الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    العطا في استقبال كباشي .. بعد زيارة لدولة جنوب السودان    الرئيس التركي "اردوغان" يستقبل رئيس مجلس السيادة "البرهان" بأنقرة    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    الأحمر يتدرب بجدية وابراهومة يركز على التهديف    عملية منظار لكردمان وإصابة لجبريل    بيانٌ من الاتحاد السودانى لكرة القدم    الكتلة الديمقراطية تقبل عضوية تنظيمات جديدة    ردًا على "تهديدات" غربية لموسكو.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية    لحظة فارقة    «غوغل» توقف تطبيق بودكاستس 23 يونيو    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار أخطر ساعة في تاريخ السودان!!
نشر في آخر لحظة يوم 14 - 07 - 2013


الحلقة (8)
نقطة دم واحدة لم تراق من الجانبين بمدينة واو!!
الشاويش أكج ينقذ حياة القائمقام عروة ويقف أمام بندقية الأمباشي بول الذي استهدف حياة عروة!!
بالرغم من أن كل الاحتمالات كانت واردة لإنفجار الأوضاع بواو خاصة وأن الوثائق التي عُثر عليها مع قائد المؤامرة وكيل بلك أمين سترلينو أبويو بتوريت كانت تشير إلى ضلوع (باشجاويشية) واو ضمن أسماء المتآمرين، إلا أن شخصاً واحداً لم يقتل بها إن كان شمالياً أو جنوبياً بل قام الشاويش أكج بالوقوف في وجه الأمباشي بول عندما صوب بندقيته قاصداً قتل القائمقام محمد أحمد عروة أثناء حديثه لجنود البلك محاولاً تطمينهم وتبيان الحقائق لهم.
إن التاريخ يكتب للملازم ثاني أمين نمر بأنه كان ضابطاً استثنائياً وقام بأدوار بطولية ساعدت على حفظ الأمن والاستقرار ويكفي أنه قاد بلتونان من القوات الجنوبية ليلة 21 أغسطس وتوجه بهما إلى رومبيك والاضطرابات في ذروتها وذلك بغرض وقف حقن الدماء وتقتيل الشماليين هناك.
كما أن ما قام به كل من السادة سانتينو دنج وفلمون ماجوك وقوردن مورتات والشاويش أكج وهاشم عز العرب يسجله لهم التاريخ كسودانيين آمنوا بالسلم والديمقراطية سبيلاً لحل قضية وطنهم.
ج/ مديرية بحر الغزال:
واو:
1/ بعد العثور على وثائق المؤامرة مع وكيل البلك أمين سترلينو أبويو بتوريت وجدت أسماء باشجاويشية واو ضمن أسماء المتآمرين. فاستدعى مدير بحر الغزال من الإجازة كما أرسل قائد بلك واو السابق القائمقام عروة بك بعد أن نقل وذلك لأنه قضى بواو مدة طويلة وعرف الجنود أكثر من خلفه، ووصلا إلى واو في اليوم التاسع من شهر أغسطس سنة 1955م. وبعد يومين من وصولهما أرسل الباشجاويش صمويل إلى جوبا محروساً (دون أن يعرف ذلك) بالأمباشي بول وثلاثة من الجنود وذلك ليتمكن القائمقام عروة من إجراء تحرياته مع الجنود دون أن يكون للباشجاويش أثر عليهم وليعرف مدى المؤامرة.
