أنهى المريخ موسمه الأفريقي منذ البداية، بسقوط مدوي على أرضه ووسطه جماهيره بالقلعة الحمراء، وهو يخسر بهدف مقابل إثنين من ريكرياتيفو الأنغولي، بعد أن خسر منه بذات النتيجة بمدينة كالولو الأنغولي، ما جعل موسمه الحالي ماسخاً، بلا طعم أو رائحة، بل يكسوه لون الحزن، لأن الآمال كانت عريضة للغاية بأن يحقق المريخ ما عجز عنه في المواسم الماضية، غير أن كل شيء تبدل للأسوأ، وأتضح أن التسجيلات الماضية ما هي إلا نقمة على الفريق، باستثناء ثنائي الهلال هيثم مصطفى وعلاء الدين يوسف، باعتبار أنهما الأفضل والأفيد للفريق، وبخلاف ذلك لم يظهر أي من اللاعبين الجدد بمستوى مميز، بل أفقدوا المريخ خانات كان في أشد الحوجة لها، خاصة المحترفين الأجانب، والسبب يرجع في ذلك لمجلس الإدارة الذي طالبه المدير الفني الكوكي بثنائي على الأطراف ومحور إرتكاز على مستوى عالي ومهاجم مميز، مع الإبقاء على أديكو، ولم يتحقق من طلبه إلا تسجيل المحور المميز وهو علاء يوسف، وراحت بعدها توصياته أدراج الرياح، ليقود أشباحاً على أرض الملعب في المباريات الداخلية والخارجية، ويبدأ عقب التسجيلات مباشرة مسلسل السقوط، حيث تعادل على ملعبه في الأسبوع الثالث أمام هلال كادوقلي ومن ثم مع نده الهلال في الأسبوع التالي مباشرة، ليخسر من ليبولو الأنغولي في الأبطال، وعندما عاد من لواندا واجه الأمل وانتصر عليه بشق الأنفس عن طريق المدافع باسكال في ظل غياب تام للمهاجم القناص، وبعدها تلقى ضربتين موجعتين محلياً وأفريقيا من الأهلي شندي وليبولو على التوالي، وكانت الأخيرة قاصمة الظهر بالنسبة له في المنافسة الأفريقية في ظل فرجة كاملة من مجلس الإدارة الذي فشل في سداد مستحقات بعض اللاعبين وتحديداً النيجيري كلتشي أسونوا الذي لم يظهر ضمن قائمة ال(18) التي خاض بها أبوعنجة مباراة السبت الماضي، بالرغم من أن اللاعب تدرب بصورة ممتازة أثناء الحصة الرئيسية وهو المهاجم الوحيد القناص، ولكنه أبعد عن اللعب بسبب مطالبته بمستحقاته المالية التي لم يوفرها له مجلس الإدارة راتب أربعة أشهر بالرغم من أنه أعلن جاهزيته لخوض المباراة، كما أنه ليس هناك بارقة أمل لصرف المستحقات المالية لعدد من اللاعبين إلى جانب كلتشي، ما قد يجعل المريخ يواجه الصعوبات في المباريات المقبلة إذا لم يمنح كل ذي حق حقه، ويصبح موسمه المحلي على المحك، خاصة وأنه سقط كثيراً ولا تزال تنتظره مباريات صعبة، تحتاج لهجوم كاسح ودفاع واعي، والمريخ يعاني في الوظيفتين، كما أن مواصلة مدربه الكوكي بات في كف عفريت لأسباب أسرية قاهرة، فضلاً عن خروج الفريق من دوري الأبطال منذ الدور الأول. وما بين أخطاء الإدارة.. وسوء الإدارة الفنية وتقلب مستويات اللاعبين وفشلهم في العمل بتميز، يبقى الجمهور هو الضحية.. يدفع من ماله ليرى ما يسره فينقلب إلى أهله محزونا، ولا يدري متى ينصلح الحال، منتظراً الفرج من موسم لآخر، مع حب لا ينتهي للنادي الذي يشجعه بالرغم من مرارات الهزائم.