هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار أخطر ساعة في تاريخ السودان!!
نشر في آخر لحظة يوم 28 - 06 - 2013


الحلقة (6)
قصور إداري يؤدي إلى استشهاد عشرات الشماليين بياي على رأسهم الشهيد / الفاضل الشفيع
أجمع الشهود الذين مثلوا أمام لجنة التحقيق على المكانة الرفيعة التي كان يحتلها المرحوم السيد/ الفاضل الشفيع مفتش مركز ياي في نفس كل من عاشره أو عمل معه من الجنوبيين أو الشماليين على حد سواء. وأدانت لجنة التحقيق في تقريرها السلطات بجوبا لعدم اتخاذها الإجراءات السليمة الكافية لإيصال أنباء التمرد للمرحوم السيد/ الفاضل الشفيع لأن ذلك كان سينبني عليه إنقاذ أرواح كثيرة تمت تصفيتها بكل أنواع التقتيل إن كان رمياً بالرصاص بدم بارد أو بالحرق أو الحراب أو النشاب.
لقد استشهد في ياي وحدها اثنان وثلاثون شمالياً وقتل جنوبي واحد، وكان على رأس الشهداء المرحوم/ الفاضل عبد الله الشفيع وزوجته وأبنائه حبيب وصلاح. وامتدت أعمال تصفية الشماليين لتشمل كاجي كاجي ولوكا ولانيا وتمبلي ومريدي وأمادي ومندري ورمبيك وأيبا وقرية جامبو، حتى وصل العدد في محيط مركز ياي إلى سبعة وعشرين شهيداً شمالياً ولم يقتل أي جنوبي في ياي.
9/ لم يقتل أي جنوبي في مريدي. وقتل من الشماليين 13 في مريدي و3 في أمادي و5 في أيبا و 5 في مندري وواحد بالقرب من قرية الزعيم جامبو وهم:-
الاسم
المكان
الحرفة
1. محمد عمر يعقوب
مريدي
مفتش المركز
2. موسى عبد الغني
مريدي
نائب مأمور
3. محمد سعيد حمدي
مريدي
ملاحظ طرق بالأشغال
4. محمد طيفور
مريدي
وكيل بوستة
5. عبد الله أبو شبكة
مريدي
أخصائي مكنات خياطة
6. الضو ادريس
مريدي
نقاش
7. الصادق موسى
مريدي
نجار
8. صديق سيد أحمد
مريدي
جزار
9. عمر شمعون
مريدي
بناء
10. محمد صالح الكرد
مريدي
مقاول
11. حامد عبد الله
مريدي
مقاول
12. احمد أبو كو
مريدي
سائق عربة
13. ابراهيم محمد سعيد
مريدي
تاجر أبقار برمبيك
14. عبد الرحيم حميدة
أمادي
تاجر
15. الوسيلة الأمين
أمادي
تاجر
16. بشير الأمين
أيبا
طالب
17. النور أحمد عمر
أيبا
تاجر
18. أبو القاسم محمد زين
أيبا
تاجر
19. محمد أحمد عمر فضل الله
أيبا
تاجر
20. عبدالقادر سيد أحمد
أيبا
تاجر
21. عبدالخالق سيد أحمد
أيبا
تاجر
22. عبد الرحمن بلال
مندري
مدرس
23. أبو القاسم محمد أحمد نايل
مندري
تاجر
24. صالح الحاج محمد ابراهيم
مندري
تاجر
25. محمد ابراهيم محمد صالح
مندري
جزار
26. مأمون خميس عبدالله
قرية جامبو
ملاحظ طرق
27. الزين أحمد الخير
مندري
جزار
1/ في حوالي الساعة 12 ظهراً من يوم 18 أغسطس سنة 1955م اتصل كبير مفتشي البوليس اليا لوب بناء على تعليمات مدير الاستوائية ونائبه مع ياي باللاسلكي ليخطر مفتش المركز السيد/ الفاضل الشفيع بخصوص التمرد في توريت. وعندما اتصل بياي لم يكن مفتش المركز موجوداً حيث كان ينظر في قضايا المحكمة على مسافة من المركز وقد وعد عامل التلفون اللاسلكي الجنوبي بتوصيل الرسالة لمفتش المركز. كما تحدث كبير مفتشي البوليس مع باشجويشه في ياي الباشجاويش كسانقالوكا وطلب منه أن يراقب رجاله مراقبة تامة وأن يحفظ الأمن والنظام لأن (الاضطراب محصور في الجيش).
