تمسك المشير عمر البشير رئيس الجمهورية بتنفيذ اتفاقيات التعاون المشتركة بين دولتي السودان وجنوب السودان جملة واحدة، وقال إننا لن نقبل بتجزئتها مؤكداً أن بترول الجنوب لن يتم تصديره عبر الموانيء السودانية ما لم تنفذ الاتفاقيات ال(90) بين البلدين بنسبة (100%)، وطالب البشير جوبا مجدّداً بالكف عن دعم الحركات المتمردة، وقال خلال مخاطبته أمس الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى القومي للمؤتمر الوطني (ما حا نجيب شهود ولا وثائق للتأكيد على دعم جوبا للتمرد، وسنعرف إذا أوقفت دولة الجنوب الدعم أم لم تفعل)، وزاد: «لدينا الوسائل التي نحصل من خلالها على المعلومات الدقيقة عن كل طلقة وبرميل بترول يقدم للحركات المسلحة.» وقطع البشير بعدم السماح بتصدير برميل نفط واحد عبر بورتسودان ما لم يلتزم الجنوب بتنفيذ الاتفاقيات بنسبة (100%)، وزاد: «كنا نقدم التنازلات قبل الانفصال من أجل الوحدة والسلام، فلم تتحقق الوحدة ولم نجد السلام. وأضاف أن السودان التزم تماماً بعدم دعم وإيواء المعارضة الجنوبية، مشيراً لإخطار ذات المعارضة بعدم السماح لها بممارسة أي عمل عدائي بعد توقيع هذه الاتفاقيات مع جوبا. وأوضح أن حكومة الجنوب اتصلت بالحركات المسلحة الجنوبية وطلبت منهم العودة لبلادهم، بحجة أن السودان ينوي مصادرة أسلحتهم، وعندما وصلوا إلى الحدود بين الدولتين سلموا أسلحتهم للحكومة، وهي تحتفظ بها الآن باعتبارها دليلاً لدعم السودان للمعارضة الجنوبية، وقال إننا التزمنا بما وقعناه معهم، ومساعدتهم لبناء دولتهم، ولكن كان ردهم مزيداً من التآمر. وزاد: «هذه طباع اللئيم»، وشن البشير هجوماً عنيفاً على الجبهة الثورية وحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، والجهات التي تقدم لهم الدعم وتقف خلفهم، واصفاً إياهم بالخونة والمرتزقة والعملاء. وكشف عن مخطط لتفتيت البلاد وضرب النسيج الاجتماعي، وقال إن الصراعات القبلية أكبر مهدد يواجه البلاد، وأضاف أن هناك أيادي وعناصر من داخل هذه القبائل قال إنها مأجورة تعمل على إشعال النيران. وأرجع تلك النزاعات لأسباب وصفها «تافهة» لا ترتقي لمقتل شخص واحد، وأشار إلى أن الصراعات القبلية أصبحت تأكل في الدولة من الداخل، ووجّه أعضاء المؤتمر الوطني بالعمل على إنهاء النزاعات، وقال إننا كحزب مسؤولين مسؤولية تامة عن هذه التفلتات، ويجب أن نعطي هذه القضية أولوية وأسبقية في الفترة القادمة، مطالباً الأعضاء برفع التمام في الاجتماع القادم بإنهاء القتال القبلي في كل مناطق السودان. وأوضح البشير أن التآمر على البلاد ليس بجديد وسيستمر، وقال إن معركتنا مستمرة مع قوى الشر المعادية للسودان، والتي ترى أن العالم يخضع لسياساتها ولأنظمتها ولا تقبل بوجود دولة خارجة عن هذا النظام، وأضاف أننا سنظل خارجين عن سياساتها، ولن نخضع أو نسلّم لها لأننا أصحاب عقيدة ورسالة. وقال إنهم سعوا بكل السبل، من حصار، ودعم للحركات المتمردة، واستغلال الذين كانوا قريبين منّا لإسقاط النظام لكنهم فشلوا، ونقول لهم إن الأمر بيد الله ولو كان بأمر أمريكا لما ذهب الرئيس المصري السابق حسني مبارك وكل حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة، ونحن ظللنا موجودين. وزاد: «حاصرونا بالجنائية وقالوا إن الرئيس ووزير الدفاع مطلوبين للعدالة».. ونتساءل أين هذه العدالة؟، وأكد الرئيس أن عمليات التعبئة والاستنفار مازالت مستمرة، وجدّد تأكيداته بعدم استثناء أي جهة من المشاركة في دستور البلاد القادم، وقال إن التشاور حول الدستور سيظل مستمراً، وسنحاول استيعاب كل القوى السياسية للمشاركة في الدستور إلّا من «أبى» للخروج بوثيقة دائمة تعبّر عن الشعب. وقطع البشير بأن أمر اختيار مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة في الانتخابات القادمة سيحسمه المؤتمر العام للحزب المزمع عقده في العام القادم. وقال إنه لا مجال للحديث حول الأمر في الوقت الحالي، داعياً الأحزاب السياسية إلى الاستعداد من الآن للانتخابات وسخر من خطة ال(100) يوم لإسقاط النظام وقال الجماعة قالوا عندهم خطة لإسقاط النظام، وقالوا ما عندهم مانع من استيعاب الوطني في الحكومة الجديدة عقب زوال هذا النظام، وزاد «هؤلاء يفتكروا اندلاع مظاهرات غداً وأن القوات المسلحة ستنحاز للمظاهرات ويسقط الحزب الحاكم»، نقول لهم «إن الوطني ليس