ويقول التاريخ ان المك نمر انتهز فرصة اشتغال عدلان بن محمد ابو لكيلك بحرب المسبعات في شمال كردفان فأشعل الحرب على عمه المك المساعد في سنة 1216 ه وجرت بينهما عدة معارك استعان فيها المساعد ببطون اخرى من الجعليين، وكان آخر المعارك في (العوليب) وهو وادٍ بالبطانة بين التراجمة وكبوشية، وتوسط الفقهاء بينهما عام 1233ه، وبذلك قسمت مملكة السعداب الى قسمين، غرب النيل وعاصمته المتمة ولى عليه المك مساعد، وشرق النيل الذي ولى عليه المك نمر، وبعد ثلاث سنوات من حرق اسماعيل بن محمد على توفى المك نمر في حلة (الحجر المكتوب) وتولى المكوكية ابنه عمر. وعرف المك عمر بأنه كان شجاعاً حازماً وتعاون مع السنجك المغربي ابي رشوان الذي انضم سابقاً الى ابيه المك نمر هرباً من الجيش الغازي. وزار المك عمر شندي سراً عام 1840م، وبعدها هاجم الضباينة الذين قادهم عدلان ود زايد، وانضم الجعليون سكان الصوفي ود البشير الى المك عمر والتقوا بهم في (غاسولة) حيث انهزم الضباينة وانصارهم ومن بينهم حاج احمد سربوك، ولكن عمى عمر وضعف جسمه عام 1844م وتوفي عام 1846م، وتولى ابنه عمارة النضال بعد وفاة ابيه، وقاد حملات ضد الأتراك، حيث هاجم التاكا عام 1850م واعلن ملكية القضارف، كما احتل نقطة الجمارك التركية في بلدة (دوكة) فأحرق الاتراك مقره في (ماى قبة) عام 1863م وقتل عمارة في نفس العام. وبالعودة الى كتاب (المك نمر أول ثائر سوداني) نقول ان المك نمر وبعد ان استقر في المتمة الحبشية صار يهاجم الحكم التركي وقواته في فازوغلي بالنيل الازرق قريباً من حدود سنار، واستطاع ان ياسر المفتش التركي في تلك المنطقة مما أجبر (محمد علي) على يرسل في طلب التفاوض مع عمر بن نمر الذي كان يقود الحملات ضد الاتراك .. وبذلك فإن الحديث عن هروب المك نمر استخذاءاً هو مجرد هراء وخطل:- نمراً يركب الكيك البطر يتحرن نمراً يقلب العوق أب صفوفاً جرن خلوات صدره في علوم الحروب كم قرن سيفه ينسف الدروع الحديدة مقرن وبعد، اعتقد ان سيرة المك نمر تلح علينا في أمر اعادة قراءة وتدوين تاريخ السودان الذي كتب أكثره بأيدي الأجانب الذين، وان كان بعضهم من الأكاديميين الشرفاء، الا ان الأمر لا يخلو من الغرض، وخاصة في الكتابات التى صدرت بخصوص سيرة المك نمر النضالية والتى سطرت كفاح ثائر يعد رائداً في الوقوف ضد المحتل الأجنبي دفاعاً عن استقلال بلاده.