2/ وفي مساء يوم 18 أغسطس تسلم المدير السيد/ داود عبداللطيف برقية من وزارة الداخلية بالخرطوم تخبره بالتمرد في توريت ويطلب منه فيها أن يرسل تقريراً عن الأحوال في بحر الغزال. فرد المدير بأن الحالة (حتى الآن هادئة) وتتكون حامية واو من 276 جندياً ثلثاهم من قبائل الاستوائية والثلث الآخر من الدينكا. وأكبر صف الضباط الجنوبيين رتبة هو الشاويش أكج. وعندما وصلت أخبار التمرد لواو اتصل القائمقام عروة بك بالشاويش أكج لمعرفة رد فعله على احتمال إنزال قوات شمالية. فأكد له الشاويش الدينكاوي بان الجنود الدينكا سيظلون مخلصين للحكومة وسوف يسمحون للقوات الشمالية بالنزول في المطار ولكنه لا يستطيع أن يضمن ولاء الجنود غير الدينكا. وبعد التشاور مع المدير تقرر أن يطلب من الخرطوم إرسال قوات شمالية. وطوال أيام 19و 20و 21 أغسطس أرسلت عدة برقيات في هذا الصدد إلى وزارة الدفاع بالخرطوم. وزيادة على ذلك طلب المدير أن يرسل السيد/ سانتينو دنق الوزير وعضو مجلس النواب إلى واو وذلك لتطمين الجنود والمدنيين. وقد أجابت الخرطوم بأن موضوع إرسال الجنود الشماليين (سينظر فيه).
3/ وفي صباح يوم 19 أغسطس عرف الناس في واو بأمر التمرد في توريت ولكن بالرغم من شعور القلق الذي ساد الجنود والسكان فلم يحدث شيء ذو أثر حتى المساء حيث ابتدأ الشماليون الذين جلوا عن يامبيو وأنزارا صباح نفس اليوم في الوصول إلى واو ناشرين تفاصيل الاضطرابات في الاستوائية. ومن بين اللاجئين الذين وصلوا ثلاثة سنشير اليهم باستمرار وقد لعبوا دوراً هاماً في الحوادث التي سنسردها فيما يلي. وأولهم ضابط دينكاوي اسمه نيانق ديو برتبة ملازم ثاني في قوة دفاع السودان وكان بمنطقة الزاندي والثاني الأمباشي بول الذي أرسله القائمقام عروة كحارس لباشجاويش واو المتهم الذي أرسل إلى جوبا في يوم 11 أغسطس وذلك ليراقبه إذا حاول الفرار. والأمباشي دينكاوي وجندي موثوق به تماماً وكان يعرف الغرض الحقيقي لإرسال الباشجاويش لجوبا. أما الثالث فهو الضابط الشمالي الملازم ثاني أمين نمر الذي كان مع بلاتون أنزارا والذي حضر الحوادث في ثكنات أنزارا في صباح يوم 19. وبعد مقتل البمباشي حسن محمود اختفى ثم عاد بعد مدة وجيزة وحمل جثة قائده وقاد العربة إلى واو.
4/ في صباح يووم 20 أغسطس جمع القائمقام عروة جميع جنود البلك وحاول تطمينهم وإدخال الثقة في نفوسهم. وأثناء مخاطبته إياهم صوب الأمباشي بول الذي كان موضع ثقته قبل ذلك بندقيته على القائد وحاول إطلاقها ولكن الشاويش أكج وقف بينهما بسرعة ومنع بول من إطلاق النار. وعند سؤال بول (بعد أن هدأ) عن سبب محاولته هذه أجاب بأنه يريد الانتقام لأن الشماليين اطلقوا الرصاص وقتلوا أخوانه بجوبا. وطلب الملازم ثاني نيانق ديو من القائمقام عروة بلتوناً ليذهب (ويعمل استحكامات دفاعية في معدية بسري ليمنع المتمردين بالاستوائية من الوصول إلى واو لاحداث اضطراب). وقد وافق عروة بك رغم أنه لم يكن يرى أن هذا إجراء صائب وأمر بأن تفتح مخازن الذخيرة والسلاح وأن توزع الأسلحة. وما كادت المخازن تفتح حتى هاجم عليها جميع أفراد البلك واستولوا على البنادق. وقد أمر القائمقام عروة بك ومساعده البمباشي كرار الجنود بإرجاع الأسلحة ولكنهما لم يطاعا. وأخيراً فرز رجال البلتون الذي خصص للذهاب مع الملازم ثاني نيانق وتحركوا إلى بسري ما بين الساعة 10:30 و 11:00 صباحاً.