الاتحاد الاشتراكي»، فهو حزب رائد وثبت أن القواعد الحية والنشطة في المجتمع تنتسب للوطني. وأضاف البشير أن حزبه لا يعمل من أجل كسب العملية الانتخابية وإنما لبناء دولة ومجتمع طاهر ونظيف في مختلف القطاعات بما في ذلك القطاع الرياضي والثقافي، وأضاف الفنانون بالبلاد مؤتمر وطني وكذلك اللاعبون. وأردف لابد من وجود وسائل للترويح، وأرجع الرئيس تأجيل انعقاد المؤتمر العام للوطني للعام القادم لربط دورات المؤتمر مع الدورات الانتخابية، وقال لذلك جاء القرار بتمديد الدورة من (4) إلى (5) سنوات. وأضاف أن بعض الصحف كعادة الإعلام أخذت المعلومة من طرفها وقالت إن الوطني يمدد فترة الرئيس إلى (5) أعوام، وأوضح أنهم بصدد مراجعة كاملة للنظام الأساسي للحزب ليكون أكثر فعالية ونشاطاً، وقال إنه سيتم تشكيل لجنة لهذا الغرض، وانتقد الرئيس استمرار دعم الدولة للمحروقات والدقيق والكهرباء، وأكد أن الدعم المباشر وغير المباشر لهذه السلع يصل إلى (14) مليار جنيه بالجديد سنوياً، وقال إن هذا المبلغ يمثل نصف الميزانية العامة للدولة، مبيناً أن هذا الدعم يذهب للأغنياء، وأضاف هذه أموال عامة لا تخرج من جيب الرئيس أو وزير المالية، وأقر البشير بضعف مرتبات العاملين في الدولة، وقال إن الحد الأدنى للأجور غير كافٍ لمتطلبات الأسر، وجدد تأكيداته بعدم التستر على أي شخص يتم اتهامه في قضية فساد. وأشار إلى أن قضايا الفساد في معظمها تجاوزات في اللوائح والقوانين والنظم المالية بسبب ضعف الكادر الحسابي والمالي الموجود في الدولة عقب هجرة الكوادر، وأوضح أن هنالك قضايا لدى النيابات وأخرى تم الفصل فيها، وقال إن الحكومة لا تتدخل في عمل المراجع العام وإنه يتم عرضه مباشرة على الهيئة التشريعية، وأضاف أنني أطلع على التقرير من خلال ما تعكسه وسائل الإعلام، وقلل البشير من تأثير قيام سد النهضة الأثيوبي على البلاد، وقال إن فكرة السد ليست جديدة، مشيراً إلى أن هناك مشاورات حوله منذ البداية بين السودان ومصر وأثيوبيا لتعظيم الإيجابيات ومعالجة السلبيات الناجمة عن قيامه، مبيناً أن السد تم إنشاؤه لأغراض التوليد الكهربائي المائي وليس الزراعة. وأضاف أن الخزان ضخم وتصل سعته حوالي (74) مليار متر مكعب، مشدداً على ضرورة الاستمرار في المشاورات مع أثيوبيا لتقديم المخاوف والملاحظات لتقليل الآثار السالبة من قيامه. وأوضح الرئيس أن السودان لم يستغل حتى الآن حصته كاملة من مياه النيل، وقال إنه لا تزال هنالك (6) مليارات متر مكعب لم تستغل بعد قال إنها تذهب لدولة مصر، وأضاف عندنا دين كبير على الإخوة المصريين، وأردف مصر لديها حساسية تجاه قيام أي سد على النيل، ووصف البشير علاقات البلاد بدول الجوار بالممتازة، لكنه عاد وقال إن علاقتنا بالغرب لا تزال محلك سر، مشيراً إلى أن الغرب ربط التطبيع معه بحل قضية دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وزاد هم من يولعون النار في دارفور ويريدون أن نسمح لمنظماتهم بدخول جنوب كردفان والنيل الأزرق، وجدد تأكيداته بعدم السماح لأي منظمة من دخول هذه المناطق، وزاد أننا نعلم أغراضهم جيداً. من جانبه أكد أبوعلي مجذوب أبوعلي رئيس مجلس الشورى للمؤتمر الوطني أن البلاد تواجه تحدياً كبيراً ومؤامرة دولية، داعياً للارتقاء لمستوى المسؤولية ومواجهة هذه التحديات، مشدداً على ضرورة تكريس الدعم للقوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى، وأكد تأييد حزبه لقرارات الرئيس بإغلاق أنبوب النفط، داعياً دولة الجنوب لأن تكون على قدر المسؤولية تجاه شعبها وشعب السودان ويجب أن لا تكون جارة سوء لتجلب الضرر إليها، وناشد المسؤولين في الدولة وولاة الولايات بمراعاة مصالح المواطنين ومعالجة قضاياهم الأساسية والمعيشية، مشدداً على ضرورة وقف الصرف البذخي الذي قال إنه لا يتناسب مع الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وانتقد أبوعلي ما أسماه مهرجانات الرقص واللعب والسياحة التي تنتظم البلاد وقال «الرقيص الكتير جاب ليكم البلاء»، وأضاف أن هذه الأموال التي تخصص لهذه المهرجانات يجب أن توجه لدعم المجهود الحربي، وأوضح أن كافة القنوات الفضائية مكرسة للغناء والفنانين، وأشار نحن أشبه بالشخص «الجيعان وعايز يأكل آيسكريم»، وقال إننا لن نقبل ولن نوافق على أي شخص لقيادة هذه البلاد سوى المشير عمر البشير رئيس الجمهورية.