2/ لم توصل هذه الرسالة لمفتش المركز. ومن الشهادات التي استمعنا اليها عن سلوك المرحوم السيد/ الفاضل الشفيع والتقدير العظيم الذي كان يجده حتى من الجنوبيين أنفسهم فإننا نشعر بانه لو اتخذت السلطات في جوبا الإجراءات الصائبة لتبليغ هذه الرسالة شخصياً فربما أنقذت أرواح كثيرة.
3/ كان يعسكر بلتون واحد من البلك نمرة 1 من الفرقة الجنوبية في أطراف مدينة ياي على بعد ميل أو ما يقاربه على طريق ياي جوبا الرئيسي.
4/ في الساعة 4:45 من مساء يوم 18 أغسطس سنة 1955م ترك خالد أفندي حمد الموظف بالغابات والبمباشي الزين حسن مفتش المركز في منزله بياي بعد أن تناولا معه الغداء وتوجها إلى جوبا ووقفا عند بوابة الطريق (نقطة تفتيش حدود) ينتظران فتحها فلاحظا ضابط تنفيذي مجلس ريفي ياي مايكل أفندي واطا يتحدث إلى عدد كثير من السجانة ورجال البوليس بالقرب من المركز وكان جميعهم مسلحين ولم يفتح لهم شخص البوابة الأمر الذي كان غير عادي. وبعد قليل قاد مايكل واطا عربته نحوهم وعند سؤاله أخبرهم بأنه قد (حدث اضطراب في جوبا وتوريت وإننا لا نريد حدوث مثله هنا). فأمره بأن يذهب ويخبر مفتش المركز. واتجه البمباشي والسيد/ خالد حمد بعربتهما نحو جوبا وعندما اقتربا من معسكر بلتون ياي أطلقت عليهما النار فأصيب سائق العربة ومساعده الجنوبيان اللذان كانا جالسين في الجزء الخلفي من العربة بجراح من أثر الرصاص وكان جرح مساعد السائق مميتاً. واستمرا في قيادة العربة إلى جوبا بأقصى سرعة ممكنة. وفي منعطف لانيا كان الطريق مقفولاً بقطع كبيرة من الأشجار ولكنهما تمكنا من اجتياز هذا الحاجز ولكي يخيف الأهالي الذين حاولوا إيقاف العربة أطلق البمباشي النار فوق رؤوسهم.
5/ وفي نفس الوقت قاد مايكل واطا الضابط التنفيذي لمجلس ريفي ياي بعربته إلى منزل مفتش المركز وأخبره بالاضطراب في جوبا وتوريت. وبعد وصول مايكل واطا بقليل حضر شخص يدعى بابكر محجوب وأخبر الملازم ثاني عصمت بحيري الذي كان موجوداً مع المفتش بأن صوت إطلاق الرصاص يسمع في معسكر الجيش. فخرج مفتش المركز وضابط الجيش ومع كل منهما مسدسه ومايكل واطا وركبوا عربية مايكل وقادوها إلى المركز وعندما وصلوا هنالك وجدوا رجال البوليس والسجانة يحاولون اقتحام مخازن الذخيرة. ويبدو أن مفتش المركز قد نجح أولاً في جعل رجال البوليس والسجانة يصطفون في طابور وابتدأ في تسييرهم تحت تهديد المسدس إلى (الكركون). وفي تلك اللحظة وصل جنود بلتون ياي إلى المركز وابتدأوا في إطلاق النار في الهواء دون تمييز وعندئذ رجع رجال البوليس وأطلقوا النار على الملازم ثاني عصمت ومفتش المركز وقد سحب مايكل واطا نفسه بعيداً. وأطلق جنود البلتون النار ايضاً على جهة المفتش والضابط وأصيب الملازم ثاني عصمت بجروح مميتة. أما المفتش فرغم جراحه تمكن وهو يترنح من دخول المركز ثم أطلق البوليس والجنود النار عليه. وليس معروفاً إذا كان المفتش قد مات متأثراً بجراحه في الداخل. ولكن جثة الضابط قد ألقيت في داخل المركز. ثم أشعلت النار في المركز وحرق.