5/ في الساعة 11 صباحاً أو بعدها بقليل وصل إلى واو من الخرطوم عن طريق الجو السيد / سانتينو دنج عضو مجلس النواب ووزير المخازن والمهمات والسيد/ فلمن ماجوك عضو مجلس النواب. وعندما أخبروهم بما حدث في ثكنات الجيش في قرنتي تمكن السيد سانتينو دنج والشاويش أكج من تهدئة الجنود. وأرجع كل الجنود الأسلحة التي أخذوها في الصباح دون أمر إلى اماكنها ما عدا تسعة عشر جندياً.
6/ لقد ذكر في الفقرة نمرة 3 أعلاه بأن الملازم ثاني نيانق ديو قد شاهد بعض الحوادث في أنزارا صباح يوم 19 وبينما كان هو والامباشي بول وآخرون قليلون من الدينكا هاربين بعربة إلى واو مروا بعربة أخرى بها الملازم ثاني أمين نمر وشماليون آخرون فأطلق الملازم ثاني نيانق ورفاقه النار على العربة وركابها.
وعندما وصل الملازم ثاني أمين نمر إلى واو في يوم 20 أبلغ هذا الحادث للمدير وعروة بك. ويذكر القارئ أن الملازم ثاني نمر كان في أنزارا مع الملازم ثاني نيانق عندما قتل البمباشي حسن محمود، وقد ذكر الملازم ثاني نمر الآتي:
أ. أنه ظن أن الرصاصة التي أصابت البمباشي كانت رصاصة مسدس (أو يمكن أن تكون رصاصة من مدفع استن) وبما أن الملازم ثاني نيانق كان الضابط الوحيد الذي يحمل مسدساً فانه استنتج بأن نيانق هو الذي قتل البمباشي.
ب. أنه عندما أطلق الملازم ثاني نيانق الرصاصة على عربته في طريق واو فإنه فعل ذلك وهو يعرف جيداً شخصيته (شخصية الملازم ثاني نمر).
ولم يغير الملازم ثاني نمر الذي أدلى بشهادته أمام اللجنة رأيه المذكور أعلاه. وقد اعترف الملازم ثاني نيانق بما ورد في (ب) أعلاه ولكنه أدعى انه فعل ذلك لأنه كان يعتقد بأن الملازم ثاني نمر ورفاقه متمردون جنوبيون من يامبيو وأنزارا ذاهبون ليبدأوا اضطراباً في واو. أما فيما يختص بما جاء في (أ) أعلاه قال نيانق أن الدنيا كانت مظلمة عندما قتل البمباشي وكان هنالك اضطراب ولذلك فإن الملازم ثاني ربما أخطأ. (تفيد التقارير بأنه ألقى القبض حديثاً على متهم بهذا القتل). وعلى العموم فإنه نسبة لسلوك الملازم ثاني نيانق فيما بعد فإن تفسيره لما جاء في (ب) ربما يكون صادقاً.
7/ عندما حانت الساعة 30:11 من مساء يوم 20 أغسطس سنة 1955 كان معلوماً لدى أفراد البلك الجنوبي بأن القوات الشمالية قد طلبت كما كان يعرف ذلك رجال البوليس والسجانة. نتج عن هذه الحقيقة أن اشتد توتر الحالة بينهم وازداد استفزازهم لأنهم كانوا يعتقدون بأن القوات الشمالية آتية لقتلهم وهرب كثير من الجنود. وفي مساء يوم 20 أغسطس ابتدأ القلق يستولي على رجال قوة بوليس واو أيضاً فطالبوا كبير مفتشي البوليس قوردن أفندي مورتات بأن يسلم مفتش البوليس الشمالي هاشم أفندي عز العرب مفاتيح مخازن الذخيرة إلى ماكو فزال أحد صف الضباط الجنوبيين ولكي يرضى رجال البوليس وافق كبير مفتشي البوليس وهو عديم الحيلة على طلبهم وسلمت المفاتيح. وفي المساء عاد الملازم ثاني نيانج من بسري فجأة إلى واو وشوهد وهو يتكلم مع السجانة ورجال البوليس. وطلب مفتش رومبيك في المساء من المدير إرسال بعض القوات لأن الحالة هنالك صارت خطيرة لأن حوادث القتل في لانيا أصبحت معروفة من بعض طلبة مدرسة رومبيك الثانوية الذين عادوا من هنالك وشاهدوا قتل المدرسين. وعندما أمر بلتونان بالسفر إلى رومبيك رفضا في بادئ الأمر ولكن بعد مراوغة وإغراء قبلوا وقد تطوع الملازم ثاني أمين نمر لقيادتهم وسافروا في ليلة 21 أغسطس سنة 1955م.
