أجرى مركز الرؤية لدراسات الرأي العام تحليل مضمون حول اتجاهات التناول الصحفي لزيارة الرئيس المصري محمد مرسي للسودان في الفترة من 4 إلى 17 أبريل بعد أن وجدت الزيارة اهتماماً كبيراً من الصحافة السودانية، حيث أفردت لها مساحات واسعة على صفحاتها وتسابق كتاب الرأي في تناول أبعادها ودلالاتها وتأثيرها على البلدين وعلى المحيطين الإقليمي والدولي، وقدم التقرير تحليلاً موضوعياً لاتجاهات التناول الصحفي للزيارة . وطبقاً للدراسة أيدت اتجاهات التناول الصحفي زيارة الرئيس المصري وأكدت دورها وأثرها على البلدين وعلى المحيطين الإقليمي والدولي إذا نجح الطرفان في تتويج اتفاقهما إلى واقع عملي . وتشير الآراء الصحفية إلى أن أوضاع مصر الاقتصادية والضغوط الداخلية على حكومة مرسي هي واحدة من أهم أسباب الزيارة . واعتبرت الصحافة السودانية أن الزيارة فتحاً جديداً بين القاهرةوالخرطوم حال إنزال مخرجاتها إلى أرض الواقع . وأجمعت على تأخر الزيارة مشيرة إلى «أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي» ووصفت الصحافة مرسي بالحذر في انفتاحه على نظام الخرطوم معددة أسباب هذا الحذر. وقالت الصحافة إن عمق الأثر الإقليمي والدولي بتكامل النظامين الإسلاميين يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين "من منظور غربي" ويخل بميزان القوى بين أطراف الصراع في المنطقة والعالم، وسيشكل مصدر قلق على الكيان الإسرائيلي وحلفاء الولاياتالمتحدة بالمنطقة، لذلك سيحاولون نسفه إذا أحدث تقدم وترى الصحافة أن الخطب الرنانة والعواطف هي أكبر نقاط ضعف الاتفاق الذي يجب أن يتم إنزاله واقعاً ملموساً عبر إرادة الطرفيين . واعتبرت الصحافة منطقة حلايب هي أكبر هواجس الخرطوم ولا يستطيع مرسي أن يعد الخرطوم بموقف لصالحها في ظل ضغوط المعارضة المصرية عليه . -تأمل الصحافة أن يسهم التكامل في حلحلة قضايا السودان ودعم جهود المصالحة الوطنية ومعالجة قضايا الأطراف . وأيدت اتجاهات التناول الصحفي زيارة الرئيس المصري دكتور محمد مرسي للسودان تأييداً كبيراً وأكدت دورها وأثرها على البلدين وعلى المحيطين الإقليمي والدولي، وتبلورت اتجاهات التناول الصحفي حولها في عدة محاور نوجزها في التالي : أسباب الزيارة وظروفها وتوقيتها ؟ وترى بعض الآراء الصحفية أن رغبة مصر الاستثمار في القطاع الزراعي بهدف تأمين الغذاء وتقليل الاعتماد على الغرب، في ظل معاناة مصر من أوضاع اقتصادية صعبة كالركود والتضخم والديون، لذلك فهي محاولة مصرية لترتيب أوضاعها الداخلية لاسيما الاقتصادية . وتشير الاتجاهات الصحفية إلى أن الزيارة جاءت في ظل ظروف مغايرة وضاغطة بالقاهرةوالخرطوم، إلا أنها تحاول أن ترسم واقعاً جديداً يبحث في كيفية القفز على كثير من متاريس السياسة وعقباتها، والولوج مباشرة لخدمة القضايا التي تلبي مصلحة الشعبين، وهو نهج واقعي جرب في كثير من مناطق وبقاع العالم، مستشهدين ? أي الكتاب ? بتجربة الاتحاد الأوربي الذي قفز مباشرة إلى الدولة الواحدة وتجاوز ما يفرق ويباعد بينهم . واعتبرت الصحافة السودانية أن الزيارة يمكن أن تكون فجراً جديداً يجعل القاهرة قوية ومؤثرة وفاعلة في الشأن السوداني، ليعبر ذلك فعلاً عن أزلية العلاقات وعمقها وأهميتها ورسوخها، ويتجه مباشرة لحلحلة القضايا الخلافية وإزالة الألغام أمام طريق الوحدة والتكامل المصري السوداني في كافة المجالات. وأجمعت الصحافة على أن الزيارة تأخرت كثيراً مشيرة إلى أن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي وعاتبت الآراء مرسي على التأخير مستشهدين بزيارة البشير إلى مصر بعد إعلان نتيجة انتخابات مصر مباشرة مهنئاً مرسي بالفوز . وهمست الصحافة