أصيب عدد من طلاب أكاديمية العلوم الصحية بإصابات بالغة نقلوا على إثرها للمستشفى بعد أن تصدت لهم قوات الشرطة في مظاهرتهم (السلمية) التي سيروها صباح أمس أمام مباني الأكاديمية الاتحادية لوزارة الصحة، رافعين هتافات مدوية تقول: (لا تعليم في وضع أليم) و(يا تتأهل.. يا تتقفل).. بداية المشكلة:- روى عدد من الطلاب والطالبات بأكاديمية العلوم الصحية مشكلتهم قائلين: تم قبولنا في هذه الكلية عام «2011م - 2012م» وقدمنا للدراسة فيها بعد أن طالعنا في دليل القبول للجامعات بأنها أكاديمية تتبع لوزارة الصحة الاتحادية، وأجريت لنا المعاينات في وزارة الصحة الاتحادية بعد قبولنا، ووعدنا المسؤولون بأن دراستنا النظرية والعملية ستكون في معمل إستاك، وكانت هذه أول كذبة تلقيناها خاصة بعد أن أفصح لنا عنها عميد الكلية الولائية قائلاً:(أموركم شويه جايطه انتظروا حتى تتسهل)!! وتم تدريسنا طوال فترة الشهرين الأولى في التجاني هلال بالسوق الشعبي أمدرمان في قاعة اجتماعات صغيرة غير مهيأة أصلاً للتدريس، وبعدها تم تحويلنا لمستشفى الخرطوم ودرسنا في قاعة مكتوب عليها (قاعة تخدير) تابعة لأكاديمية العلوم الصحية لا تمثل أدنى مقومات البيئة الدراسية وتنعدم فيها كل الخدمات (الحمامات - إستراحة - مياه الشرب - الكافتريا) وبعد المحاضرات يطردنا طلاب التخدير مباشرة من القاعة. دراسة كسيحة:- طوال العام الأول لم يتم تدريسنا إلا مواد متطلبات الجامعة ولم ندخل أي دراسة عملية، فنحن حتى هذه اللحظة لا نعرف شيئاً عن الإسعافات الأولية!! والمؤسف حقاً إننا (حقنة ما بنعرف نطعنها إلى الآن).. والطريف في الأمر والمحطم للآمال أن أحد الأساتذة قال لنا:(بسعى بي طريقتي الخاصة أدخلكم معمل)!! وعود تذهب مع الرياح:- احتججنا على هذا الوضع المزري لعميد الكلية، ولكنه استفزنا بكلام غريب قائلاً: (انتو أصلاً قبلتكم الوزارة الاتحادية ولستم تابعين لي فارضوا بالواقع). واتجهنا بعد ذلك للوزارة الاتحادية لتأمين مستقبلنا عبر بيئة دراسية صالحة، وشرحنا لهم وضعنا ومعاناتنا كاملة، ووعودنا بأنه بعد أيام سوف يستقيم الوضع بتحويلنا للدراسة في معمل إستاك، ولكن مرت شهور و«الحال في حالو».. وذهب بعضنا للتأكد من إدارة معمل إستاك من صحة هذا الحديث وكانت الصدمة قوية علينا عندما ردوا قائلين:(ما بندخلكم قاعة إستاك نهائي عشان ما فاضية)!! اعتصام داخل الكلية: قبل ثلاثة أيام اجتمعت كل الدفعة والبالغ عددها (111) طالباً وطالبة لمناقشة مشاكلنا والبحث عن حلول لها وأخطرنا مسجل الكلية ولم يفعل لنا شيئاً واعتصمنا داخل الكلية هاتفين (يا تتأهل .. يا تتقفل) ففاجأنا العميد بصورة استفزازية وهتف معنا - حسب وصفهم - وقال: (كان واصلتوا في هتافاتكم دي بجيب ليكم ناس شرطة مكافحة الشغب) ولم نخرج منه بنتيجة وواصل الوعود الكاذبة. اتحاد الطلاب في مساطب الفرجة: وتأسف طلاب أكاديمية العلوم الصحية لحل اتحادهم قائلين: منذ أن أخطرناهم بمشكلتنا وعدونا بحلها تماماً، ولكنهم لم يحركوا ساكناً ووقفوا للفرجة لأنهم بعيدين كلياً عن مشاكل وهموم الطلاب. رحلة البحث عن حلول: ظهر يوم أمس سيرنا مسيرة (سلمية) أمام وزارة الصحة الاتحادية مطالبين بتحسين أوضاعنا عبر بيئة تعليمية مناسبة، ولكن فوجئنا بتدخل قوات الشرطة التي ضربتنا رغم أننا لم نثر أي شغب، فقط طالبنا بحقوقنا ولن نمل من المطالبة بها، ووجهتنا القادمة هي وزارة التعليم العالي رافعين شعار (لا تعليم في وضع أليم).. فهل من منقذ لنا!! ؟!!