تأخر القرارات المهمة كثيراً ما يفقدنا كوادر مهمة هذه حقيقة ومن هذه القرارات قرار رفع سن التقاعد في الخدمة المدنية الى 65 عاماً بدلاً من 60 عاماً والذي أفقدنا تأخر صدوره مؤخراً كوادر مميزة مثل الأستاذ عمر محجوب مدير الإعلام والعلاقات العامة بوزارة المالية والاقتصاد الوطني ذلك الرجل الطاقة والقدرات والخبرات التي أحيلت للمعاش عندما تعتقت ومكنته خبرته من أن يجعل كل شيء في مجال العلاقات العامة بالوزارة وفي اتحاد العلاقات متطوراً بدرجة مدهشة.. ليحال للتقاعد بتأخر القرار قبل أن ترتب الوزارة البديل الذي يتعلم منه ويستقي من تجربته في تواصل الأجيال المطلوب الذي لا يتحقق بقوة إلا بمد المدة الى السن الجديدة التي بدونها يستعد كثيرون الآن من الركائز القوية التي تدربت وتعتقت للرحيل في وزارات كثيرة قبل أن نستفيد من تجاربهم بإعداد آخرين خلفاء لهم لنخطئ بإحالة أمثال عمر محجوب في المالية والمهندس محمد الشيخ في الزراعة و.. و.. و.. وهم في أوج قدراتهم للعطاء لينضموا الى من يجلسون أمام المنازل في الضحى والعصريات بعد تعطيل حركتهم ورغبتهم في مواصلة العطاء بتصنيفهم من المعاشيين بالرغم من أن العطاء الذي يكون ما بين 60 و65 عاماً يكون مميزاً في سن الحكمة والخبرة والحرص على تسليم الراية لمن يخلفهم.. ومما يحزنني أيضاً أن رجلاً مثل الأستاذ مصطفى وهبي مدير الشؤون الإدارية بالبنك العقاري الرجل الموسوعة الإدارية والنشاط المتجدد والحضور الفاعل في المؤسسة إنه يعيش الآن بين مطرقة اقتراب ميقات تقاعده في الستين عاماً بعد ثلاثة أشهر وبين سندان الانتظار للقرار الذي قيل إنه سيصدر بالتمديد إلى 65 عاماً ولم يصدر بعد رغماً عن أن كثيراً ممن في الوزارات نجدهم فوق الستين ولا يشملهم التقاعد ربما من باب من بيدهم القلم ربما لوجود بعضهم في مطابخ القرار أو من المؤثرين عليه الشيء الذي لا يجعل للدستوريين نهاية في الستين مثلهم مثل الآخرين في الخدمة أو اهتماماً برفع السن المهم ولأهمية رفع سن التقاعد الى 65 عاماً نقول لابد من الإسراع في إصدار القرار من رئاسة الجمهورية للحفاظ على القدرات والكفاءات في الخدمة المدنية في هذه المرحلة المهمة والحساسة من عمر البلاد كما أتمنى أن نحذو حذو الجارة مصر في تعاملنا مع المبدعين الذين يحالون للمعاش في مؤسساتنا الإعلامية والثقافية والذين نعد الأيام لاقترابهم للسن لإبعادهم وننسى أن المبدع لا يشيخ وأن الجارة مصر تحتفي بهم وتحرص عليهم بوسائل وعلائق مختلفة ليبقوا في المؤسسات لمواصلة العطاء تواصلاً للأجيال واستفادة من الخبرات بجانب الطاقات الشبابية. أخيراً أقول للأخ الرئيس بما أنك الذي أصدرت قراراً بالمد لأساتذة الجامعات بقناعة الاستفادة من القدرات والخبرات بمد الأجل فإنّ الخدمة المدنية أحوج للإسراع بقرارك الثاني بمد أجل سن التقاعد الذي تقتضيه التحديات الكثيرة الماثلة التي تحتاج الى الخبرات في كل المواقع والميادين.