جهراً إلى أن نظام مرسي بدأ حذراً في انفتاحه على نظام الخرطوم وتستشهد بخطاباته التي كرر فيها ? نؤكد أن تكامل القاهرةوالخرطوم لصالح الشعبين السوداني والمصري وهو ليس موجها ضد أحد . وتشير كثير من الأقلام إلى أن تأخر الزيارة هو ضرب من الدبلوماسية والسياسة لذلك أجل مرسي زيارته إلى الخرطوم لتأتي بعد أن زار السعودية وأثيوبيا والصين وإيران وإيطاليا وبلجيكا وقطر وجنوب أفريقيا وباكستان لتوصف الصحافة الزيارة «بزيارة الحذر والترقب». أسباب اهتمام الإعلام الدولي بالزيارة : وتقول الصحافة أن الرؤية السليمة للزيارة أنها لمصلحة البلدين، إلا أن عمق الأثر الإقليمي والدولي للزيارة لاسيما إذا حدث التكامل المصري السوداني في ظل نظامي حكم إسلاميين يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين ويخل بالتوازن الإستراتيجي لموازين القوى بين أطراف الصراع في المنطقة العربية على وجه الخصوص وفي العالم بشكل عام، وتستشهد الصحافة في ذلك بان التكامل المصري السوداني ظل كتاباً محظوراً ..وثمرة محرمة بأمر البيت الأبيض في ظل نظام مبارك "المتعاهد" مع أمريكا وإسرائيل، لذلك فإن أي اتفاقات وتكتلات بين الدولتين تشكل مصدر قلق على الكيان الإسرائيلي وحليفه الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأنه في رؤية الصحافة يجعل من الدولتين قوة في الشرق الأوسط، ويزيد من القلق إسلامية النظامين . حول نقاط ضعف الاتفاق والتكامل المصري السوداني : وتقول الصحافة على الرغم من أن الزيارة كشفت وأكدت الحميمية والعاطفة بين شعبي وادي النيل، إلا أن تلك العواطف ستظل حبيسة وأسيرة متغيرات وتقلبات السياسة ما لم تتحقق نتائج عملية ملموسة، فالصحافة ترى أن العلاقات السودانية المصرية هزمتها الخطب الرنانة والعواطف، وتصف الصحافة مصر والسودان بحالة من العواطف والإنشاء واللغة الجميلة والمضامين الخاوية والشعارات التي لم ينهض على إثرها مشروع زراعي أو صناعي، لذلك تدعو الصحافة الطرفين المصري والسوداني إلى تقوية الإرادة التي تنقل العلاقات بما ينسجم مع عمق العلاقات والأواصر التاريخية بين البلدين، فيكون إتفاق التكامل صحوة تتجاوز التخطيط والتنظير إلى الأفعال الداعمة للمصالح المشتركة. مهددات اتفاق التكامل المصري السوداني : وتجمع الصحافة إجماعاً بيناً على أن المعارضة في مصر والمعارضة في السودان وبعض أعداء البلدين الدوليين سيسعون كلِ بأوراق ضغطه إلى إرباك حسابات القاهرةوالخرطوم وتهديد اتفاقيات التكامل . وترى الصحافة أن نظام مبارك المعارض الآن لمرسي كان قد تعهد الخرطوم بالتقصير والإهمال والتراجع عن الإسهام الإيجابي وملفاتها وتبعاً لذلك انحسر المد العربي برمته ولم يشكل سنداً للسودان . وتتخوف الصحافة السودانية من الدولة العميقة في مصر وهي تكيد للخرطوم من وراء مرسي كما تكيد لمرسي : تكيد للخرطوم بنشاط حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان وقطاع الشمال الذي يتخذ القاهرة ملاذاً له ? رغم غروب شمس مبارك وبزوغ عهد مرسي، وتكيد لمرسي بمحاصرة سلطته بآليات الدولة العميقة هناك فأصبحت مصر منكفأه على نفسها ولم تغادر أزمة إلا لما بعدها من أزمات . ولذلك توقعت الصحافة أن تشكل المعارضة المصرية تهديداً لاتفاق التكامل سيما وأنها كانت قد حذرت مرسي من التحالف مع نظام الخرطوم، وتطالب بعدم إقتفاء أثر حكومة البشير "المحاصرة والمطاردة دولياً" كما تحذره من التفريط في مثلث حلايب . وترى الصحافة السودانية أن المعارضة في السودان ستستخف بالاتفاق طالما أنه لم يتجاوز أزمة حلايب وتحاول تسفيهه والتقليل من شأنه في أوساط النخب السودانية . وترى الصحافة أن الإسلام السياسي الذي