ü تم إعلانها قبل أسبوع، وترتب على هذا الإعلان العديد من «المتغيرات» التي شملت الحياة اليومية للعديد من الأسر والبيوت والجماعات والأفراد.. غيّر البعض عاداتهم إلى حين.. واضطر البعض لأخذ إجازة «طارئة» لمدة أسبوع.. حدث هذا في كثير من مرافق الدولة والمؤسسات والشركات. ü حالة الطوارئ التي نتكلم عنها سببها امتحانات مرحلة الأساس التي تنتظم العاصمة والولايات هذه الأيام في الخرطوم أمس دق جرس الامتحان!! ودق البعض «الجرسة» بكسر الجيم وفتح السين الغريب أن هذه «الجرسة» ليس مصدرها التلاميذ الممتحنين ولكنها صادرة من الآباء والأمهات الذين يريدون أولادهم «فوق» وسودانا «فوق».!! ü الظاهرة جميلة وحميدة وهي تشير إلى أهمية التعليم وتجذره في نفوس الناس.. لا زال له بريقه وسطوته رغم أننا نعيش عصر بريق مهن بعينها ليس من أساسياتها الحصول على مؤهلات أكاديمية عالية. ü الناس في بلدي يحبون التعليم وينفقون «دم قلبهم» من أجله ويقتطعون من «اللحم الحي» من أجل هذه الغاية النبيلة في ظروف «لئيمة» و«قاسية» وليست في صالحهم بأي حال من الأحوال. ü صديق لي أمضى سحابة يومه أمس في إحدى مدارس العاصمة.. قال: في امتحان هذا العام شاهدت ظاهرة وهي رغم أنها بدأت قبل فترة إلا أنها أطلت في الظهور أكثر هذا العام وبقوة، هي مرافقة الآباء والأمهات للأبناء والبنات خصوصاً في اليوم الأول. ü استرسل صديقي قائلاً إن إحدى المدارس الخاصة اضطرت إلى حبس عدد كبير من هؤلاء المودعين والمرافقين في الطابق الأول وظلوا هناك في «الحبس» حتى انتهاء زمن ورقة الامتحان.. قال إن الأمر كان «مضحكاً وطريفاً» ويشبه طريقة وداع السودانيين لذويهم المسافرين في صالة المغادرة بمطار الخرطوم الدولي. ü الأمهات في كامل زينتهن وهاك يا ثياب فاخرة و«حنة و غوائش» .. وزاد أكثر قائلاً: أما الميدان حول المدرسة فقد امتلأ عن آخره بالعربات الفارهة ومن بداخلها في حالة انتظار و «تطمين» وترقب للصغار الذين ذهبوا للامتحان والذي يكرم فيه المرء أو يهان. ü حالة المرابطة والانتظار عند أبواب المدارس كظاهرة اجتماعية جديدة في حاجة لدراسة اجتماعية عميقة وهي لا تنفصل عن أدب «الشفقة والخوف»، الذي بات مسيطراً على كثير من تفاصيلنا اليومية.. هل مرد ذلك لحالة الإخفاق العامة التي هي العنوان الكبير لكثير من جوانب الحياة اليوم؟! أم ماذا يا ماذا؟! ü حالة الطواريء لا تتوقف هنا ولكنها تنداح أكثر حين تمتليء البيوت بالدروس الخصوصية والمذكرات الشاملة والتلفونات التي ترن على مدار الساعة والدقيقة والثانية تسأل عن الممتحنين هنا وهناك.. يسأل الكبار ويطمئنون أن الصغار في درب العلم والنور والذي سيظل الطريق الأمثل للمجد والرفعة رغم كثرة الدروب «المظلمة» حولنا في هذا الزمن «الأغبر» و«الأغبش» معاً!!