6/ ثم اتجه رجال البوليس والسجانة والجنود نحو ساحة السوق وطاردوا الشماليين وأطلقوا عليهم النار حيثما اتفق أينما وجدوهم.
7/ وفي صبيحة يوم 19 أطلق الرصاص في ساحة السوق أيضاً وانضم إلى البوليس السجانة والجنود والأهالي المسلحون بالنشاب والأقواس والحراب وبعد أن نهبت كل متاجر الشماليين أشعلت فيها النيران. وقد حاصر الأهالي كثيراً من الشماليين أثناء محاولتهم الهروب إلى الكنغو البلجيكي وقتلوهم ويقال أن أحدهم عبد المجيد أفندي الشفيع عندما حوصر انتحر بإطلاق النار على نفسه من بندقيته الخرطوش.
8/ تولى الإشراف على المدينة مايكل واطا الضابط التنفيذي لمجلس ريفي مركز ياي وفلب يانكاجي سكرتير حزب الأحرار بياي. واتفقا على وجوب إرسال برقيات إلى الحكومة البريطانية والحكومة المصرية وهيئة الأمم المتحدة وحاكم عام السودان وقد ذهب واطا بنفسه ومعه دوكه الذي يعمل سائقاً في شركة حجار وثلاثة من رجال البوليس إلى أبا في الكنغو البلجيكي لإرسال برقية. وقد أعطيت صورة من نفس البرقية لرجلين آخرين من البوليس لإرسالها من يوغنده وكان نص البرقية كالآتي:
ابتدأت الحرب في جنوب السودان. إني أريد مساعدة في ظرف اثنتي عشر ساعة لإيقاف هذا القتال. كل المتاجر قد حرقت ونهبت البضائع. ابتدأ الناس في نهب بعضهم البعض.
9/ وبمجرد وصول واطا لأبا ألقى مفتش مركز أبا القبض عليه وعلى رجال البوليس الثلاثة ووضعهم تحت الحراسة بعد استلام أسلحتهم. وفي مساء يوم 19 وصل إلى أبا المستر ديوك مفتش مركز مويو بيوغنده (المفتش البريطاني السابق لمركز ياي) وقد تمكن في الصباح من إطلاق سراح ماكيل واطا.
10/ وعند رجوع واطا زُعم بأنه حرض الأهالي لقتل أي شمالي يجدونه. وقد أخذ واطا مكنات الكتابة والمناضد والكراسي والخزينة لحفظها. وكان بالخزينة مبلغ ثمانية ألف جنيه وقد سطا عليها أناس مجهولون وسرقوا ما بها من نقود.
وبعد أيام قليلة ذهب فلب يانكاجي إلى يوغنده لإرسال برقيات أخرى ووصل إلى أروا ومن هناك أخذ بالطائرة إلى قولو (لبحث الموقف مع مفتش المديرية).
11/ وقد لجأ كثير من الشماليين إلى منزل تاجر إغريقي وأخذهم فيما بعد رجال الإرسالية البروتستانتية إلى الكنغو. وقد عرضت السلطات البلجيكية على بعض رعاياها مبلغ عشرة جنيهات عن كل شمالي يحضرونه حياً. ولم تدفن أي جثة من القتلى الشماليين في ياي ولكن فرع جمعية الصليب الأحمر البلجيكي بأبا أرسل بعض العمال الطبيين لتطهير الجثث ودفنها.
12/ قتل جنوبي واحد في ياي واثنان وثلاثون شمالياً.
