(طريق بارا أمدر..الفي القليب موجود, مما قمنا نسمعبو دخانا مرق من عود.. دايرين نسمع قرارو هسع ياريس مقدمو يندفع طراش مارود..) هكذا أشعر شاعر كردفان الوسيلة عبدالرحمن حينما زار الرئيس البشير ولاية شمال كردفان.. وكان تعبير الوسيلة باسم لسان حال أهل الولاية فعبر وأشعر حتى غازله الرئيس بقوله : شاعركم انتهازي..! بيد أن انتهازيته كانت مقبولة للسيد الرئيس لأنها حوت مطالب مشروعة..! ومرت الأيام والسنوات ومايزال طريق بارا محل مطالب ونقاش وتداول .. وهانحن نكتب عنه مرة أخرى .. لأنه الشريان الحيوي الذي تاقت له نفوس قطاع عريض من شعبي كردفان ودارفور , فقد ظل هؤلاء يحلمون به بليل ويتحدثون عنه بالنهار فلم يجتمعوا في مجمع عام أو محفل خاص إلا وكان الطريق حضورا وسيدا للنقاش ولو كان هذا الطريق حزبا لفاز في الإنتخابات بلا منافس ..! نظرا لجماهيره العريضة وقطاعه الواسع .. فقد ظل الناس هناك يجددون مطالبهم يوميا بشأنه وهي تتقلب مابين الرجاء والتمني بشأن إنفاذه كي يوصلهم إلى عاصمتهم الخرطوم , وينقل إليها خدماتهم وبضائعهم.. حتى تساهم في تحسين المستوى المعيشي بالنسبة لمواطني الكلاكلات والحاج يوسف وأمبدة قبل مواطنوا جبرة وأمسيالة والمقنص .. وإضافة إلى ذلك فإنه يتناسق مع حالة التقشف العام التي تعيشها الدولة.. فالإجراءات التقشفية تهدف إلى خفض الإنفاق وتقليل تكاليف المعيشة على المواطنين وكذلك الطريق ..! وانطلاقا من هذه الأهداف كانت المطالب متكررة بشأنه وظل محل كسب برامجي للحكومة وللمعارضة وفي الحالتين هو ضايع..! جمع غفير تنادى من جميع مناحي البلاد تقدمهم المشير سوار الدهب وتكفلت قاعة الشارقة باستضافتهم ليقولوا كلمتهم بشأن طريق بارا أمدرمان وبالفعل تناول جميع المتحدثين الأمر بشيء من الحماس وكان بعضه زائدا ..!! البعض حمل الحكومة مالم تطق ووضع عليها المسؤولية واتهمها بالتقصير !! وآخرين افترضوا سوء النية في الأمر!! وفي خضم ذلك قدم أحد المتحدثين مقترحا طالب فيه مواطني كردفان بالدخول في إضراب عام !! إلا أن آخر قال أن المطلوب ليست الإعتصامات إنما الإستقالات تعبيرا عن الإحتجاج وحينها دخل الأمر (الحوش) وربما (الجيب) وسقطت المقترحات..! خرج الجميع من هناك وفي ذهنهم شيء من حتى إما عن الحكومة أو عن كثرة الهيئات واللجان التي تستخدم مطالب الناس مطية ربما للضغط عن الحكومة لتحقيق أهداف خاصة باعتبار أن الحصاد الجماهيري يمكن كسبه عبر بوابة قضايا الهم العام وللأسف الشديد انتشرت هذه الثقافة عند كثير من الأوساط الكردفانية وأصبحت هموم الناس محل إتجار.!! * لا أحد ينكر أهمية الطريق فهو إنساني في الدرجة الأولى واقتصادي في المرتبة الثانية وتنموي بكل ما تحمله الكلمة من معنى فضلا عن أنه تقشفي.. ولا أحد يرى أن هنالك أسبابا موضوعية تدعو إلى تأخيره حتى أن هناك من يقول أن الأمر لا يكلف الخزانة العامة ولا دولارا واحدا فقط المطلوب إرادة سطحية من وزارة علي محمود لخدمة أهل كردفان وإكرامهم..! * على كل سيبقى الطريق محل نقاش ومطالبة مالم تتجه إرادة الدولة للبت في الأمر بصورة واضحة وإن دعا الأمر لإقامة نفير عام يجمع أهل المال والرأي من أبناء كردفان ودارفور للمساهمة في دفع ما يسمى بشرط الجدية له طالما كان مقترح (البود) مرفوضا وحتى لا يصبح الطريق محل كسب تجاري ونشاط سياسي رخيص للبعض لا بد من وضوح الرؤية فيه ..!! وفي الذاكرة اقتراب موعد الإنتخابات عطفا على الجو العام الذي تعيشه كردفان..!! فهل سيدرك علي محمود هذه التحديات ويكشف عن الأسباب الفعلية لتأخر هذاالطريق أم أن الأمر متروكا لتكهنات المواطنين وتوقعاتهم؟. وسنعود.