انتقد دكتور التجاني سيسي رئيس السلطة الإقليمية لدارفور الإشاعات المقرضة التي تبثها بعض الجهات بهدف النيل من السلطة وتعطيل مشاريع التنمية بدارفور، وكشف عن وثيقة جمعت 73 قبيلة في جنوب دارفور تعاهدوا على العمل معا من أجل تجاوز المحنة وإعادة بناء السلام الاجتماعي في دارفور وأبان أن حركته تسعى إلى حسم قضية الترتيبات الأمنية بالجلوس مع الشريك، وأوضح أن مؤتمر العودة الطوعية الذي عقد مؤخراً نقطة الانطلاقة لمؤتمر المانحين، مشيراً إلى تكوين آلية لتنفيذ توصيات المؤتمر. وأكد السيسي أنه علم بقيمة إيجار منزله ومكتبه من الصحف، مشيراً إلى أن رئاسة الجمهورية هي الجهة التي استأجرت له المنزل والمكتب وكشف عن الاستعدادات الجارية لمؤتمر المانحين بالدوحة، لافتاً إلى أن معظم الدول المستهدفة ستشارك فيه. تعهدتم بتنفيذ توصيات البيان الختامي لمؤتمر النازحين واللاجئين، ما هي الآليات التي يمكن أن تنفذوا بها تلك التوصيات؟ - واحدة من محاسن المؤتمر أنه تم تشكيل آلية عبرها يمكن إنفاذ هذه التوصيات بالتنسيق ما بين السلطة وتتكون الآلية في جملتها من أربعين شخصاً وتضم ممثلين للنازحين وممثلين للاجئين والرعاة والتجمع المدني والإدارة الأهلية، هذه الآلية عليها أن تجتمع لتقرر وربما قد نلجأ لأن نكوّن آليات مساعدة وذلك بالتنسيق مع مفوضية العودة الطوعية لإنفاذ برنامج العودة الطوعية والتعويضات وجبر الضرر ورد الممتلكات، ونؤمن على مشاركة أصحاب المصلحة في إنفاذ البرامج الخاصة بعودتهم. قمت بجولات خارجية من أجل الترويج لمؤتمر المانحين، هل كانت بمبادرة منكم أم أنها برغبة من تلك الدول؟ - بعضها بمبادرة منا والبعض الآخر رغبات دول أرادت أن تعرف التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر المانحين بالدوحة وبالتالي قد تحركنا في آسيا والخليج وأوربا وأمريكا وقابلنا جهات رسمية ووكالات تنمية ومنظمات مجتمع مدني وقطاع خاص. وهل كانت نتائج تلك الزيارات إيجابية أم بعضها إيجابي؟ - استطيع أن أقول إننا قد قمنا بهذا الدور على أكمل وجه، وذلك لأن كل الدول التي زرناها قد قررت أن تحضر المؤتمر. ولكن هنالك دول قمتم بزيارتها تكيل للسودان بمكيالين وعلى وجه الخصوص أمريكيا، كيف وجدتم نظرتهم لدارفور وما هو تقييمهم لسلام دارفور؟ - أمريكيا هي عضو في آلية إنفاذ الاتفاق وحسب البيانات الرسمية وما ذكروه هم داعمون لاتفاق سلام الدوحة وفي نفس الوقت سيحضرون المؤتمر ولكن طبعاً هنالك أيضاً حديث أمريكي متحفظ حول البطء الذي صاحب إنفاذ اتفاق الدوحة. يقال بأن هنالك قراراً رئاسياً خاصاً بدارفور صدر من مجلس الأمن خلال زيارتك لأمريكا...؟ - مقاطعاً: «عرفتي الكلام ده من وين». ما هو الدور الذي قمت به ولماذا لم يصدر وما هو فحوى هذا القرار؟ - هو قرار رئاسي صادر من مجلس الأمن بخصوص الوضع في دارفور وقد اطلعت على المسودة واعتقد أن هنالك بعض الجوانب التي لا تستند على حقائق وكانت مهمتنا أننا قابلنا بعض الأعضاء.. الدول دائمة العضوية وشرحنا لهم بالأساليب والمستندات بعض المواقف واقتنعوا بها وأتوقع حتى إذا صدر ذاك القرار سيكون قراراً غير متوازن. ما هي القضايا التي أثرتها مع المسؤولين في الأممالمتحدة خلال زيارتك لمقرهم بنيويوك؟ - جلسنا مع بان كي مون وقابلنا سكرتير عام الأممالمتحدة وأيضاً تناولنا قضية مؤتمر المانحين والتحضيرات الجارية لعقده وطلبنا من الأممالمتحدة التحرك لدعم المؤتمر والترويج له. ملاحظ أن بند الترتيبات الأمنية يسير ببطء رغم أنه أهم بند وقد عصف باتفاقيات سابقة، ما هو المتخذ حالياً حياله؟ - هنالك بطء دون شك في بند الترتيبات الأمنية، ونعتقد أنه آن الأوان لحسم هذه القضية التي أدت إلى فشل الاتفاقات السابقة ولكن الذي سنفعله بعد مؤتمر المانحين أننا سنتناول هذه القضية مع إخواننا في القيادة العليا لأننا نعتقد بأنه ليس هنالك مبرر لمثل هذا التأخير. لكن يقال إن الحركة ما زالت تعاني من مشاكل، فهي تضم 18 حركة ولم ينسجموا بعد وغير راضين عن الأوضاع، كما أن الحكومة كانت قد أكدت أن حادثة الفاشر قامت بها حركاتكم التي أرادت تنفيذ عمل يلفت الانتباه؟ - هذا حديث غير صحيح بالتأكيد وهذه مجرد إشاعات يقوم بها المغرضون والواقع غير ذلك، هذه مجموعة جاءت بقيادة نائب المفوض ونحن كنا على علم بوجودها وكانوا مجموعة من الشباب في عربتين يحرسون عربة راجم وهذا حديث غير صحيح البتة، فالذين استشهدوا والذين أصيبوا جزء أصيل من قوات الحركة ولكن هنالك بعض الجهات التي تروج لمثل هذه الإشاعات ونحن نعلم تماماً مقاصدها وما نود أن نؤكده أننا حركة متماسكة وقواتها متماسكة والدليل على ذلك وجود القيادات في مواقعهم الأخرى يزاولون عملهم. هل تم اكتمال حصر قواتكم؟ - تم حصرها وتناولنا هذه القضية والآن نسعى إلى حسم قضية الترتيبات الأمنية بالجلوس مع الشريك. بعد بند الترتيبات الأمنية برأيك ماذا تبقى من البنود التي لم يتم إنفاذها في اتفاقيات الدوحة؟ - هنالك بنود لم يتم إنفاذها وخاصة تلك البنود التي تتطلب دعماً مادياً حتى العودة الطوعية، فصحيح أننا بدأنا بتخطيط القرى وتقديم الخدمات لبعضها ولكن هنالك الكثير من القرى التي تنتظر الآن من مفوضية العودة الطوعية التابعة للسلطة لتبدأ بتقديم الخدمات وكان ذلك من الاستحالة قبل شهرين ولكن الآن نتحرك والمفوضية تتحرك من أجل الإعداد لكراسات العطاءات. هل استهدفتم في مؤتمر النازحين واللاجئين كل النازحين واللاجئين؟ - طبعاً فكل قيادات النازحين جاءوا إلا من رفض أن يحضر ولكن جاء بعض من اللاجئين والبعض الآخر لم يستطع أن يحضر لظروف خاصة بهم، طبعاً حضور اللاجئين من دولة إلى دولة أخرى حقيقة يتطلب إجراءات هي خارج إرادة السلطة الإقليمية، فهي لها علاقة بالمفوضية السامية للاجئين وكذلك السلطات التشادية لذلك لم يتمكن البعض من الحضور ولكن الذين حضروا عبروا عن آراء اللاجئين بصورة واضحة، أما اللاجئون الذين كان يفترض أن يحضروا من أفريقيا الوسطى فنحن نعرف ظروف بانغي خلال هذه الأيام ولكن تمكن البعض أن يحضر عبر الحدود. ما هي انعكاسات الأوضاع في بانغي على دارفور؟ - أتمنى أن لا تكون لهذه الأحداث انعكاسات سلبية على الوضع الأمني في دارفور، فنحن حريصون على وحدة وتماسك الدول المجاورة خاصة وأن أي خلل أمني في الدول المجاورة يكون له أثر سلبي على الوضع الأمني في دارفور. هل وقفتم على أوضاع اللاجئين هنالك، فأحداث أفريقيا الوسطى استمرت أكثر من 4 أشهر؟ - طبعاً اللاجئون هم قريبون من حدود السودان والأحداث حقيقة تدور في بانغي العاصمة ولكن بحمد الله المناطق التي يوجد فيها أبناؤنا بعيدة منها، غير أننا نتخوف عليهم من حدوث أي انفجارات تحدث مستقبلاً. هل وضعتم ضمانات لوصول مال المانحين لهدفه، فهنالك مؤتمر قام من أجل التنمية في دارفور من قبل ولكن مال المانحين وقتها لم يصل للهدف الذي قام من أجله المؤتمر؟ - الأموال في السابق لم تصل لأن في مؤتمر أسلو كانت هنالك تعهدات ولكن الدول لم تلتزم بها، أما نحن الآن لنا صندوق لإعادة الإعمار والحكومة السودانية تضع أموالاً كما أن الوثيقة نصت بأنه يمكن أن يتحول هذا الصندوق إلى صندوق متعدد المانحين عند انعقاد مؤتمر المانحين، فعندما ينعقد المؤتمر فإن للمانحين مطلق الحرية في أن يستحدثوا الآليات المناسبة لإدارة الأموال. وما هو شكل آلية إدارة أموال المانحين وما هي ضماناتكم؟ - أنا على ثقة تامة بأن مؤتمر الدوحة سيستحدث آلية لإدارة هذه الأموال بضمانة المانحين وبوجود المانحين كمشرفين، وبالتالي أنا أقول بعد انعقاد مؤتمر الدوحة، هذا الأمر يعتمد على المانحين أي نوع أي شكل من الآليات التي يمكن أن تكون فاعلة لإدارة هذه الأموال يمكن أن يتفق عليها المانحون، فأثناء الفترة الانتقالية لم تكن هنالك مصادر من المانحين إلا عبر صندوق الإعمار. كم يبلغ عدد المشاركين في مؤتمر المانحين بالدوحة؟ - استطيع أن أقول إن أغلب الدول التي قمنا بزيارتها ستشارك. بعد مؤتمر المانحين ماذا تتوقع؟ - أتوقع أن نبدأ في مسيرة الإنفاذ إلى أن يتم الانتهاء من وضع آلية الصندوق المتعدد المانحين التي ستشرف على مساهمات المانحين، كما سنستمر في إنفاذ الخطط والبرامج الخاصة بالسلطة الإقليمية معتمدين في ذلك على الالتزام الذي قامت به الحكومة وهو عبارة عن ال800 مليون جنيه.