لازال ممثلو هوليوود القدامى.. الذين انحسرت عنهم الأضواء يقتاتون أيام المجد.. ويجترون زماناً كانوا فيه أشهر من نار على علم صورهم تملأ افيشات الأفلام وملصقاتهم في كل مكان.. جميلات هوليوود اللائي حضرن من فرنسا- ايطاليا وغيرهما كلوديا كاردينالي، وصوفيا لورين، وبرجت باردو أطفأت الأيام بريق الجمال وخبت العيون اللامعة وتجعد الشعر المنسدل وتكرمش الجلد الناعم الأملس فما عاد ينفع البوتكس ولا عمليات الشد والتجميل والترميم ..إذن أن الجمال القشري الخارجي يذبل ويزول.. ولا يسجل التاريخ.. أي نقطة للجمال في سجل المجد، وتظل وحدها الأعمال الجليلة هي التي تخلد أصحابها ولو كانوا (ملوك الدَّمامة والقُبح) سيبقى نجيب محفوظ.. وماري كوري.. وأحمد زويل.. وانتوني فان ليفنهوك.. وسيظل في بلادي رجال خالدون.. تحكي قصتهم.. ومجدهم صروح سامقة بنوها.. وقرى طوروها.. ومشاريع أحيوها.. وطرقاً سفلتوها.. ومدنا جعلوها تنافس المدن الكبرى. سيحيكون المجد لفئات من البشر العاديين استثمروا الفرصة التي حانت لهم.. وعرفوا مدى قدراتهم وامكانياتهم.. فأصبحوا بشرًا غير عاديين.. ستتحدث أعمالهم بكل اللغات منهم من طوع الحروف والكلمة.. فرسخت.. وغيرت من المفاهيم المألوفة وفتحت مجالات وطاقات أرحب.. منهم من لان له الحديد.. فاكتشف انه أطوع من البلاستيك.. بعضهم غير من شعوب كاملة.. وحدد هويتهم.. ودافع عن انسانيتهم.. وضحى من أجلهم.. ألا يصفي المجد.. بتلهف وتوق.. للذين قهروا قوى الطبيعة.. ردمواالنيل.. شيدوا السدود.. حفروا الأرض فجادت ذهباً ونفطاً.. ان التاريخ يصغي باهتمام «لأهل الثقافة» الذين يدركون أهمية تحويلها من ترف للقلة..! وخصوصاً للصفوة الى عموم الناس.. ان المجد لا يشيده الجمال.. ولا العيون النجلاء الكحيلة.. ولا الحضور النحيلة والخدود المياسة.. ان للمجد أهله الذي ينهكون الاجساد.. ويرتقون بالنفوس ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.. اكتبوا تاريخ الأماجد قبل ان يطمرنا ويطمرهم التراب!!. زاوية أخيرة: قالوا إن صفات الرجل الأصيل أن يكون مأمون العوائق.. محمود الخلائق..وثيق العلائق.. غيثاً في الَمحل.. ثمالاً في الأزل.. كامل الأدب.. عزيز النسب.. نبيلاً قبل ان يستنال.. يعطي قبل السؤال.