يجمع بين القاهرةوالخرطوم سيزيد من مبررات أعدائهما أمثال الولاياتالمتحدة وإسرائيل وحلفائهما الذين سيسعون بكافة الأساليب لنسف هذا الاتفاق . حول أثر أزمة حلايب على الاتفاق : ويعتبر الصحفيون أن حلايب هي أكبر هواجس الخرطوم التي ترى أنها من أخطاء نظام حسني مبارك السابق، الذي ضمها للحدود المصرية ? وكأن الصحفيون يشيرون إلى أن مصر الآن (الفيها مكفيها) ولا يستطيع مرسي أن يوعد الخرطوم بموقف لصالحها تجاه حلايب، لأن ذلك سيؤجج نيران القاهرة التي تعاني من أزمات مستمرة، لذلك لجأت إلى الخرطوم كمنقذ ومخرج من بعض أزماتها وليست لصب الزيت على نارها بفتح ملف حلايب الذي يمكن فتحه مستقبلاً والوصول فيه إلى تسوية مرضية للبلدين . ويرى بعض الصحفيين أن حل أزمة حلايب يتمثل في التأسي بحالات الخلافات الحدودية المشابهة حول العالم وكيف يتم تجاوزها لاسيما بين الدول الكبرى وهؤلاء يؤيدون أن تكون منطقة حلايب منطقة تكامل سوداني مصري حتى لا تكون بؤرة صراع نشط أو حالة حرب بين الجارتين . آمال وتطلعات : وتأمل الصحافة السودانية بمثلما يسهم التكامل المصري السوداني في حلحلة قضايا ومشكلات مصر الاقتصادية يسهم كذلك إيجاباً في الدفع بجهود المصالحة الوطنية السودانية وتجاوز أزمات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق، فترى الصحافة أن ذلك إذا تحقق فإن الاتفاق ناجحاً بمعايير السودانيين وملبي جداً لآمالهم وطموحاتهم . وتتطلع بعض الآراء إلى تعزيز التكامل مع مصر وتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك مطالبة بضم ليبيا توطئة لقيام اتحاد كامل بين الدول الثلاث . جانب من موضوعات التناول : مياه النيل وحلايب خارج أجندة المباحثات الثنائية وإتفاق على فتح الحدود . مرسي يصل الخرطوم ويعقد قمة أولى مع البشير ويلتقي قيادات الأحزاب اليوم . ماذا في حقيبة مرسي في زيارته للخرطوم؟ . مرسي بالخرطوم حنين المرجعيات القديمة . مرسي بعد صلاة الجمعة في السودان أبشروا مصر نهضت بفضل الله. الخرطوم : زيارة مرسي ستزيل شوائب العلاقات الثنائية . مرسي : اتفقنا مع القيادة السودانية على العديد من الأمور . محجوب عروة : عمود «قولوا حسنا» الرئيس مرسي حبابكم عشرة «دبايوا» جيداً جيت . عبد العظيم صالح عمود «خارج الصورة» مع مرسي في المطار . مكي المغربي عمود «نهاركم سعيد» مرحباً بالرئيس مرسي . وائل بلال عمود «درب الكلام» مرسي في الخرطوم وأمريكا قلقة . الفاتح محمد الأمين - عمود جديد الرئيسين البشر ومرسي صورة من قريب . كما حنفي عمود «إلا قليلا» بالدعم إحنا إخوات . الهندي عز الدين عمود «شهادتي لله» الرئيس مرسي «بايت معانا» عرض جدولي لاتجاهات الرأي الصحفي يذكر أن الاهتمام الكبير الذي أولته الصحافة السودانية لزيارة الرئيس المصري للسودان، سياقبله، بالطبع تأييداً من الرأي العام السوداني، مما يسهم إيجاباً في دعم جهود إتفاق التكامل بين البلدين سيعزز التناول الصحفي العميق لإيجابيات الزيارة ومآلاتها وآثارها على البلدين وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى كشف الصحافة لأعداء الاتفاق المحليين "المعارضة في البلدين" والدوليين "الولاياتالمتحدة وإسرائيل وحلفائهما" سيعزز من تشكيل رأي عام نخبوي إيجابي حامياً ومدافعاً لهذا الاتفاق . وأكدت الاتجاهات الصحفية إلى أن زيارة مرسي صفحة جديدة وجادة في تاريخ العلاقات السودانية المصرية بعد أن كانت وعوداً في عهد مبارك وساهمت الصحافة في توجيه الرأي العام بتغيير الذهنية في تجاوز العبارات المصرية المشهورة «ابن النيل- إحنا أخوات «أجدع ناس» وتحويله إلى تقييم الفوائد المترتبة على تنفيذ هذه الاتفاقيات والعائد المرجو منها .