وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    السلطات السعودية تستدعي قائد الدعم السريع    راصد الزلازل الهولندي يحذر مجدداً: زلزال قوي بين 8 و10 مايو    (تاركو) تعلن استعدادها لخدمات المناولة الأرضية بمطار دنقلا والمشاركة في برنامج الإغاثة الإنسانية للبلاد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    أول اعتراف إسرائيلي بشن "هجوم أصفهان"    "الآلاف يفرون من السودان يومياً".. الأمم المتحدة تؤكد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    الفاشر.. هل تعبد الطريق الى جدة؟!!    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    ((كل تأخيرة فيها خير))    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار أخطر ساعة في تاريخ السودان .. !!
نشر في آخر لحظة يوم 27 - 06 - 2013


الحلقة (6)
قصور إداري يؤدي إلى استشهاد عشرات الشماليين بياي على رأسهم الشهيد / الفاضل الشفيع
أجمع الشهود الذين مثلوا أمام لجنة التحقيق على المكانة الرفيعة التي كان يحتلها المرحوم السيد/ الفاضل الشفيع مفتش مركز ياي في نفس كل من عاشره أو عمل معه من الجنوبيين أو الشماليين على حد سواء. وأدانت لجنة التحقيق في تقريرها السلطات بجوبا لعدم اتخاذها الإجراءات السليمة الكافية لإيصال أنباء التمرد للمرحوم السيد/ الفاضل الشفيع لأن ذلك كان سينبني عليه إنقاذ أرواح كثيرة تمت تصفيتها بكل أنواع التقتيل إن كان رمياً بالرصاص بدم بارد أو بالحرق أو الحراب أو النشاب.
لقد استشهد في ياي وحدها اثنان وثلاثون شمالياً وقتل جنوبي واحد، وكان على رأس الشهداء المرحوم/ الفاضل عبد الله الشفيع وزوجته وأبنائه حبيب وصلاح. وامتدت أعمال تصفية الشماليين لتشمل كاجي كاجي ولوكا ولانيا وتمبلي ومريدي وأمادي ومندري ورمبيك وأيبا وقرية جامبو، حتى وصل العدد في محيط مركز ياي إلى سبعة وعشرين شهيداً شمالياً ولم يقتل أي جنوبي في ياي.
في ركن قام أحد السجانة من مريدي بقتل التاجر الشمالي الوحيد هنالك. وذلك بالرغم من المحاولة الجريئة التي بذلها الزعيم سوروكنجي لإنقاذه. لم يقتل جنوبيون والقتلى الشماليون هم:
الاسم- الحرفة (إذا عرفت)
1. عبد العزيز الشيخ
تاجر
2. أحمد الطيب الأمين
تاجر
3. حسن علي جاد الله
تاجر
4. سعيد فضل
تاجر
5. عباس عبد الله (في ركن)
تاجر
6. طفل أحمد الطيب الامين
ياي:
1/ في حوالي الساعة 12 ظهراً من يوم 18 أغسطس سنة 1955م اتصل كبير مفتشي البوليس اليا لوب بناء على تعليمات مدير الاستوائية ونائبه مع ياي باللاسلكي ليخطر مفتش المركز السيد/ الفاضل الشفيع بخصوص التمرد في توريت. وعندما اتصل بياي لم يكن مفتش المركز موجوداً حيث كان ينظر في قضايا المحكمة على مسافة من المركز وقد وعد عامل التلفون اللاسلكي الجنوبي بتوصيل الرسالة لمفتش المركز. كما تحدث كبير مفتشي البوليس مع باشجويشه في ياي الباشجاويش كسانقالوكا وطلب منه أن يراقب رجاله مراقبة تامة وأن يحفظ الأمن والنظام لأن (الاضطراب محصور في الجيش).
2/ لم توصل هذه الرسالة لمفتش المركز. ومن الشهادات التي استمعنا اليها عن سلوك المرحوم السيد/ الفاضل الشفيع والتقدير العظيم الذي كان يجده حتى من الجنوبيين أنفسهم فإننا نشعر بانه لو اتخذت السلطات في جوبا الإجراءات الصائبة لتبليغ هذه الرسالة شخصياً فربما أنقذت أرواح كثيرة.
