ووزير ماليتنا (فرحان) جداً (كون يعني) شُوهد وهو يتسوق في بقالة «الأنفال» الفخيمة.. وفي غمرة الفرحة هذه طالب بأن (يكلم الحاضر الغائب) كيف أن علي محمود (يمشي في الأسواق!!) ويعلم- من ثم- لغة السوق هذه جيداً.. وبالفعل أشارت إحدى الصحف البارحة إلى تسوق وزير المالية ب(ذات نفسه) مزاحماً- كتفاً بكتف- بقية خلق الله داخل البقالة التي (لا يدخلنها مسكين!!).. ولا ندري ما كان سيفعل علي محمود لو أنه شوهد داخل دكان (قدر ظروفك)- بحيِّنا- أو (مشِّي حالك) أو (أبو الرَخَصَة).. فقطع شك كان سيسارع إلى (تسويق!!) اسمه بديلاً للبشير الذي جزم بعدم نيته الترشح لدورة قادمة.. وربما هو محظوظ- علي محمود- أن لم يسأله أحد من (زوَّار) الأنفال عن معاودة الدولار (سيرته الأولى) ولما يجف بعد المداد الذي كتبت به تصريحاته المبشرة بمزيد من الانخفاض مقابل جنيهنا المحلي.. (أيوه)؛ (مش الجنيه بتاعنا) ترنَّح أمام الدولار الأمريكي مثل ترنُّح لاعبي الهلال أمام منافسيهم العاجيين حتى وقعت فضيحة ال(أربعة)؟!.. وربما لو سُئل السؤال- سعادة الوزير- هذا لكان قال مثل قولين سابقين شهيرين له: (جايَّانا قروش كثيرة من بره وما ح نوريكم من وين!!).. أي بمعنى أن الفلوس التي ستأتي من (مكان ما!!) بالخارج هذه سوف تمنح عملتنا قوة تصمد بها أمام الدولار فضلاً عن إحداث قدر من الانتعاش الاقتصادي.. والانتعاش الاقتصادي هذا معنية به أجهزة الدولة بالطبع وليس المواطنين الذين وصفهم علي محمود قبل فترة ب(المبسوطين، الشبعانين، المروِّقين!!).. وربما ظن وزير ماليتنا أن الذين يجدهم في (سوبر ماركت الأنفال)- عند تسوُّقه هناك- يمثلون شرائح عشوائية مختلفة من أفراد الشعب السوداني وليست شريحة واحدة يجدها في كل مكان (ذي ترطيبة!!) مشابه.. ولو كان وزير ماليتنا من أهل (التراطيب) هذه (أصلاً!!) لعذرناه بمثلما قد يعذر البعض ماري انطوانيت (بتاعة الجاتوه).. ولكن (المصيبة) أنه كان واحداً من (عامة) الناس إلى وقت قريب.. (بمعنى يعني) أنه كان يُفترض- من الزاوية هذه- أن يكون (مستشعراً!!) آلام الناس وأحزانهم وعذاباتهم المعيشية لا أن يكون بكل (الانفصام عن الواقع!!) هذا.. فلا يمكن لوزير في مقام (أمين بيت مال المسلمين!!)- خلال عهد تُرفع فيه شعارات الدين- أن يُرسل ابنه للعلاج بالخارج من (ألم الأذن!!) ثم يستبدل (جاتوه ماري انطوانيت) ب(الكسرة!!) في سياق استنكاره صيحات الجوعى من (رعاياه).. فالكسرة- تماماً كما «الجاتوه» ذاك- أغلى من الخبز.. و(إيشحال) لو كانت (كِسرة الأنفال)؟!!!!!!