كنت أود الأتصال بالأخ إبراهيم أحمد الحسن رئيس قطاع العمليات بشركة زين لموضوع يتعلق بإنتاج ديواني الأول حروف للعزيزة.. فبعثت له برسالة مؤداها إنني أرغب في محادثته.. فاتصل بي محتاراً.. وقال لى: إنت عندك أهلك الورا شيوخ (طبعاً لأنه قرأ في ذهنه وفي ذهن الكثيرين انني في فلول اليسار) فقلت له: وليه ما أكون أنا ذاتي شيخ.. ولكن ما المناسبة؟.. فذكر لي إنه عائد من دبي.. وفي صباح اليوم وهو هناك تذكرني بلا مناسبة.. وتذكر آخر لقاء لي معه.. وعندما ركب على متن الطائرة عمد إلى جهاز الأغاني التي يستمع إليها، وما أن أداره حتى طلع صوت أبوعركي البخيت يغني أغنيتي (حكاية عن حبيبتي) فاستمع إليها وهو في الفضاء ولعله توقف عند البيت (ولما طارت في الفضاء).. عاد إلى البيت أول رسالة في موبايله كانت رسالتي.. إذن فهذه من كراماتي أو من كراماته بمناسبة ذلك واليوم هو عيد الحب.. وإبراهيم من الذين نحبهم ويحبهم غيرنا فهو من الذين يألفون ويؤلفون.. قلت لماذا اقتصر عيد الحب على العشاق، كأنما الحب هو فقط حب الرجل للمرأة.. ولماذا يُقصى حب الوطن وحب الأخوة والحب لله في الله.. حب الأبناء والجيران والأصدقاء.. ومن محاسن الصدف إنني استمعت في حوار في قناة فضائية مصرية مع أحد شيوخ الأزهر الأجلاء هو الشيخ (محمود عاشور) وسألوه عن عيد الحب.. فأجاب بلباقة وحكمة.. إن أي منشط يجعل الناس يتحابون ويجتمعون على المحبة، فهو خير حتى لو جاء من الغرب.. وذكر آيات من القرآن الكريم تحض على التعارف والتوادد والتحابب.. وأيضاً سألوه عن الاحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام فذكر ما لو كان صحيحاً.. وهو في ظني صحيح حسب مرجعية الرجل الدينية.. إن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قد دعا أصحابه رضي الله عنهم إلى وليمة، فلما سألوه عن المناسبة، وكانت يوم الأثنين فقال: إنه اليوم الذي ولدت فيه.. فإن كان ذلك الحديث صحيحاً يكون رسولنا الأمين عليه صلوات الله وسلامه قد احتفل بيوم مولده قبل الغرب وقبل أن يعرف الناس الاحتفالات بعيد الميلاد.. فإن عدنا إلى حوادث تشبه الكرامات.. فقد ألزمت نفسي بأن لا أغضب على أحد، مهما كان تصرفه لأنني في الصبا غضبت مرة على زميل لنا بسبب استفزازه لي.. وتمنيت أن ينتقم منه الله.. كدت أجن عندما جاءني نبأ وفاته غرقاً.. وفي المرحلة الوسطى كان أحد المدرسين يستقصدني بالعقاب لسبب في نفسه، وكان أن غضبت عليه وتمنيت أن ينتقم لي منه الله عز وجل، فعرفت إنه أصيب بالجنون وأودعوه المستشفى.. قبل سنوات أخطأ في حقي أحدهم من العاملين في الكتابة الفنية، وكان أن انحاز ضدي بطريقة سافرة فشكوته إلى رئيسه فطيب خاطري ولم يحسم الأمر، وعندما قابلني رفضت مصافحته، وقلت له ربنا ينتقم منك، بعد أيام ودع الحياة الفانية في حادث حركة مشؤوم.. قد يكون للصدفة دورها.. لكن خفت جداً من الظاهرة بالنسبة لي.. والمرء يتوهم وقد يصدق وهمه، لذلك كثيراً ما ألجمت غضبي حتى لا أشعر بالذنب، فالعفو أحق أن يتبع.. والله بكل جلاله وعظمته يغفر الذنوب، فكيف نكابر نحن عبيده.. أتمنى أن أكون مخطئاً في ظنوني ومدعياً في كراماتي.. وتعالوا نحتفل بعيد الحب.. مع من نحبهم وليس بالضرورة أن يكون الحب العاطفي، بل الحب بمعناه العريض.. وشكراً الأخ إبراهيم أحمد الحسن، لأنك أوحيت لنا بهذه الزاوية، اللهم أجعلنا من العافين عن الناس.. ومن الذين يستمعون إلى القول فيتبعون أحسنه.. وأحمنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.