تلقيت عيدية ثمينة وذات قيمة من الأخ الكريم الأستاذ آدم إدريس عز الدين، مدير تحرير مجلة المرصد، والمستشار لعدد من المراكز والمؤسسات الإعلامية، وهو صديق من نوع الأصدقاء الذين تجدهم في الملمات مثلما تجدهم في كل الأوقات. والعيدية الثمينة هي كتاب يحمل اسم (الصحفي الناجح) أعده وعكف على مادته العلمية الرصينة الأستاذ آدم إدريس، وسعدت أن خصّني بنسخة من النسخ الأولى للكتاب القيم وعليها إهداء هو اطراء أكثر منه إهداء، أعلم أنني لا استحقه وأحسب أنه من حسن الظن بنا ليس أكثر.. ويعلم الأستاذ آدم إدريس ولعي بالقراءة وشغفي بالكتب التي تتصل مادتها بالصحافة والإعلام أو التاريخ أو الفنون أو كتب السيرة الذاتية أو الشخصية.. والروايات، لذلك جاء المؤلِّف بالمؤلَّف وعليه ذلك الإهداء. تصفحت الكتاب حديث الصدور واطلعت على عناوين فصوله الأربعة ومحتوى الفصول من أبواب مفصلة عن مكونات كل فصل، غير مقدمة احتفائية رصينة كتبها أستاذنا وأستاذ الأجيال بروفيسور علي محمد شمو، جاء فيها أن هذا الكتاب مكون من أربعة فصول رُتب ترتيباً منطقياً بحيث ينتهي الكتاب إلى مناقشة (إتيكيت) وأخلاقيات مهنة الصحافة الورقية بالإضافة إلى صحافة «الانترنت».. وأضاف البروفيسور شمو أنه من الطبيعي والمنطقي أن يكون الفصل الأول حول تعريف من هو الصحفي الذي ينطبق عليه عنوان الكتاب (الصحفي الناجح)، أما الفصل الثاني فقد تناول ماهية الصحافة وخصائصها باعتبارها الموضوع الأساسي الذي يدور حوله الكتاب. ووجدتَ أنني أتفق مع الأستاذ آدم إدريس فيما ذهب إليه من رأي عندما تعرض لمفهوم الخبر على أساس أن الخبر هو عنصر الأساس لأي عمل صحافي، إذ كثيراً ما أقول لابنائي وزميلاتي في هذه المهنة إن الخبر هو أبو الصحافة الشرعي، فالتقرير وليد شرعي له وكذلك التحليل الذي يعني تفكيك عناصر الخبر ومحاولة إعادة تركيبها وفق أسس منطقية لإعادة قراءتها من جديد، وكذلك الرأي ينبني على مناقشة خبر أو ظاهرة أو حدث، أما التحقيق فهو محاولة سبر تفاصيل خبر صغير ذي أثر كبير، والإحاطة بكل جوانبه وأطرافه. وقبل أيام كنت أقول بتفصيل أكثر عن هذا الأمر داخل قاعات المركز القومي للإنتاج الإعلامي لعدد من طلاب وطالبات الصحافة، وزدتَ على ذلك بأنه ليس بالضرورة أن يكون كل ما يقدمه الصحفي الجيّد جيّداً، ولكن بالضرورة أن يكون كل ما يقدمه الصحفي الرديء رديئاً. أرجو أن يسمح لي القاريء الكريم بأن أتقدم بشكري الجزيل للأستاذ آدم إدريس عز الدين على هذه الهدية القيمة، الثمينة التي لا تقف عند حدود المُهْدَى إليه بل تتعداها إلى كل العاملين في هذه المهنة.. ودارسي الصحافة في كل كليات الصحافة والإعلام بالسودان.. وبكل جامعة عربية. وأختم بأنني كم وددت أن أعد كتاباً من واقع التجربة في بلاط صاحبة الجلالة باسم (الصحفي المحترف) ولكن دائماً هناك من يسبق لأنه يبدأ مبكراً.