3/ كان يعسكر بلتون واحد من البلك نمرة 1 من الفرقة الجنوبية في أطراف مدينة ياي على بعد ميل أو ما يقاربه على طريق ياي ? جوبا الرئيسي.
4/ في الساعة 4:45 من مساء يوم 18 أغسطس سنة 1955م ترك خالد أفندي حمد الموظف بالغابات والبمباشي الزين حسن مفتش المركز في منزله بياي بعد أن تناولا معه الغداء وتوجها إلى جوبا ووقفا عند بوابة الطريق (نقطة تفتيش حدود) ينتظران فتحها فلاحظا ضابط تنفيذي مجلس ريفي ياي مايكل أفندي واطا يتحدث إلى عدد كثير من السجانة ورجال البوليس بالقرب من المركز وكان جميعهم مسلحين ولم يفتح لهم شخص البوابة الأمر الذي كان غير عادي. وبعد قليل قاد مايكل واطا عربته نحوهم وعند سؤاله أخبرهم بأنه قد (حدث اضطراب في جوبا وتوريت وإننا لا نريد حدوث مثله هنا). فأمره بأن يذهب ويخبر مفتش المركز. واتجه البمباشي والسيد/ خالد حمد بعربتهما نحو جوبا وعندما اقتربا من معسكر بلتون ياي أطلقت عليهما النار فأصيب سائق العربة ومساعده الجنوبيان اللذان كانا جالسين في الجزء الخلفي من العربة بجراح من أثر الرصاص وكان جرح مساعد السائق مميتاً. واستمرا في قيادة العربة إلى جوبا بأقصى سرعة ممكنة. وفي منعطف لانيا كان الطريق مقفولاً بقطع كبيرة من الأشجار ولكنهما تمكنا من اجتياز هذا الحاجز ولكي يخيف الأهالي الذين حاولوا إيقاف العربة أطلق البمباشي النار فوق رؤوسهم.
5/ وفي نفس الوقت قاد مايكل واطا الضابط التنفيذي لمجلس ريفي ياي بعربته إلى منزل مفتش المركز وأخبره بالاضطراب في جوبا وتوريت. وبعد وصول مايكل واطا بقليل حضر شخص يدعى بابكر محجوب وأخبر الملازم ثاني عصمت بحيري الذي كان موجوداً مع المفتش بأن صوت إطلاق الرصاص يسمع في معسكر الجيش. فخرج مفتش المركز وضابط الجيش ومع كل منهما مسدسه ومايكل واطا وركبوا عربية مايكل وقادوها إلى المركز وعندما وصلوا هنالك وجدوا رجال البوليس والسجانة يحاولون اقتحام مخازن الذخيرة. ويبدو أن مفتش المركز قد نجح أولاً في جعل رجال البوليس والسجانة يصطفون في طابور وابتدأ في تسييرهم تحت تهديد المسدس إلى (الكركون). وفي تلك اللحظة وصل جنود بلتون ياي إلى المركز وابتدأوا في إطلاق النار في الهواء دون تمييز وعندئذ رجع رجال البوليس وأطلقوا النار على الملازم ثاني عصمت ومفتش المركز وقد سحب مايكل واطا نفسه بعيداً. وأطلق جنود البلتون النار ايضاً على جهة المفتش والضابط وأصيب الملازم ثاني عصمت بجروح مميتة. أما المفتش فرغم جراحه تمكن وهو يترنح من دخول المركز ثم أطلق البوليس والجنود النار عليه. وليس معروفاً إذا كان المفتش قد مات متأثراً بجراحه في الداخل. ولكن جثة الضابط قد ألقيت في داخل المركز. ثم أشعلت النار في المركز وحرق.
6/ ثم اتجه رجال البوليس والسجانة والجنود نحو ساحة السوق وطاردوا الشماليين وأطلقوا عليهم النار حيثما اتفق أينما وجدوهم.
7/ وفي صبيحة يوم 19 أطلق الرصاص في ساحة السوق أيضاً وانضم إلى البوليس السجانة والجنود والأهالي المسلحون بالنشاب والأقواس والحراب وبعد أن نهبت كل متاجر الشماليين أشعلت فيها النيران. وقد حاصر الأهالي كثيراً من الشماليين أثناء محاولتهم الهروب إلى الكنغو البلجيكي وقتلوهم ويقال أن أحدهم عبد المجيد أفندي الشفيع عندما حوصر انتحر بإطلاق النار على نفسه من بندقيته الخرطوش.