13/ وفي كاجي كاجي وهي قرية صغيرة على حدود يوغنده وصلت الأخبار الأولى عن الاضطرابات للسكان في الساعة 2 مساء في يوم 19 أغسطس وذلك عندما وصل أربعة من رجال البوليس من ياي وسألوا عن باشجاويش البوليس. وبعد أن أطلقوا سراح بعض السجناء من المركز واقتسموا مع الصراف ما كان بالخزينة من مال عرفوا مكان الباشجاويش فأخبروه بأنه يجب قتل السكان الشماليين (ثلاثة تجار وطفلان وامرأة). فرفض الباشجاويش وقال أنه لا يمكن أن يعمل أي شيء ما لم يستلم (أمراً كتابياً من مفتش مركز ياي) وعندما أخبروه بان مفتش مركز ياي نفسه قد قتل ذكر لهم بأنه يجب أن يكون لديه أمر كتابي من ضابط كبير. وقد استطاع الباشجاويش أن يحمي الشماليين حتى المساء حيث تجمع عدد كبير من الأهالي المسلحين بالحراب والنشاب والأقواس وأحاطوا المنزل الذي كان به الشماليون. ولم تنجح الجهود التي بذلها الزعيم تييتي ومستر لزر أحد رجال الإرساليات لتهدئة الأهالي فسطوا على منازل ومتاجر الشماليين. وفي صباح يوم 20 أشعلوا النار في منازلهم وفر الشماليون الست منتشرين على غير هدى. ونجحت امرأة وطفل في الوصول إلى يوغنده بطريقة ما كما أنقذ مستر ديوك مفتش مركز مويو رجلاً آخر بعد أن أصيب بالحراب إصابات شديدة وكذلك بحروق. وأخذ شمالي آخر ظنه الأهالي في الحقيقة قد مات إلى مستشفى بيوغنده بعد يومين.
لوكا ولانيا:
1/ لوكا قرية صغيرة على بعد 65 ميلاً من جوبا تقريباً وتوجد بها محطة غابات بها منشار لقطع الأخشاب. وفي الساعة الخامسة من مساء يوم 18 أغسطس أنذر البمباشي الزين حسن وخالد أفندي حمد عندما أطلق عليهما الرصاص وهم خارجان من ياي مدير المنشار الشمالي المرحوم/ محمود رحمة بأن يجمع الشماليين ويلحق بهما في جوبا. ولكنهم لم يتمكنوا من مغادرة المكان نسبة لأنه لم تكن لديهم وسيلة نقل.
3/ وفي صباح يوم 19 أغسطس وصل رجال من بوليس ياي إلى لوكا. وقد أحاطوا بالشماليين الذين قد تجمعوا حينذاك في منزلين. وأطلق رجال البوليس النار عليهم ثم أشعلوا بعد ذلك النار في المنزلين وكلما شبت النار في حجرة انتقل الشماليون (أكثرهم نساء وأطفال) إلى حجرة أخرى وأخيراً هربوا إلى الغابة. وأطلق الرصاص عليهم وقتل أكثرهم. وبعد ذلك بارح رجال البوليس ولكن الأهالي تتبعوا بعض من نجوا وتفرقوا في الغابة وقد قتلت امرأتان رمياً بالحراب.
3/ وفي محطة تسمى تمبلي على بعد 25 ميلاً من لوكا أحاط الأهالي بمنزل ملاحظ الغابات الشمالي وأحرقوه وعائلته إلى أن ماتوا داخل منزلهم.
4/ وفي منعطف لانيا (تقاطع طرق ياي «جوبا» رومبيك) في الساعة الواحدة بعد ظهر يوم 19 أغسطس سنة 1955م وقفت جماعة مكونة من 32 طالباً من مدرسة رومبيك الثانوية وبرفقتهم مدرسان شماليان ومدرس جنوبي أمام حواجز ضخمة سدت الطريق. وكان هؤلاء المدرسون الذين كان يصطحب أحدهم زوجته وأطفاله معه يرافقون الطلبة في رحلة تعليمية لزيارة المديريات الشمالية. وأحاط بهم نحو 250 شخصاً من الأهالي المسلحين بالحراب والأقواس والنشاب. وعندما نزل المدرسان الشماليان من العربات رماهم الأهالي بالحراب إلى أن قتلا وذلك رغماً عن المحاولة الجريئة التي بذلها الطلبة والمدرس الجنوبي لإنقاذهما. ثم هاجم الأهالي ابنة أحد المدرسين السيد/ محمد النذير ورموها بالحراب إلى أن قتلوها ايضاً وأخذت زوجته وطفلته الأخرى كأسيرتين إلى مقر إرسالية على مقربة من مكان الحادث.
