تتعدد الأسباب.. والموت واحد.. ! نستنكر وندين بأشد عبارات الاستنكار والإدانة ما تعرضت له مدن أبو كرشولا والرهدوأم روابة والسميح من تخريب من عصابة الجبهة الثورية والتي ارتكبت خطأ فادحاً بهذا الصنيع والعمل القبيح الذي هدف إلى ترويع المواطنين الصابرين الكادحين الذين لا يعلمون شيئاً عن هذا الهرج والمرج الذي تفوح منه رائحة الصهيونية والإمبريالية وأصحاب الأجندة الشخصية الضعيفة.. والله العظيم لو كنت مع هؤلاء أو مكانهم لدخلت إلى مدينة أبوكرشولا وأم روابة الواعدة الهادئة الحالمة بهذه الكيفية وفي هذا التوقيت الصباحي لوزعت الحلوة والنقود والكساء والدواء وبعض المنشورات السياسية التي توضح من أنا وإلى أين يمكن أن أصل.. لكان وقعها أشد في نفوس هؤلاء من ضرب السلاح وقتل الأبرياء من طلاب الخلاوى ومواطنين عزل ومنشآت. هذا العمل المشين قد أصاب المواطن الضعيف مباشرة وليس غيره كما يزعمون.. ولكن نقول إن هذا العمل الإجرامي قد أيقظ النائمين وفتح أعينهم ليبصروا الحقيقة بأن هنالك مجموعات بدأت تنزلق نحو التمرد من أبناء شمال كردفان واللحاق بما يسمى الجبهة الثورية لجرجرة المنطقة إلى الهوة ومنطق التهميش ودخولها أجندة المفاوضات القادمة إن كانت هناك مفاوضات.. ويتضح ذلك جلياً في هذه الأحداث من ظهور عدد من أبناء المنطقة وهم يقودودن العربات المقاتلة وتحديد المرافق الخدمية لضربها وغير ذلك من عمل الارتزاق. هذه الحادثة قد وحدت النسيج الاجتماعي والجبهة الداخلية لأهل السودان ونرى ذلك في القوافل والزيارات التي لم تنقطع عن هذه المناطق المنكوبة من كافة ولايات السودان. ولكن نحن في شمال كردفان ونقصد بها محليات «أم روابة، الرهد، أم دم حاج أحمد، بارا، غرب بارا، أم قرفة وجبرة الشيخ» نعلم أن ولاية غرب كردفان التي بصدد قيامها قريباً قد اقتطعت جزءاً من غرب الولاية وهو جزء عزيز علينا. نتساءل نحن سكان الجزء الشمالي من الولاية أي سكان هذه المحليات الكبيرة المنتشرة في مساحات مقدرة من الولاية والتي تفتقر إلى كل مقومات التنمية من ماء وصحة وتعليم وطرق، وكهرباء ومصانع وكليات جامعية، ويسكنها عدد 500 ألف نسمة يمارسون حرفة الزراعة والرعي والتجارة. وعندما نكتب عن الموت من أم روابة إلى بارا نعني ما نقول.. لأن الموت في بارا وغربها وشرقها وشمالها بغير سلاح كما قال الشاعر: من لم يمت بالسيف مات بغيره تتعدد الأسباب والموت واحد ومن هنا الموت يدخل من باب عدم توفر المستشفيات المتخصصة في المنطقة برمتها مما يتطلب السفر إلى أم درمان كما يقول أهل المنطقة.. لأنها محل حلهم وترحالهم ولكن المشكلة الأكبر تكمن في كيفية الوصول إلى أم درمان والسبب وعورة الطريق وخاصة في فصل الخريف مما يزيد من معاناتهم.. فمنهم من يمت ببيته ومنهم من يمت في الطريق ومنهم من يمت على مشارف أم درمان. ومن هنا تأتي أهمية طريق أم درمان- بارا والطرق الداخلية للمنطقة حتى يسهل على المواطن أن يتحرك من أجل العلاج والتجارة والاستثمار والترابط الاجتماعي، علماً بأن هذه المنطقة غنية بالثروة الحيوانية «الضأن الكباشي والبلدي والإبل».. والتي تتطلب قيام مصانع مصاحبة للألبان واللحوم. وثروة زراعية «الصمغ العربي، السمسم، الدخن، حب البطيخ، الكركدي، الفول السوداني وغيرها»، وكل هذا محتاج إلى الكهرباء حتى تكتمل التنمية المنشودة لإنسان المنطقة الذي هو في أمس الحاجة إليها. علماً بأن هذه المنطقة تزخر برجال الدين والطرق الصوفية والخلاوى التي ترفد كل مساجد الخرطوم بالحفظة والأئمة والعلماء. ومن هذا المنطلق نرجو أن يقابل هذا المعروف بمعروف مثله من الدولة إلى المنطقة حتى تصبح منارة وأكثر فاعلية.. والمعروف عن إنسان كردفان الصبر والتجرد والأدب الروحي والكرم الفياض.