8/ تولى الإشراف على المدينة مايكل واطا الضابط التنفيذي لمجلس ريفي مركز ياي وفلب يانكاجي سكرتير حزب الأحرار بياي. واتفقا على وجوب إرسال برقيات إلى الحكومة البريطانية والحكومة المصرية وهيئة الأمم المتحدة وحاكم عام السودان وقد ذهب واطا بنفسه ومعه دوكه الذي يعمل سائقاً في شركة حجار وثلاثة من رجال البوليس إلى أبا في الكنغو البلجيكي لإرسال برقية. وقد أعطيت صورة من نفس البرقية لرجلين آخرين من البوليس لإرسالها من يوغنده وكان نص البرقية كالآتي:
"ابتدأت الحرب في جنوب السودان. إني أريد مساعدة في ظرف اثنتي عشر ساعة لإيقاف هذا القتال. كل المتاجر قد حرقت ونهبت البضائع. ابتدأ الناس في نهب بعضهم البعض".
9/ وبمجرد وصول واطا لأبا ألقى مفتش مركز أبا القبض عليه وعلى رجال البوليس الثلاثة ووضعهم تحت الحراسة بعد استلام أسلحتهم. وفي مساء يوم 19 وصل إلى أبا المستر ديوك مفتش مركز مويو بيوغنده (المفتش البريطاني السابق لمركز ياي) وقد تمكن في الصباح من إطلاق سراح ماكيل واطا.
10/ وعند رجوع واطا زُعم بأنه حرض الأهالي لقتل أي شمالي يجدونه. وقد أخذ واطا مكنات الكتابة والمناضد والكراسي والخزينة لحفظها. وكان بالخزينة مبلغ ثمانية ألف جنيه وقد سطا عليها أناس مجهولون وسرقوا ما بها من نقود.
وبعد أيام قليلة ذهب فلب يانكاجي إلى يوغنده لإرسال برقيات أخرى ووصل إلى أروا ومن هناك أخذ بالطائرة إلى قولو (لبحث الموقف مع مفتش المديرية).
11/ وقد لجأ كثير من الشماليين إلى منزل تاجر إغريقي وأخذهم فيما بعد رجال الإرسالية البروتستانتية إلى الكنغو. وقد عرضت السلطات البلجيكية على بعض رعاياها مبلغ عشرة جنيهات عن كل شمالي يحضرونه حياً. ولم تدفن أي جثة من القتلى الشماليين في ياي ولكن فرع جمعية الصليب الأحمر البلجيكي بأبا أرسل بعض العمال الطبيين لتطهير الجثث ودفنها.
12/ قتل جنوبي واحد في ياي واثنان وثلاثون شمالياً. وفيما يلي أسماء القتلى الشماليين في ياي:
الاسم
الحرفة (إذا عرفت)
1. الفاضل عبد الله الشفيع
مفتش المركز
2. زوجة الفاضل عبد الله الشفيع
زوجة المفتش
3. حبيب الفاضل الشفيع
ابن المفتش
4. صلاح الفاضل الشفيع
ابن المفتش
5. مهدي علي المهدي
نائب المأمور
6. عصمت عبد الوهاب البحيري
ملازم ثاني بقوة الدفاع
7. عبد المجيد الشفيع
مفتش الزراعة
8. محمد علي الأمين
خبير زراعي
9. علي البكري الكيلاني
مفتش غابات
10. يوسف محمد آدم
ملاحظ غابات
11. ابن يوسف محمد آدم
12. ابنة يوسف محمد آدم
13. حسن مكي
ملاحظ غابات
14. خليفة علي الحاج
كاتب تبع حجار
15. أحمد المصطفى
سائق عربة
16. يوسف حسون
محاسب
17. علي مختار
تاجر
18. أحمد علي ابراهيم
عامل تبع حجار
19. محمد خير أحمد
ميكانيكي تبع حجار
20. الطيب الأمين
تاجر
21. زوجة علي منصور
22. مركز علي
بناء
