كان الفريق ابراهيم ضابطاً برتبة الملازم أول بقسم التحريات بالمباحث المركزية، عندما تم نقله لمكتب الوزير وحل محله الملازم أول الحسين محمد علي الذي قام باستلام كل البلاغات التي كان يتحرى فيها الضابط ابراهيم الكافي، وكان من بينها بلاغ مستعصي طال عليه الأمد، فعلق عليه الكافي بعبارة يحفظ وركنه بعيداً، وقد حضر الفريق فيصل محمد خليل وكان برتبة العقيد شرطة زمنذاك، وكان يقوم بمراجعة التحريات مع الملازم الحسين، عندما وقع نظره على تعليق يحفظ من الملازم الكافي فقال للملازم الحسين (ابراهيم الكافي عينوهو قاضي ونحن ما عارفين ولا شنو؟). نقل الضابط عماد الدين ميرغني جمال من سنجة الى الدمازين، وكان عماد من هواة تربية الدواجن، فقام بشحن عفشه وأغراضه ودواجنه على واحد من كوامر شرطة سنجة، راحلاً الى الدمازين، وكان من بين الدواجن بط عراقي وبلدي وسعانين، ودجاج وأرانب وحمام رقاص، وما الى ذلك وعندما وصلت الشحنة لرئاسة شرطة الدمازين حضر الجاويش النوبتجي لضابط الإدارة وقال له (سفينة نوح وصلت يا سيادتك)!!. كان الملازم أحمد الزبير جاه الله ضابطاً بشرطة الاحتياطي المركزي وكان يعيش حالة حب مع زوجته (لاحقاً) السيدة (منجدة) ولما كان الاحتياطي المركزي في طور الإنشاء، كان القائد وقتها العقيد طه حسن الشيخ متعه الله بالعافية يقضي كثيراً من الوقت بالشؤون المالية برئاسة الشرطة، وكان الاتفاق أن تتصل (منجدة) بأحمد على تليفون مكتب القائد، وذات يوم كان القائد طه حسن الشيخ بالمكتب عندما اتصلت (منجدة) فرد عليها وبعد قليل خرج من المكتب، وجاء للملازم أحمد الزبير وقال له (قلبي جاك عايزك في التليفون) وبعد أن انتهى أحمد من المكالمة قال له العقيد طه حسن الشيخ كمان بتحب بى تليفون القائد.. أنا ح أطلع زيتك)! عندما كانت الدفعة 37 في فترة الخمسة وأربعين يوماً الأولى والمعروفة بال(Confinement)، تم الحاق بعض الطلاب من أبناء شهداء الشرطة بالدفعة بعد حوالي الأسبوعين من بداية التدريب، وكانت الطالبة اخلاص الفاضل واقفة في الصف عندما أُدخل الى جوارها واحد من الطلاب الجدد (من غير ذكر اسم) وكان ذلك الطالب نحيفاً طويل القامة وكله (رُكب)، فخرجت الطالبة اخلاص من الصف فسألها التعلمجي (مالك يا طالبة؟) فقالت له (بري ما بقيف جنب المستجد الشين ده)!! ومن طرائف الدفعة (37) أن واحداً من الطلاب الجنوبيين كان قد عاد مساء الجمعة بعد الاجازة الأسبوعية سكران «لط».. وفي ساعة التمام المسائي سأله الشاويش النبطشي (انت بى حالتك دي جيت الكلية بى شنو؟) فرد عليه الطالب النوبتجي بحس مبحوح ومقروش (جيت بتيارا)!! عندما كنا بقسم التدريب بشرطة الاحتياطي كنا نقوم بالجري لمسافات طويلة مع المستجدين صباح كل سبت وثلاثاء وخميس، وعند العودة للمعسكر كان العريف الحسنة يقوم بعمليات رفع الروح المعنوية لأفراد الطابور عن طريق إنشاد بعض الجلالات أمام المكاتب، ومن ضمنها جلالة (أنا ياكولو ما ترميني من شيدرة وأنا يا كوكو ما