الشباب الى شراء طاولة يضعونها تحت ضلال الاشجار في الشوارع وبجوار أسوار المنازل. «لقد انتشرت اللعبة في الاحياء وفتحت صالات البلياردو في جميع انحاء البلاد»، هكذا بدأ عبد الرحمن حديثه، ماضياً الى ان بعض المستثمرين قاموا بايجار محال داخل الاحياء والمناطق السكنية، فاهتم البعض منهم بتهيئة المكان بصورة جميلة، حيث يتم فرش المحلات بالموكيت والكراسي الفاخرة ليجلس عليها المنتظرون ويشاهدوا المتنافسين بارتياح لجذب الكثير من الزبائن من مختلف الفئات العمرية المختلفة. بينما اشار مرتضى جعفر الى ان تجمع الشباب والاطفال في مكان واحد يؤدي الى حدوث شجارات ومجادلات، وفي اغلب الوقات تنتهي اللعبة بتكسير المحل، ماضياً الى ان اغلب الشباب يتنافسون فيما بينهم، وعلى الخاسر دفع ايجار الطاولة. اما مريم عبد الله «ربة منزل» فقالت : إن خطر ارتياد الأطفال لمثل هذه الأماكن يتمثل في اختلاطهم بأصدقاء السوء، بالإضافة إلى الشباب المنحرفين الذين يوجدون بكثرة هناك، حيث يتعلّم الطفل السلوكيات الخاطئة التي تحصل في هذه الصالات التي لم تصبح مجرد أماكن ترفيهية وإنما أوكار للأعمال السيئة وتناول الحبوب المخدرة والمقامرة، لذلك لا أحبذ مثل هذه المحال، فامنع ابنائى من الذهاب اليها، ورغم منعي لهم ولكنهم يذهبون مع ابناء الجيران. اما ابراهيم عبد القادر من محبي اللعبة فقد قال: إننا نقضي معظم وقتنا خصوصا أيام الإجازة الصيفية على طاولة البلياردو، بما يقارب الخمس ساعات يوميا، وتساعدنا في ذلك كثرة الأندية والكافيهات التي توفر هذه الخدمة على أعلى مستوى، ولساعات طويلة تصل إلى ما بعد منتصف الليل. ومن لا يعشقها لا يستطيع لعبها، فهي لعبة ذات مستوى رفيع، وابتكرها الفرنسيون عام 1429م، وتتم على طاولة تتخللها جيوب مع بضع كرات، وعصي تختلف أطوالها صنعت خصيصا لذلك، إضافة إلى مثلث ترتيب كرات اللعب. تتميز لعبة البلياردو بالتكتيك، لأنها مبنية على النظريات الهندسية السليمة التي تتطلب صفاء الذهن وعمق التفكير وحدة الذكاء وهدوء الأعصاب ودقة الملاحظة وحدة البصر واكتمال اللياقة البدنية، مما يعني أنها رياضة فنية، بدنية، عملية وعقلية. الصحافة