دعوة كريمة تلقيتها للمشاركة في الدورة التدريبية للاعلاميين بالمجلس الأعلى للتخطيط الاستراتيجي الأسبوع الماضي تركت من أجلها كل الأعمال الأخرى لايماني بأهميتها وفائدتها فإن من مفاتيح النجاح في كل المجالات الكوادر البشرية المؤهلة لأنها تختصر المال والمسافة والزمن، وتحقق الأهداف بأقصر الطرق، وبأفضل الميزات، وبمعايير الجودة التي نحتاجها محلياً واقليمياً وعالمياً وسآخذكم معي في سياحة متنقلين بين تلك القاعة الجميلة المهيأة، وصالة الطعام وما أحدثه الغول المدنكل من (ترخيمة) إستطاع البروف محمد حسين أبو صالح أن (يفكها) بأهمية ما يسرد ويقول ويدلل بالأمثلة هاكم بعض ما سمعت ولم ولن أنساه: أول استراتيجية عرفها العالم طبقها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم غايته ورؤيته نشر الإسلام في كل العالم، وترسيخ مفاهيم العدالة والمساواة والرحمة، واحتاج لربع قرن من الزمان مع أن الأمر الرَّباني كان ليقول للشيء(كن فيكون) ولكن العبرة بأن الغايات والأهداف الكبيرة تحتاج لزمن لإرساء دعائمها والخلفاء الراشدون رضي الله عنهم وأرضاهم ساروا في ذات النهج وإن اختلفت الوسائل والسياسات، حتى إنتشر الاسلام ووصل إلى مشارق الأرض ومغاربها. من التحديات الكبيرة التي تواجه التخطيط الاستراتيجي لكثير من الدول المتقدمة «لاحظ المتقدمة» الإشكالات الثقافية والسِّلوكية والسلبية الذهنية لبعض المواطنين كعدم إحترام العمل والزمن، وطريقة التفكير، وضعف ثقافة التخطيط وضعف الشراكة بين السلطة العلمية والسياسية، وسوء السلوك السياسي الذي يضر بالدَّولة.. صراع المصالح، وعدم قبول النقد، وعدم احترام النظام والتقيد به، والروح الفردية، وعدم العمل بروح الفريق، وسيادة الإنتماءات الشخصية والحزبية والجهوية وارتفاعها على المصالح الوطنية!! عرفت الدول الإسلامية والعربية الاستراتيجية منذ أكثر من قرن!! ولم تعمل بها أو تستفيد من سياسات الرسول صلى الله عليه وسلم الاستراتيجية- لأن الفهم للدِّين وتفسيره محدود وقاصر وبلا عمقٍ، وعرف الغرب الاستراتيجية بعد دخول الإسلام، وعمل بها، وانتقل بسرعةٍ من حالة الضعف إلى القوة ولا زال، وما لم نهتم بالاستراتيجية وتعي الدَّولة أهميتها في التغيير نحو التنمية، وتحقيق الأهداف العليا لنا وللأجيال من بعدنا، سنظل في المؤخرة، نعاني الضعف والإنهزام. العمل جماعي لن تقوم به حكومة بمفردها فهي جزء من المنظومة التي يجب أن تعمل كلها في تناغم وهارموني لتحقيق المصلحة العليا ..تأصلت أواصر الصداقة بين الاعلاميين في الدورة، وأعلن السيد وزير المجلس الأعلى للتخطيط الاستراتيجي تدشين رابطة الاعلاميين الاستراتيجيين واخذت الزميلة آمنة السيدح الشهادة (تاني الطيش) ولا أدري بحكم السِّن ولا الخبرة. زاوية أخيرة: أبحثوا عن الاستراتيجية أينما تكون ستتغير مفاهيمكم وستتبدل كل حساباتكم وستذكرون عندها معنى ما أقول.