جاء في صحيفة الانتباهة أن واشنطن ألغت زيارة د. نافع التي كان مقرراً لها الأيام القادمة، وقال نائب المبعوث الأمريكي للسودان «لاري اندري» إن تعليق الدعوة الموجهة لدكتور نافع، لإجراء مشاورات بواشنطن، جاء عقب قرار الخرطوم تجميد اتفاقيات التعاون مع جوبا.. وقال إنهم أخطروا د. نافع بأنه ما دامت الخرطوم تعلّق تنفيذ الاتفاقيات مع الجنوب، فإننا سنظل نعلّق هذه الدعوة.. سادتي: الجملة الأخيرة تعطي انطباعاً أولياً بأن السودان ود. نافع يتباكيان على أمريكا، ويحلم نافع بزيارتها وبأن هذه الزيارة فيها الحل النهائي لمشاكل السودان مع امريكا وجنوب السودان، أوقل حتى مع اسرائيل.. وما يشكل على «العقل العادي» فهم أن امريكا هي التي قامت بتقديم الدعوة للخرطوم وأنها هي التي قامت بإلغائها.. إذن الخرطوم لم تسعَ لامريكا، ولعل د. نافع أصاب عندما قال إنه لم يتم اخطاره بإلغاء الزيارة، لكن ليس هناك مشكلة إذا ألغت أمريكا الدعوة، فهي من قدمتها وهي من ألغتها.. وظنِّي أن هذا الحدث قد اسقط أقنعة أمريكا التي «برزت في ثياب الواعظينا» عندما وقفت ضدنا مع جنوب السودان، فكيف لأمريكا التي أخرجت ترسانتها الحربية ووجهتها لكل العالم خوفاً على أمنها القومي، ونحن إحدى ضحاياها بدعوى مكافحة الإرهاب، وجنودها في العراق وأفغانستان، ودعمها للمتمردين في السودان، واتهامات سوزان رايس المتكررة للسودان التي تحس ان هذه المرأة «لن تبرد بطنها» أبداً تجاه السودان، يؤكد حرص أمريكا على أمنها، فلماذا ينكرون علينا البحث عن مصالحنا والحفاظ على أمننا؟ خاصةً مع دولة تستعدينا علناً وليس ظنّاً كما فعلت هي.. وظنِّي أن هذه الزيارة ليس فيها خير، إلاّ أننا علمنا نوايا أمريكا قبل الذهاب إليها، وإذاألغت أمريكا الدعوة فيجب أن يرفض السودان قبولها لاحقاً، فهي شر وليس فيها خير يُرجى. بالنسبة لي لقد أراحني القرار، خاصةً وأن النقيب معاش علاء عبدالله، أحد أفراد المحاولة الانقلابية وأصغرهم قد طلب منّي الكتابة، وتحذير نافع من الذهاب لواشنطن، خوفاً عليه من التعرض لبرمجة عصبية، وقال: «إذا ضمن د. نافع أن لا يأكل ولا يشرب و«لا يتنفس» فليذهب لأمريكا».. وإذا كان هذا الحديث صحيحاً أو لا ، فعدم ذهابه أفضل فأجندة الأمريكان معروفة ولن يأتي منها خير، فقد سئمنا جزرتها ولن نهاب عصاها.. وكما يقول المثل «بخيت أصلو سيدو داقُه».