ترميني في السيكبا)، وكان القمندان ابراهيم عبد الماجد (عليه رحمة الله) يحب تلك الجلالة، فكان يخرج من مكتبه عند عودة طابور الجري وينادي على العريف الحسنة (يا فندم الحسنة سوى لينا كوكو)!! كان الملازم حيدر عبد الباقي من ضباط الدفعة 35 واقفاً داخل مكتب البلاغات بقسم شرطة مدني، عندما حضر أحد المواطنين مبلغاً عن حادث نشل تعرض له في السوق، فسأله الملازم حيدر ليشرح لهم كيف تمت عملية النشل فقال الشاكي (والله أنا خاتي الجزلان بتاعي في جيب العراقي وقام النشال رفع الجلابية وشرط الجيب بالموس ونشل الجزلان) فقال الملازم حيدر للشاكي: وإنت واقف ساكت لغاية ما النشال رفع الجلابية وشرط جيب العراقي بالموس وشال الجزلان انت قايلو عايز ياخذ ليك مقاس ولا شنو؟) كان واحد من ضباط السبعينيات (بدون ذكر اسماء) يتحدث مع واحد من ضباط التسعينيات عن مغامراته في تلك الفترة وقال له (انتو قايلين نفسكم عارفين حاجة مع بنات الزمن ده والله نحن زمان الواحد فينا يستحم المغرب ويتريح بالبروفيسي، ويكون مواعد واحدة فتحة خُشما تقول ليك (My Basic Salary) . حضر رجل صغير الحجم، نحيل الجسم.. ويتحدث بلثفة في لسانه كالأطفال شاكياً للشاب الوجيه أحمد ابراهيم وكيل نيابة القسم الأوسط بالخرطوم وقال له (والله الليلة في رادل دلبنى دلب) فسأله أحمد (وضربك ليه الراجل ده) فقال (والله ما عالف ليه).. وعلى كل، وجه الوكيل أحمد بفتح بلاغ والقبض على الجاني، وطلب من الشرطة احضار الجاني أمامه عند القبض عليه، وفي اليوم التالي أحضر الجاني أمام وكيل النيابة أحمد ابراهيم، وكان راجل شحط مفتول العضلات.. مما أثار الوكيل أحمد ابراهيم فسأله (إنت دقيت الزول ده؟) فأجاب بالإيجاب فقال له (عليك الله ما بتخجل من نفسك زول قدرك يضرب ليه زول مسكين زي ده؟) فقال الجاني لكن يا سيادتك.. فقاطعه وكيل النيابة (مافي لكن يا سيادتك.. انت زول مفتري)، وأصر الرجل على رواية حكايته ورضخ الوكيل أحمد أخيراً فقال الجاني (أنا جيت من الشغل يا سيادتك ودخلت الحمام وقلعت هدومي عشان آخد دش في اللحظة دي الباب دق وزوجتي فتحت الباب، وبعد شوية قبل ما آخد الدش سمعت كركبة في باب الحمام، ولما عاينت للباب لقيت في ماسورة بتاعة مدفع رشاش داخلة من خرم في باب الحمام، وأنا اتخلعت وقلت ناس العدل والمساواة جونا جوة بيوتنا ولاشنو، وزحيت على الحيطة وماسورة المدفع بقت تتحرك يمين وشمال وأنا بحاول اتفاداها، وفي ذلك الوقت كان الشاكي- الذي يعمل عامل رش الناموس والباعوض- يحرك آلة الرش يمنة ويسرة، ويحاول جر سير التشغيل.. ومع قولة وررر فتح الجاني الباب بسرعة ولطم عامل الناموس الذي فوجئ بالاعتداء، فجرى نحو باب الشارع والجاني يضربه بغيظ وحنق ويشتم فيه، الى أن خرج المسكين زي الطلقة من الباب، وواصل الشاكي حكايته وقال له (بعد داك يا سيادتك لقيت نسوان الجيران في الباب ومرتي معاهم لقيتم بعاينوا لي عين غريبة ولما عاينت لنفسي لقيت اني واقف في نص الحوش عريان ملط)!!