بالرغم من أن اليابان لم تتعافَ بعد بصورة كاملة من الزلزال الذي عصف بها خلال عام 2011م، إلى جانب إعصار تسونامي، إلا أنها تعتبرصاحبة ثالث أقوى اقتصاد في العالم، ولما لها من علاقات استراتيجية تنموية مع إفريقيا، وضعت بذلك بصماتها في زاوية تنموية عززت من خلالها مفهوم التحسين المستمر عبر نظام «الكايزان» آخر لحظة.. ساحت في ولايتي كسلا والقضارف برفقة سفير طوكيو بالخرطوم «ريواتشي هوري» مدير الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا» بالسودان «هيرويوكي موري» تعرفت خلالها على صور التعاون الثنائي في قطاعات الصحة والتعليم والتدريب والتحديات التي تقف عائقاً دون تحقيق المرتجى في التنمية البشرية، والبني التحتية، ووفق ما رأيناه فإن العقلية اليابانية تستهدف بشكل كبير مجالي رفع القدرات والمهارات.. لمعرفة المزيد من أنشطة منظمة «جايكا» التنموية بالسودان جلست «آخر لحظة» إلى المدير الإقليمي ل«جايكا» حول سياسات بلاده التنموية تجاه السودان وكانت إفاداته على النحو التالي.... كيف وصلت اليابان إلى ثالث أقوى اقتصاد في العالم...؟ - نحن لا يمكننا أن نواجه الحياة دون الآخرين ودون تبادل المنافع، والدول تتأثر وتؤثر سلماً أو تنمية أو حرباً، كما كانت اليابان دولة متلقية للمنح أكثر منها مانحة، استطاعت أن تسدد آخر قرض من البنك الدولي عام 1990 استطاعات بعدها أن تحقق نمواً في قدراتها البشرية، وفي عصر العولمة لا تستطيع الدول أن تنمو بمفردها، خاصة دون تحقيق السلام والاستقرار والرفاهية الاقتصادية تعتمد على السوق العالمية، لذا كان لزاماً علينا أن نتواصل مع العالم الخارجي ونتشارك معه وعبر تعزيز التقنية الحديثة ومواكبة التطور، كان لليابان أن تحقق ما أرادت لتصل إلى مصافي الدول المتقدمة. مقاطعاً... ولكن ما زلتم تعانون من آثار زلزال وإعصار تسونامي الأخير...؟ - نعم صحيح.. لكن وبخطوات جادة وموضوعية استطعنا أن نتجاوز تلك الكارثة، ويعزي ذلك إلى وقوف دول صديقة معنا وكما يقولون إن «الصديق وقت الضيق»، وللعلاقات الدبلوماسية الدولية مع دول العالم كانت اليابان سابقاً في حاجة، والآن نحن نقدم العون لتحقيق الأهداف المشتركة، ولدينا إعتقاد جازم بأن السودان سينمو عن طريق خطته التنموية، وسيصبح يوماً دولة مانحة بعد بضعة عقود. إذن كيف تقيم علاقات اليابان بالسودان وفق ما ذكرت....؟ - ترتبط اليابان والسودان بعلاقات سياسية اقتصادية عن طريق السياسة الدولية والتجارة والاستثمار، السودان بلد صديق وشريك متساو، حقق قدراً كبيراً من السلام والاستقرار مؤثراً على إفريقيا، ويعتبر السودان منطلق مساعدات التنمية الرسمية اليابانية، لمعالجة القضايا التنموية في مختلف أرجاء السودان.. ولا تقتصر المساعدات على قنوات متعددة الأطراف ولكن أيضاً عبر القنوات الثنائية. فيما تشتمل مساعدات منظمة «جايكا» في السودان....؟ - تشتمل المساعدات على العديد من برامج التعاون المشترك في مجالات التقنية الفنية، ومنح مقدمة لتعزيز مشاريع الأمن البشري، تغطي قطاعات الصحة، المياه، التدريب المهني، وقطاع الزراعة، وبناء قدرات الحكومة المركزية والحكومات الولائية، وتعتبر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا» أكبر وكالة للتعاون الثنائي في العالم، تلعب دوراً مهماً في تنفيذ مشاريع إنمائية في ولايات السودان، تعمل على إرساء المتطوعين اليابانيين للتعاون الخارجي، تغطي مجالات عدة منها البنى التحتية. كم تبلغ جملة مساعدات «جايكا»...؟ حوالي مليار دولار موزعة على مشاريع المنظمة المختلفة... وهناك ميزانية سنوية تبلغ 50 مليون دولار لذات الغرض. على أي النظم تعتمد منظمة «جايكا» في تقديم المساعدات...؟ - الصفة المميزة للتعاون الياباني تعتمد على نظام «الكايزن» الياباني.. أي يعني التحسين المستمر، وهو مجهود قدرات للعاملين بالمؤسسة لتحديد المشاكل في أعمالها بصورة استباقية وثابتة، ونبعت الفكرة في المصانع ومطبقة في الإدارة العامة بوجود كوادر مدربة في اليابان وغيرها من الدول. كيف يمكن للسودان وبه ثروات هائلة أن يحقق ما حققته اليابان ....؟ - السودان به ثروات نفتقر إليها نحن في اليابان لكنه بحاجة كبيرة إلى تعزيز قدراته في إدارة المؤسسات بصورة جماعية، بالرغم من الكفاءات الموجودة، والمهم أيضاً هو الحفاظ على ما تم انجازه في مجالي التنمية البشرية، والبنى التحتية والحرص على الالتزام بالوقت مهم جداً في تنفيذ المشاريع ومقتضيات الحياة العامة، ونظام «كايزن» صالح لكل بيئة. حدثنا عن مشاريع «جايكا» في كسلا والقضارف...؟ أهم مواقع لمشاريع «جايكا» بكسلا هي مشروع محطة معالجة المياه ومركز التدريب المهني وإدارة التقنية والإرشاد ومركز الرملة للإرشاد، ومحطة المياه الريفية في قرية بانت، ومركز خدمات القبالة بمحلية خشم القربة، ومركزين للصحة في قريتي حسب الله، والمنصورة، ومدرسة عيداب.. ونحن بصدد مناقشة مشاريع مستقبلية في المرحلة القادمة، بدأت المشاريع في عام 2011 وتنتهي خلال عام 2014، والمشاركون في المشاريع حكومتا ولايتي كسلا والقضارف، وفقاً للأهداف المرسومة.