قال لي (ودالشواطين): أها بتعرف بيت عمك (ضُل البيت)؟ قلت له: منو الما بعرف (ضُل البيت) السياسي ورجل الأعمال؟.. ده سيد الحسب والنسب.. فقال: عليك نور..! ركز على الحسب والنسب ده.. وأنا عازمك بكره عندو عشا.. قلت في لهفة: ودي كيف بقى؟.. أشار بأصابعه أن أصبر.. أو روِّق وإستنى.. وهو يهم بالذهاب أضاف: بكرة تجي بدري.. ثم عدل عن ذلك وقال: اقول ليك حاجة.. أنا بجيك أسوقك بالعربية بتاعت(خوخة) بت عمك(ضُل البيت)!!! فتحت فمي للحديث وتلعثمت بسبب انني أريد أن أقول اكثر من فكرة.. وأطرح اكثر من سؤال.. عرف ذلك فانصرف وتركني أحادث نفسي. (خوخة بت ضُل البيت).. صحيح هي ليست جميلة.. وحادة الطباع.. تعرف فنون لعبات الكاراتيه مما يجعلها جريئة في صدامها.. تفتعل المشاكل مع الشبان حتى تصرعهم بحذقها لفنون المصارعة.. لعله بسبب ذلك لم يفكر الشباب في الاقتراب منها.. لذا كان عليها أن تنتبه إلى أن قطار الزواج قد أوغل في الرحيل.. أيكون(ود الشواطين) قد استغل نقطة الضعف هذه؟. حضر اليَّ وهو يقود عربة فارهة.. ثم أخذ يضغط على بوق السيارة في إزعاج حتى هرعت إليه زاجراً: ده شنو ده؟ فأخذ يغني في فرح طفولي(كان داير تغيظن أقيف وأضرب البوري).. فقلت له: والله ما تغيظ إلا روحك.. ضحك وسألني وهو يضع أصبعه على رقبتي: في ذمتك دي ما حاسدني؟.. ضحكت وسرحت اتخيل تفاصيل ما سيحدث في بيت ضُل البيت. كان عشاء فاخراً ويبدو انه طبع علاقاته مع الجميع فقد رأيت(ضُل البيت) شخصياً يلاطفه.. حاولت ان أتخابث لتوريط (ودالشواطين).. فقلت له: اها يا (ودالشواطين) شد حيلك عشان تجيب لينا (ضُل البيت) الصغير.. فزجرني بنظرة حادة.. هي حدرة طويلة المدى. ضحك السيد (ضُل البيت) وقال: لو جاب(ضُل البيت الصغير) ما بكون نجم السعد.. تمتم (ود الشواطين): إن شاء الله.. إن شاء الله. قلت له: ما تنادي العروس نبارك ليها.. فساقني إلى داخل البيت قائلاً: إتفضل إتفضل.. سيد بيت جد جد.. سلمت عليها وقلت: مبروك وأنا أتصفح ملامحها لقد اجتهدت المساحيق في انجاز بعض الملامح المقبولة.. وبدا طولها الفارع معوضاً لنقص الجمال فبدت عملاقة.. والطول يخفي العيوب ويمنح مهابة.. كانت تبدو انثى صاغرة ل(ود الشواطين).. فتذكرت مواقف سابقة لها.. وهي تطير في الهواء لتضرب برجلها شاباً.. ثم تركل آخر.. وتضرب ثالثاً بيدها وتطيح بهم.. وقلت سبحان مغير الأحوال.. خرجنا من المأدبة.. فقال على سبيل(الكشكرة)ح اوصلك بأمجاد.. فأصرت(خوخة) على أن يقوم بإيصالي بعربتها.. وهو يمانع زوراً وهي تصر بحنوٍّ بالغ مرددة بأن الحالة ما بقت واحدة خلاص. خرجنا وفي العربة أخذت أغني(شقي ومجنون.. قالوا.. قالوا.. شقي ومجنون).. فقال لي: كدي أنسى الحسادة شوية وقول لي رأيك شنو في أخوك؟ قلت: رأيي شنو؟ ما بالغت عديل!!.. عليك الله الجابرك شنو..!! فقال: الصَّراحة راحة دي عديل إتزوجتها لحسبها ونسبها. فقلت: مش كده الكارثة انك اتزوجت اتنين في فترة وجيزة. أخذ يضحك وقال لَّي: إنت مسكين يا حبيب!! قلت: كيف؟ فقال: بكره أنا عازمك غدا في بيت (مُطَّرق الصندل). يا زول؟ قلت له.. فأخذ يضحك ثم قال وكنا قد وصلنا بيتنا: أنزل يا شاب وبكره في الغدا حتندهش وكده. إذن فالجمعة القادمة نشوف آخرة (ود الشواطين) مع (مطرق الصندل) وهي امرأة.. دعونا نواصل المرة الجاية بإذن الله.