عاتبني الكثير من «الطيبين» الذين يمثلون القطاع الأكبر في المجتمع السودان «وجايبين البلد ورا»، بتسامحهم المفرط وطيبتهم المثيرة للدهشة، «ولا أقول السذاجة» حينما قمت بالرد على القزم المصري «أحمد آدم»، والذي لم يكن آخر المسيئين للسودان وشعب السودان «الطيب»، بدعوى أنه «أي آدم» لايمثل رأي جميع المصريين.. ولايمثل رأي الحكومة المصرية..!! وقبل أن ينتهي عتابهم، بل قبل أن يجف مداد قلمي، خرجت «المبرجله»، وهي تنعقُ بعض القوى السياسية المصرية في إجتماع الحوار الوطنى، للتشاور بشأن المهدّدات والحلول بخصوص «سد النهضة الأثيوبي»، حيث جاء على لسان «أيمن نور» مؤسس حزب «غد الثورة»، والمسجون السابق في قضية «تزوير» توكيلات تأسيس حزبه في العام 2005، على خلفية مشاركته في انتخابات الرئاسة حيث حكم عليه بالسجن خمس سنوات.والمعروف عنه أنه «فتى أمريكا المدلّل»، حيث يستقوي بها، وهو صاحب الرسالة المشهورة والمثيرة للسخط في الأوساط المصرية، «رسالة لأوباما» حيث يدعوه للتدخّل في الشرق الأوسط، وطالبه خلالها بنشر العدالة في ربوع العالم العربي. وهو أيضا الممنوع والمستبعد من المشاركة في الترشّح لإنتخابات الرئاسة 2012 ، حيث قضت لجنة الانتخابات الرئاسية باستبعاده، بسبب عدم اكماله ست سنوات بعد صدور الحكم عليه لرد الاعتبار، لإدانته بجريمة التزوير.وتركته زوجته المذيعة جميلة إسماعيل في العام 2010، بعد زواج دام 24 عاماً، خرج في رداء الناصح والواعظ، وهو يشكوأثيوبيا ل«مرسي»، على الهواء مباشرةً وعلانية، ويطالبه باتخاذ خطوات فاعله، حتى لايشحتوا الماء ثم يقترح مقترحات لايقترحها الأغبياء والحمقى، إذ يقول: لماذا لانطلق شائعات بأننا نملك طائرات حربية قادرة على ضرب أثيوبيا «كده وكده يعني..!! ثم يطالب «مرسي» بحشر أنف مصر في «غرفة التحكّم والتشغيل بسد النهضة»، جنباً إلى جنب مع الأثيوبيين، في حالة تساقط جميع أوراق الضغط على الحكومة الأثيوبية لإيقاف العمل على إنشاء السد. مع علمه التام بتفاهة المقترحات وسذاجتها.. ولتحمدوا الله يامصريين أن لم يُقبل ترشّحه لانتخابات الرئاسة، وإلا لكان «أغبى رئيس في العالم»، وفي تصوري أنه لايصلح حتى أن يكون عمدة «نبروه » مسقط رأسه. لم يقف «نور» عند هذا الحد من المقترحات التافهه، بل طلب من مرسي زيادة العمل الإستخباراتي في أثيوبيا لضمان أمن ومستقبل مصر من حيث الموارد . ثم يصف موقف السودان من بناء سدّ النهضة الاثيوبي«بالمقرف».. هل هذا هو أسلوب رجل يدّعي أنّه «سياسي»؟! بغض النّظر عن موقف الحكومة السودانية هي الأخرى.. والجابت لينا كلام «المنحرف» نور.. وبغض النّظر عن ضعف دور أجهزتها الرقابية والإعلامية في تناول القضايا التي تمسّ كرامة الدولة. وبغضّ النّظر عن أن المقصود هنا هو أجهزة الدولة، وليس المواطن والشعب، وبغضّ النظر عن رضانا كمواطنين أو عدم رضانا عن الحكومة والتخبّط الذي تغوص فيه، إلا أنّ كلّ مايمسّ كرامة السودان يمسّ السودانيين، وهو شعور طبيعي وردّ فعل عادي أتوقعه من كل من لديه ولو ذرةً من الوطنية. هذه المرّة الإساءةُ لم تأت من الإعلام المصري، ولم تأت من فرد مصري، بل جاء احد قادة الاحزاب المصرية تلك وبحضور الرئيس المصري.. لذلك فليبتلع كلُّ ناصح لسانَه، وكلّ من يحاول تبرير ماجاء في «الحوارغيرالوطني المصري» سأعتبره جباناً ليناً متخاذلاً.. ولماذا ننظر لعلاقة ما بعين الإعتبار، وهم ينظرون إلينا بعين الإحتقار؟! أرسل صوتي مطالباً الحكومة، ممثلةً في رئيس الجمهورية، والنائب الأول علي عثمان محمد طه، ووزير الخارجية علي كرتي، بالتدخّل فوراً لحسم فوضى الفوضى، واستدعاء سفيرها في الخرطوم، ومطالبتهم بالإعتذار فوراً... حتى يفيق الناس من شعارات وأحلام لم ترقَ يوماً لتلامس أرض الواقع، فكفّوا عن الكذب على أنفسكم بأن مصر والسودان امتدادٌ تاريخيٌّ لوطن واحد..!! أخيرا: ü يقال إن إذاعة الحوار الوطني مباشرةً تسبّبت في فصل العديد من موظّفي التلفزيون، وتسبّبت في الحرج لمؤسسة الرئاسة المصرية.. «وحلايب وشلاتين» سودانية..!!