5/ لم يقتل أي جنوبي في لوكا أو لانيا وبلغ عدد القتلى الشماليين في لوكا سبعة عشر وفي لانيا ثلاثة وهم:
الاسم
الحرفة (إذا عرفت)
1. محمد عوض الكرمي-ملاحظ غابات
2. الابنة الكبيرة لمحمد عوض الكريم
3. الابنة الصغيرة لمحمد عوض الكريم
4. احمد محمد التوم-ملاحظ غابات
5. اسماعيل عبد الغني-تاجر
6. زوجة اسماعيل عبد الغني
7. فوزية اسماعيل عبد الغني
8. حامد اسماعيل عبد الغني
9. مصطفى اسماعيل عبد الغني
10. جبريل حسن متولي-مخزنجي
11. الله جابو يوسف-صراف
12. محمود رحمة-مدير المنشار
13. حسن محمد عبد الله
14. ابنة حسن محمد عبد الله
15. ابنة حسن محمد عبد الله
16. الحاج يوسف
قيزنجي
17. احمد أبو راس
لانيا:الاسم-الحرفة (إذا عرفت)
1. محمد النذير-نائب ناظر مدرسة رومبيك الثانوية
2. ابنة محمد النذير
3. محمد أحمد علي-مدرس بمدرسة رومبيك الثانوية
مريدي (والقرى الأخرى في مركز المورو):
1/ في صباح يوم 19 أغسطس سنة 1955م وصلت إلى مريدي إشارة من قومندان البوليس بجوبا معنونة إلى صول البوليس يخبره فيها بالاضطرابات التي حدثت في توريت ويطلب منه أن يستعمل كل ما يمكنه من نفوذ على رجاله ليقوموا بحفظ الأمن. وسلم مفتش المركز الذي كان موجوداً بمكتب البوستة مع الوكيل وشخصين آخرين إشارة إلى صول البوليس وطلب منه أن يمده ببنادق وذخيرة.
2/ وقد تمكن صول البوليس مهليلي نياقو من السيطرة على رجال بوليسه لمدة وجيزة. ورغماً عن وجود حشد كبير من الأهالي المسلحين بالحراب والنشاب والأقواس فقد أفلح في وضع ثلاثة من رجال البوليس ليحرسوا مفتش المركز في مكتب البوستة وليمنعوا حدوث نهب أو أذى في السوق. كما أفلح صول البوليس أيضاً في احضار بنادق وذخيرة للمفتش.
3/ وفي الساعة العاشرة والنصف صباحاً وصل لوري من لواري قوة الدفاع من ياي وبه عدد من الجنود ورجال البوليس الجنوبيين وأخبروا الأهالي بأن القوات الشمالية في جوبا قتلت كل الجنوبيين وأنهم قتلوا مفتش مركز ياي ويبحثون عن مفتش مركز مريدي ليقتلوه أيضاً. وكان معهم الشاويش أبدايا حسن من بوليس ياي. وكان مفتش المركز ورفاقه موجودين بمكتب البوستة فأطلق عليهم جنود ورجال بوليس ياي النار. وهرب رجال البوليس الثلاثة الذين وضعوا للحراسة إلى الكركون واقتحموا ومعهم رجال البوليس الآخرون مخازن الأسلحة والذخيرة وقد كان صول البوليس المخلص عاجزاً تماماً عن إيقافهم وقد أسموه (بخائن قضية الجنوب). وبعد ذلك بقليل توجه الصول (رقي إلى مفتش الآن) إلى أمادي ومندري ليحاول أخذ الشماليين هنالك إلى قريته ليحميهم ولكن وجد أن الشماليين هنالك ومن بينهم مدرس بمندري قد قتلتهم القوات الجنوبية.
