لست من أهل الكتابة ومتقني اللغة العربية العظيمة ؛ إلّا أن المعارضة وأفعالها تجعلني طافحاً أحاول أن أعبّر عمّا بدواخلي، وأظن أنه ما بدواخل معظم الشعب السوداني الذي يتوق ويتمنى ويرجو أن يعيش في استقرار وأمن ورخاء ؛ بعد أن ظل يخرج من فتنة ويلج أخرى فاقداً مقدراته وثرواته وترابطه الإجتماعي. تسعى المعارضة بكل الطرق للوصول إلى السلطة متجنبةً الطريق الشرعي الوحيد، وهو صناديق الإقتراع يقيناً منها أنه لن يأت بها إلى سدة الحكم ؛ فتتحايل تارةً بحكومة قاعدة عريضة، وأخرى بحكومة وحدة وطنية وأخيراً بفترة انتقالية «ثلاثون شهراً» ؛ وإنني أتعجّب من أن المعارضة إن كان لها برنامج لإنقاذ السودان من حافة الهاوية مدته ثلاثون شهراً ، فلم لا تقدّمه كمعارضة وتصر عليه وتنادي به علّها تكسب تأيّيداً ينفعها في المنافسات الشرعيّة. إن المعارضة تجاوزت مرحلة الاصطياد في الماء العكر ، وأصبحت تسعى للفتنة أينما وُجدت ؛ وتزرعها في أخصب الأراضي ؛ لتحصدها النساء والأطفال والشيوخ الناطقون بلا إلاه إلّا الله محمد رسول الله، في أبوكرشولة وأمروابة وغيرها من المناطق الآمنة ؛ التي تُعتبر عسكريّاً ليست بأهداف استراتيجية وتُحمى بالشرطة المدنية ، وتهاجمها قوى البغي بمخطط لضرب الاقتصاد وترويع الآمنين، بإيعاز من هنا وهناك، وتحرّك المعارضة أدوات الفتنة للتشكيك في قدرة القوات المسلحة، ببث الإشاعات وإرسال الإشارات بأن الجيش عاجز ؛ والهجوم في غير ساحات الرجال.. وهذه الأيام يجري إشعال الفتنة بين المسيرية ودينكا نقوك، بعد أن اكتملت عناصرها بحادث مقتل السلطان كوال دينق مجوك شمال أبيي ؛ فيذهب وفد الأحزاب المعارضة إلى جوبا معزيًّا، ويترأسه كمال عمر عبد السلام ؛ الذي أعرفه منذ نعومة أظفاري ؛ حيث تعلّمتُ قيادة السيارات على عربته الكورتينا موديل ماقبل الاستقلال والتي كان مقودها باليمين ؛ وأعرفه منذ أن كان يتسلق للوصول إلى مجلس إدارة نادي النسر الرياضي ؛ ولا أعلم له تاريخاً إسلاميّاً مّما يدلّ على هوان المؤتمر الشعبي؛ الذي احتضنه ولمعه وأخرجه إلى الدنيا بثوب جديد؛ وهو يعزّي في جوبا ويطالب أن لا تمر القضية مرور الكرام وأن يكون التحقيق دوليّاً للضغط على المؤتمر الوطني، ظنّاً منه أن المؤتمر الوطني أكثر ما يخيفه هو التحقيق الدولي؛ ناسياً أن المؤتمر الوطني إن كان يخضع ويركع لأي شئ دولي لكان من المقرّبين ؛ إلاّ أن المؤتمر الوطني لا يتخذ اليهود والنصارى أولياء من دون الله. وذهاب كمال عمر إلى جوبا إن كان الغرض منه التعزية، فكان الأولى أن تكون في أبيي في موقع العزاء، الذي توافدت له جموع المعزّيين من كل صوب ؛ وإن كانت تعزية كمال عمر لوجه الله لأبرق على الأقل لابناء المسيرية، الذين استشهد منهم 71 من أبنائهم ؛ وإن كان العمل لوجه الله لطالب الطرفين بضبط النفس والتحلّي بالصبر لتجاوز المحنة، ولطالب دينق ألور بملاحقة الجناة قانونياً، وهذا حق مكفول ؛ بدل أن يطالبه بملاحقة المؤتمر الوطني؛ والمؤتمر الوطني هنا في شخص المسيرية؛ والمسيرية لا يتهاونون في من يهدّد أمنهم وأمن أبقارهم. ونختم بالقول إن شهداء الفتنة الدائرة هم الفائزون بوعد الله عزّ وجلّ ؛ ودماؤهم على رقاب زارعي الفتنة، وليس يوم الحساب ببعيد. ونرجو من علماء الدين الإفتاء في مثل هذه الممارسات ؛ ونرجو من السيد الرئيس إعلان حالة الطوارئ في البلاد لاجتثاث الطابور الخامس إلى حين تحرير كلّ شبر من السودان.