23. عبيد عبد الله
تاجر
24. محمد الحسن عبد الوهاب
تاجر
25. الصادق سليمان حشاش
تاجر
26. عبدالقادر الحاج إبراهيم
تاجر
27. الفكي محمد دليل
تاجر
28. عبد الرحمن شريف
تاجر
29. علي اسماعيل
جزار
30. حمد عبد الله
ميكانيكي
31. علي نيل
بناء
32. حسن عبد الله
تاجر
13/ وفي كاجي كاجي وهي قرية صغيرة على حدود يوغنده وصلت الأخبار الأولى عن الاضطرابات للسكان في الساعة 2 مساء في يوم 19 أغسطس وذلك عندما وصل أربعة من رجال البوليس من ياي وسألوا عن باشجاويش البوليس. وبعد أن أطلقوا سراح بعض السجناء من المركز واقتسموا مع الصراف ما كان بالخزينة من مال عرفوا مكان الباشجاويش فأخبروه بأنه يجب قتل السكان الشماليين (ثلاثة تجار وطفلان وامرأة). فرفض الباشجاويش وقال أنه لا يمكن أن يعمل أي شيء ما لم يستلم (أمراً كتابياً من مفتش مركز ياي) وعندما أخبروه بان مفتش مركز ياي نفسه قد قتل ذكر لهم بأنه يجب أن يكون لديه أمر كتابي من ضابط كبير. وقد استطاع الباشجاويش أن يحمي الشماليين حتى المساء حيث تجمع عدد كبير من الأهالي المسلحين بالحراب والنشاب والأقواس وأحاطوا المنزل الذي كان به الشماليون. ولم تنجح الجهود التي بذلها الزعيم تييتي ومستر لزر أحد رجال الإرساليات لتهدئة الأهالي فسطوا على منازل ومتاجر الشماليين. وفي صباح يوم 20 أشعلوا النار في منازلهم وفر الشماليون الست منتشرين على غير هدى. ونجحت امرأة وطفل في الوصول إلى يوغنده بطريقة ما كما أنقذ مستر ديوك مفتش مركز مويو رجلاً آخر بعد أن أصيب بالحراب إصابات شديدة وكذلك بحروق. وأخذ شمالي آخر ظنه الأهالي في الحقيقة قد مات إلى مستشفى بيوغنده بعد يومين.
لوكا ولانيا:
1/ لوكا قرية صغيرة على بعد 65 ميلاً من جوبا تقريباً وتوجد بها محطة غابات بها منشار لقطع الأخشاب. وفي الساعة الخامسة من مساء يوم 18 أغسطس أنذر البمباشي الزين حسن وخالد أفندي حمد عندما أطلق عليهما الرصاص وهم خارجان من ياي مدير المنشار الشمالي المرحوم/ محمود رحمة بأن يجمع الشماليين ويلحق بهما في جوبا. ولكنهم لم يتمكنوا من مغادرة المكان نسبة لأنه لم تكن لديهم وسيلة نقل.
3/ وفي صباح يوم 19 أغسطس وصل رجال من بوليس ياي إلى لوكا. وقد أحاطوا بالشماليين الذين قد تجمعوا حينذاك في منزلين. وأطلق رجال البوليس النار عليهم ثم أشعلوا بعد ذلك النار في المنزلين وكلما شبت النار في حجرة انتقل الشماليون (أكثرهم نساء وأطفال) إلى حجرة أخرى وأخيراً هربوا إلى الغابة. وأطلق الرصاص عليهم وقتل أكثرهم. وبعد ذلك بارح رجال البوليس ولكن الأهالي تتبعوا بعض من نجوا وتفرقوا في الغابة وقد قتلت امرأتان رمياً بالحراب.
3/ وفي محطة تسمى تمبلي على بعد 25 ميلاً من لوكا أحاط الأهالي بمنزل ملاحظ الغابات الشمالي وأحرقوه وعائلته إلى أن ماتوا داخل منزلهم.