4/ وفي نفس الوقت انضم في الساعة 2:30 مساء إلى الجنود ورجال البوليس الذين قدموا من ياي في الصباح/ الجنود الجنوبيون الذين تمردوا في أنزارا ويامبيو ويبلغ عددهم نحو الثمانين وقد كانت لديهم أسلحة وذخيرة كثيرة. وقد اهتدوا في طريقهم وذلك بمعاونة الأهالي إلى معرفة مكان خمسة تجار شماليين في قرية أيبا فقتلوهم. وأطلقت هذه الفرقة النيران على المفتش ورفاقه بمكتب البوستة واستمر إطلاق نيرانهم حتى الساعة30:4 مساء حيث غادروا المدينة. وفي المساء التجأ المفتش ورفاقه إلى منزل تاجر إغريقي ولكن سرعان ما عرف رجال البوليس والجنود مكانهم وابتدأوا في إطلاق النار عليهم وعندما غادروا منزل التاجر الإغريقي أسروا. وقد أطلق سراح مصري كان معهم بمكتب البوستة. وأخذ مفتش المركز ورفاقه إلى السجن حيث وضعوا في أحد عنابره ووجدوا شخصين شماليين في ذلك العنبر.
5/ وفي مساء يوم 20 أخرج المفتش والخمسة شماليون الآخرون من العنبر إلى حوش السجن. وكان الشاويش أبدايا على رأس عصابة من رجال البوليس والسجانة والجنود المسلحين. وعندها سب الشاويش المفتش ونزع منه جاكتته وقتله رمياً بالرصاص. وقف بقية أفراد العصابة في شكل فرقة ضرب نار وأطلقوا الرصاص على الخمسة شماليين الآخرين وقتلوهم.
6/ وفي يومي 19 و عشرين أغسطس نهبت متاجر ومنازل الشماليين كما طارد الأهالي بعض التجار ورموهم بالحراب إلى أن قتلوهم.
7/ مريدي مقر معهد التربية . وتقع المدرسة ومنازل المدرسين على مسافة تقرب من نصف الميل من المركز وفناء السوق. ومعظم المدرسين شماليون وبينهم قليل من البريطانيين والمصريين. تجمع المدرسون الشماليون في منزلين بينما كان رجال بوليس مريدي والأهالي وجنود قوة دفاع السودان يتباحثون في مصيرهم وبمساعي الطلبة الجنوبيين واثنين من المدرسين البريطانيين وافق رجال البوليس والأهالي وجنود قوة الدفاع على أن يبقوا على حياتهم بشرطين:
(1) أن يسلموا البندقيتين اللتين كانتا لديهم.
(2) أن يمضوا تعهداً (بالأ يتدخلوا في السياسة).
وقد نفذوا هذين الشرطين وأخذ الرجال الشماليون تحت الحراسة إلى سجن البوليس حيث وضعوا في أحد العنابر وتركت النساء في المنزلين بحي المعهد. ولم يمسوا بسوء حتى أنقذتهم القوات الشمالية في الثلاثين من شهر أغسطس سنة 1955م.
8/ وفي نفس الوقت تجمع 38 تاجراً شمالياً ومعهم 33 طفلاً و 19 امرأة في منزل عباس الحاج مهدي وكانت لديهم خمسة بنادق . وفي صباح يوم 21 أغسطس سنة 1955م وفي حوالي الساعة الثالثة صباحاً وبعد أن سمعوا بخبر المفتش تمكنوا من الحصول على لوري وحاولوا الفرار إلى رومبيك ببحر الغزال. وبينما كانوا خارجين من مريدي لحق بهم لوري من لواري قوة دفاع السودان مملوء بالجنود وأطلقوا عليهم النار فردوا بالمثل. وبعد أن فشلت محاولة أخرى لوصولهم رجع اللوري الذي يحمل الجنود تاركين مطاردتهم. وقد وصلت هذه المجموعة إلى رومبيك.
9/ لم يقتل أي جنوبي في مريدي. وقتل من الشماليين 13 في مريدي و3 في أمادي و5 في أيبا و 5 في مندري وواحد بالقرب من قرية الزعيم جامبو وهم:-


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.