قال الدكتور عبد الرحمن الخليفة في الحوار الذي أجراه معه الزميل أسامة الطيب في «آخر لحظة» أمس إن فرص الوحدة أكبر بكثير من فرص الانفصال والسبب أن العقلاء هم كثر داخل الحركة الشعبية!! ولا أعرف ماذا يقصد بكلمة «عقلاء» والتي هي من عاقل وعكسها مجنون!!وايضاً يمكنني القول بأن عاقل هنا تذهب الى «حكيم» وهذه هي الأقرب للفهم لأنه في ذات الحوار قال إن أهل الجنوب يتسمون بالحكمة!! ولكن معيار «عقلاء» وغير «عقلاء» هل ينطبق على الحركة الشعبية وحدها؟! وماذا عن المؤتمر الوطني نفسه؟ كم نسبة العقلاء داخله مقارنة بغير العقلاء؟! وماهي المعايير التي تحدد هذه النسب. العقل والجنون؟ أو الحكمة أو الطيش؟!! إجابة هذه الأسئلة ربما لا تبعد كثيراً عن القول المشهور للأديب الراحل الطيب صالح والصحفي يسأله في بواكير الإنقاذ حول قرار منع تدريس رواياته في جامعة الخرطوم. قال الطيب صالح هذا النظام به عقلاء ومجانين..! يصادرون كتبي في الخرطوم ويحاوروني في لندن إذن نخلص من هذا الكلام لنقول بأن السياسة لا تخلو من مجانين!! فهناك مجانين سياسة!! ومجانين كورة ومجانين مشاهير كل همهم متابعة خطوات وسكنات هؤلاء!!وتستحضرني هنا مقولة للأخ والصديق مصطفى أبو العزائم رئيس التحرير بأن هناك ايضاً مجانين صحافة وهي فئة مغرمة بهواية الاقتراب بسبب او بدون سبب من عالم الصحافة والصحفيين..! نعود لمجانين السياسة ونتساءل ببراءة الأطفال متى يجب علينا أن نصنف هذا الحزب؟ أو السياسي مجنوناً أو طائشاً!!؟؟ وهل هذه الأوصاف تقود إلى كلمة واحدة هي «التطرف» والتشدد في الرأي وفي الطرح وفي البرنامج السياسي الذي يتبناه هذا الحزب أو ذاك؟ وفي رأيي المتواضع إن هذا السلوك لا يخرج من اطار النظرة الأحادية للأمور (ويا دنيا مافي غيري) وأنا على حق والآخرين على باطل... ألم يكن فرعون مجنوناً وهو يخرج للناس عارياً!! وجاءته الحقيقة من طفل صغير «عاقل»؟. نخلص من هذا الطرح للقول بأن اعتماد مصطلح «عقلاء» وغير عقلاء! للحكم على هذا الحزب أو ذاك معيار يفتقر في حد ذاته للدقة والمعيارية! ولا يخلو من نظرة غير مفيدة ربما تأزم الأمور في الساحة السياسية أكثر مما يجب وهي ساحة أصلاً ليست ناقصة مصطلحات جديدة وعدائية!! وربما تفتح مثل هذه النظرة الباب للآخرين لينظروا ايضاً من ذات الثقب وفي هذه الحالة ربما يصيحون على طريقة أرخميدس «وجدتها»..!