4/ وفي منعطف لانيا (تقاطع طرق ياي ? جوبا ? رومبيك) في الساعة الواحدة بعد ظهر يوم 19 أغسطس سنة 1955م وقفت جماعة مكونة من 32 طالباً من مدرسة رومبيك الثانوية وبرفقتهم مدرسان شماليان ومدرس جنوبي أمام حواجز ضخمة سدت الطريق. وكان هؤلاء المدرسون الذين كان يصطحب أحدهم زوجته وأطفاله معه يرافقون الطلبة في رحلة تعليمية لزيارة المديريات الشمالية. وأحاط بهم نحو 250 شخصاً من الأهالي المسلحين بالحراب والأقواس والنشاب. وعندما نزل المدرسان الشماليان من العربات رماهم الأهالي بالحراب إلى أن قتلا وذلك رغماً عن المحاولة الجريئة التي بذلها الطلبة والمدرس الجنوبي لإنقاذهما. ثم هاجم الأهالي ابنة أحد المدرسين السيد/ محمد النذير ورموها بالحراب إلى أن قتلوها ايضاً وأخذت زوجته وطفلته الأخرى كأسيرتين إلى مقر إرسالية على مقربة من مكان الحادث.
5/ لم يقتل أي جنوبي في لوكا أو لانيا وبلغ عدد القتلى الشماليين في لوكا سبعة عشر وفي لانيا ثلاثة وهم:
الاسم
الحرفة (إذا عرفت)
1. محمد عوض الكرمي
ملاحظ غابات
2. الابنة الكبيرة لمحمد عوض الكريم
3. الابنة الصغيرة لمحمد عوض الكريم
4. احمد محمد التوم
ملاحظ غابات
5. اسماعيل عبد الغني
تاجر
6. زوجة اسماعيل عبد الغني
7. فوزية اسماعيل عبد الغني
8. حامد اسماعيل عبد الغني
9. مصطفى اسماعيل عبد الغني
10. جبريل حسن متولي
مخزنجي
11. الله جابو يوسف
صراف
12. محمود رحمة
مدير المنشار
13. حسن محمد عبد الله
14. ابنة حسن محمد عبد الله
15. ابنة حسن محمد عبد الله
16. الحاج يوسف
قيزنجي
17. احمد أبو راس
لانيا:
الاسم
الحرفة (إذا عرفت)
1. محمد النذير
نائب ناظر مدرسة رومبيك الثانوية
2. ابنة محمد النذير
3. محمد أحمد علي
مدرس بمدرسة رومبيك الثانوية
مريدي (والقرى الأخرى في مركز المورو):
1/ في صباح يوم 19 أغسطس سنة 1955م وصلت إلى مريدي إشارة من قومندان البوليس بجوبا معنونة إلى صول البوليس يخبره فيها بالاضطرابات التي حدثت في توريت ويطلب منه أن يستعمل كل ما يمكنه من نفوذ على رجاله ليقوموا بحفظ الأمن. وسلم مفتش المركز الذي كان موجوداً بمكتب البوستة مع الوكيل وشخصين آخرين إشارة إلى صول البوليس وطلب منه أن يمده ببنادق وذخيرة.
2/ وقد تمكن صول البوليس مهليلي نياقو من السيطرة على رجال بوليسه لمدة وجيزة. ورغماً عن وجود حشد كبير من الأهالي المسلحين بالحراب والنشاب والأقواس فقد أفلح في وضع ثلاثة من رجال البوليس ليحرسوا مفتش المركز في مكتب البوستة وليمنعوا حدوث نهب أو أذى في السوق. كما أفلح صول البوليس أيضاً في احضار بنادق وذخيرة للمفتش.
3/ وفي الساعة العاشرة والنصف صباحاً وصل لوري من لواري قوة الدفاع من ياي وبه عدد من الجنود ورجال البوليس الجنوبيين وأخبروا الأهالي بأن القوات الشمالية في جوبا قتلت كل الجنوبيين وأنهم قتلوا مفتش مركز ياي ويبحثون عن مفتش مركز مريدي ليقتلوه أيضاً. وكان معهم الشاويش أبدايا حسن من بوليس ياي. وكان مفتش المركز ورفاقه موجودين بمكتب البوستة فأطلق عليهم جنود ورجال بوليس ياي النار. وهرب رجال البوليس الثلاثة الذين وضعوا للحراسة إلى الكركون واقتحموا ومعهم رجال البوليس الآخرون مخازن الأسلحة والذخيرة وقد كان صول البوليس المخلص عاجزاً تماماً عن إيقافهم وقد أسموه (بخائن قضية الجنوب). وبعد ذلك بقليل توجه الصول (رقي إلى مفتش الآن) إلى أمادي ومندري ليحاول أخذ الشماليين هنالك إلى قريته ليحميهم ولكن وجد أن الشماليين هنالك ومن بينهم مدرس بمندري قد قتلتهم القوات الجنوبية.
