قطع البرلمان بأن الاتفاق مع دولة جنوب السودن لم يجيء إرضاءً لمجلس الأمن الدولي، بل من أجل التأسيس لعلاقة جوار آمن مع الدولة الوليدة. واتهم في الوقت نفسه قوى سياسية داخلية بالسعي لزعزعة أمن واستقرار البلاد، مرحباً بدعوة رئيس الجمهورية للحوار الوطني الجامع. في ذات الأثناء طالب النواب بوضع ضوابط مشددة لضبط ارتفاع الأسعار وتخفيف أعباء المعيشة، منبهين لأهمية أن يشمل إعلان رئيس الجمهورية إطلاق سراح المعتقلين السياسيين جميعهم دون استثناء، ودعوة البشير لإصدار قرار يلزم النساء بلبس الزي الشرعي في الجامعات والأماكن العامة. وأشار مولانا أحمد إبراهيم الطاهر إلى أن المخاطر التي تحيط بالبلاد والاستهداف الخارجي للسودان مازال قائماً، مشدداً على ضرورة بدء صفحة جديدة مع دولة الجنوب تبنى على إزالة الاحتقان والتوترات بين البلدين وإخلاء الحدود من الحشود العسكرية. وقال الطاهر في تصريحات صحفية أمس إن التعاون مع الجنوب ليس بسبب أن هناك قراراً من مجلس الأمن يلاحقنا ولكن لأن ثقافتنا تدعو للتعامل مع الجيران، مؤكداً على ضرورة دعم اتفاق التعاون المشترك ليس من أجل بترول الجنوب ولكن لتحقيق الاستقرار. واعتبر الطاهر دعوة البشير ونائبه الأول للقوى السياسية للحوار بدء صفحة جديدة لإعادة ترتيب البيت من الداخل وجمع الصف الوطني، وأضاف هناك عناصر لا يرضيها أن يكون السودان مستقراً، وفي الوقت ذاته هناك عناصر يمكن مخاطبتها بخطاب إيجابي، مطالباً الأحزاب السياسية خارج منظومة البرلمان بأن تهيء نفسها وتستعد للانتخابات القادمة من الآن. ومن جانبه أكد د.الفاضل حاج سليمان رئيس لجنة التشريع والعدل بالبرلمان على أهمية ضبط الخطاب السياسي خاصة مع دولة جنوب السودان، مطالباً بإخلاء السجون من المعتقلين السياسيين لبدء مرحلة جديدة من مراحل العمل الوطني.وفي السياق انتقد النائب البرلماني المستقل محمد صديق دورس استثناء المعتقلين في المحاولة التخريبية من قرار رئيس الجمهورية، وقال إن القرار إذا لم يشمل كل المعتقلين فإنه سيكون مثل «كذبة أبريل»، وأكد أن ترشح الرئيس البشير لدورة رئاسية أخرى ليس من مصلحته ولا مصلحة البلاد. ومن جهته طالب د.الحبر يوسف نور الدائم رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بأهمية أن تنعكس الإنجازات التي ذكرها الرئيس في خطابه على حياة المواطنين، وقال إن معاناتهم أصبحت فادحة ولابد من وضع حد للأسعار المشتعلة. فيما أكد النائب البرلمان عمر سليمان آدم عدم استقرار الأمن في دارفور. وحذر عبدالرحمن الفادني من التوسع في تجارة الحدود مع دولة جنوب السودان، مشيراً إلى أنها ستخلف فجوة بالبلاد، داعياً إلى التوسع في زراعة المحاصيل لتجاوزها، فيما طالب النائب محمد إسحق محمد بعدم السماح للحركات التي يتم توقيع سلام معها بالدخول بسلاحها. وفي السياق طالب النائب البرلماني عن الحركة الشعبية كمندان جودة بمقابلة رئيس الجمهورية في إطار دعوته للحوار الوطني.