نحن مدعون لتفعيل الغيرة في الشارع السوداني ، لا اقصد هنا الغيرة العاطفية ولا الغيرة القاتلة ، المقصود الغيرة المحفزة للابداع في كل شيء ، لو كنا نغار من العالم المتقدم لما كنا في ذيل قائمة الشعوب في الكثير من مناحي الحياة ، نحن نمتلك طاقات معطلة لكن ، جرثومة الغيرة لدينا تعيش في البيات الشتوي ، امريكا تعد اكبر دولة منتجة ومصدرة للقمح في العالم ، نحن يمكننا التفوق على بلاد العم سام جدا في انتاج المحاصيل الزراعية غير المهجنة وراثيا ونغزو العالم بخيراتنا وقبل كل شيء نشبع بطوننا الجائعة ، الآن العالم يعيش على شفا حفرة من الجوع ونقص وارتفاع المنتجات الزراعية ، هناك 900 مليون نسمة يعانون من الجوع يوميا حول العالم ، اسأل فقط اين الآلآف المؤلفة من مخرجات كليات الزراعة في كافة التخصصات ؟ ، اجزم ان نصف هؤلاء هاجروا على جناح يمامة الى بلاد الاغتراب وأن معظمهم لا يعملون في تخصصاتهم ، الكثير من اشقائنا العرب يغبطون السودان لاننا نمتلك موارد طبيعية ما انزل الله بها من سلطان ، بعضهم يسأل لماذا لا تسثمرون طاقاتكم ومواردكم من اجل رخاء البلد ، في مثل هكذا موقف يجد الانسان نفسه يحتار في الاجابة الشافية وتتقمصه المقولة الشهيرة وقف حمار الشيخ في العقبة ، طيب يا جماعة الخير ده كلام زي اللوز ، اذن الحكاية بحاجة الى اطنان من البصارة من لتفعيل الغيرة التنموية ، ونظيرتها الغيرة الوطنية ، المهم إذا فشلنا في تفعيل نار الغيرة في قلوبنا علينا تشكيل لجان من أجل وضع انتفاضة حقيقة للغيرة على أن يتم ذلك تدريجيا ، وإذا فشلنا في هذا الموضوع أيضا علينا استيراد الخبرات العربية والاجنبية لمساعدتنا ، طبعا فيما يتعلق بالغيرة العاطفية ، لا انصح بتاتا الاعتماد على اصدقائنا الصينيين لأن هؤلاء ، لا يعرفون الغيرة العاطفية وانما شطار في الغيرة التنموية ، الدليل على ذلك أن غيرة العملاق الاصفر جعلته يبني نفسه ، ويحتل صدارة الشركاء الدوليين الفاعلين في حراك الاقتصاد العالمي ، هيمنة الصين على الكثير من المشاريع التنموية والاستثمارية في افريقيا يجعل امريكا تعيش على صفيح ساخن من نيران الغيرة ، نحن نريد أن نكون سادة في الغيرة التنموية ، وقبل كل شيء لا بد أن تكون لدينا غيرة وطنية ، يعني بالمفتشر الغيرة مطلوبة في هذه المرحلة المفصلية من عمر الوطن ، للأسف الحكومة آخر من يفكر في الغيرة الوطنية هناك الكثيرون من صقورها أمثال نافع علي نافع ، أحمد بلال عثمان ، وقطبي المهدي وغيرهم يعيشون على الترهات وتفسير الأحلام والخرابيط اللي مش نافعة ، وهؤلاء يغيرون على مناصبهم فقط ولا غيرها ، وبالنسبة لناس الدكتور حسن الترابي والصادق ومن لف لفهم فإنهم يمتلكون كميات وافرة من الغيرة على الكراسي ، أما أصحابنا في الحركات المسلحة ، فعيني عليهم بارده ، فهم يمتلكون رصيد وافر من الغيرة على إستعراض السلاح والقتل المجاني ، إذن تعالوا نغني للغيرة السودانية الغائبة .