4/ وفي نفس الوقت انضم في الساعة 2:30 مساء إلى الجنود ورجال البوليس الذين قدموا من ياي في الصباح/ الجنود الجنوبيون الذين تمردوا في أنزارا ويامبيو ويبلغ عددهم نحو الثمانين وقد كانت لديهم أسلحة وذخيرة كثيرة. وقد اهتدوا في طريقهم وذلك بمعاونة الأهالي إلى معرفة مكان خمسة تجار شماليين في قرية أيبا فقتلوهم. وأطلقت هذه الفرقة النيران على المفتش ورفاقه بمكتب البوستة واستمر إطلاق نيرانهم حتى الساعة 4:30 مساء حيث غادروا المدينة. وفي المساء التجأ المفتش ورفاقه إلى منزل تاجر إغريقي ولكن سرعان ما عرف رجال البوليس والجنود مكانهم وابتدأوا في إطلاق النار عليهم وعندما غادروا منزل التاجر الإغريقي أسروا. وقد أطلق سراح مصري كان معهم بمكتب البوستة. وأخذ مفتش المركز ورفاقه إلى السجن حيث وضعوا في أحد عنابره ووجدوا شخصين شماليين في ذلك العنبر.
5/ وفي مساء يوم 20 أخرج المفتش والخمسة شماليون الآخرون من العنبر إلى حوش السجن. وكان الشاويش أبدايا على رأس عصابة من رجال البوليس والسجانة والجنود المسلحين. وعندها سب الشاويش المفتش ونزع منه جاكتته وقتله رمياً بالرصاص. وقف بقية أفراد العصابة في شكل فرقة ضرب نار وأطلقوا الرصاص على الخمسة شماليين الآخرين وقتلوهم.
6/ وفي يومي 19 و عشرين أغسطس نهبت متاجر ومنازل الشماليين كما طارد الأهالي بعض التجار ورموهم بالحراب إلى أن قتلوهم.
7/ مريدي مقر معهد التربية . وتقع المدرسة ومنازل المدرسين على مسافة تقرب من نصف الميل من المركز وفناء السوق. ومعظم المدرسين شماليون وبينهم قليل من البريطانيين والمصريين. تجمع المدرسون الشماليون في منزلين بينما كان رجال بوليس مريدي والأهالي وجنود قوة دفاع السودان يتباحثون في مصيرهم وبمساعي الطلبة الجنوبيين واثنين من المدرسين البريطانيين وافق رجال البوليس والأهالي وجنود قوة الدفاع على أن يبقوا على حياتهم بشرطين:
(1) أن يسلموا البندقيتين اللتين كانتا لديهم.
(2) أن يمضوا تعهداً (بالأ يتدخلوا في السياسة).
وقد نفذوا هذين الشرطين وأخذ الرجال الشماليون تحت الحراسة إلى سجن البوليس حيث وضعوا في أحد العنابر وتركت النساء في المنزلين بحي المعهد. ولم يمسوا بسوء حتى أنقذتهم القوات الشمالية في الثلاثين من شهر أغسطس سنة 1955م.
8/ وفي نفس الوقت تجمع 38 تاجراً شمالياً ومعهم 33 طفلاً و 19 امرأة في منزل عباس الحاج مهدي وكانت لديهم خمسة بنادق . وفي صباح يوم 21 أغسطس سنة 1955م وفي حوالي الساعة الثالثة صباحاً وبعد أن سمعوا بخبر المفتش تمكنوا من الحصول على لوري وحاولوا الفرار إلى رومبيك ببحر الغزال. وبينما كانوا خارجين من مريدي لحق بهم لوري من لواري قوة دفاع السودان مملوء بالجنود وأطلقوا عليهم النار فردوا بالمثل. وبعد أن فشلت محاولة أخرى لوصولهم رجع اللوري الذي يحمل الجنود تاركين مطاردتهم. وقد وصلت هذه المجموعة إلى رومبيك... نواصل...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.