8/ وفي صباح يوم 21 أغسطس الباكر ذهب الملازم ثاني نيانق وأخبر المدير وقائد البلك بأن القوات الجنوبية قررت في الليلة السابقة إطلاق النار على القوات الشمالية إذا حاولت النزول لواو. وبعد ذلك بقليل ذهب بعض الجنود الجنوبيين إلى المطار واتخذوا أماكن دفاعية. وأرسل القائمقام عروة والمدير في الحال برقية إلى الخرطوم بألا يرسلوا قوات شمالية. وفي نفس الوقت رفض رجال البوليس وصف ضباط البوليس الجنوبيين إرجاع بنادقهم للمخازن بعد دوريات الليل مخالفين بذلك الاوامر التي أصدرها لهم قمندان البوليس بالنيابة قوردن افندي مورتات.
9/ وفي مساء يوم 21 أغسطس سطا الجنود الجنوبيون على مخازن الأسلحة والذخيرة وسرقوا أسلحة وذخيرة وابتدأ بعضهم في إطلاق النار في الهواء. ووصلت أخبار كسر مخازن الأسلحة والذخيرة بثكنات الجيش بقرنتي إلى رجال البوليس بعد قليل وعندها حاصر رجال البوليس الباشجاويش ماكو فزال وأرغموه على فتح مخازن الأسلحة والذخائر وتسلحوا. وكان على رأس هذه الحركة الشاويشية والأمباشية وعلى الأخص الآتية اسماؤهم:
نيلا كزران
بول وايبو
يكو أبا
الطاهر قيري
ضحية أبو شنب
عثمان كرتو
بيتر كاقنقوا
10/ ثم غادر الملازم نيانق ديو ومعه جنديان من الدينكا قرنتي إلى واو ودخلا حجرة استقبال المدير وأخبر نيانق القائمقام عروة بأن القوات الجنوبية كسرت مخازن الأسلحة والذخيرة. وكان الملازم ثاني نيانق والجنديان في حالة هياج شديدة مما دعا إلى الشك في ولائه. فطلب عروة من نيانق أن يذهب ويبحث عن السيد سانتينو دنق ولكي يذهب ويحاول أن أمكن تهدئة القوات. وكسر السجانة أيضاً مخازن الأسلحة والذخيرة وأطلقوا سراح المساجين.
11/ وعندئذ قرر المدير ونائبه وقائد البلك وغيرهم من كبار الموظفين الشماليين الذين كانوا قد تجمعوا في منزل المدير أن الموقف حرج للغاية وأن خير ما يفعلوه هو أن يغادروا واو. ولعلمهم بأنه من السهل معرفة منزل المدير فقد غادروه لمنزل آخر. وفي الساعة 9:30 مساء استقلوا الباخرة (دال) وأبحروا صوب ملكال.
12/ وفي أثناء ذلك اخذ بيتر دلقان وهو رجل بوليس متهور بندقيته وأخبر عائلته بأنه ذاهب لقتل المدير. وفعلاً توجه إلى منزل المدير ومكث بعض الوقت بالقرب منه ولكنه سرعان ما اكتشف أن المنزل خال. وعرف فيما بعد أن المدير غادر المدينة في باخرة. فلحق به في الرصيف ولكنه وجد أن الباخرة قد أبحرت.
13/ وقد استطاع فيما بعد في تلك الليلة (21/8/55) السيد سانتينو دنج عضو مجلس النواب والشاويش اكج تهدئة القوات وبالرغم من أن كثيراً من الجنود رفضوا نصحهم إلا أن الأغلبية العظمى منهم سلموا الأسلحة والذخيرة. وعندما عرف فيما بعد أثناء تلك الليلة أن المدير وكبار الموظفين الآخرين قد غادروا المدينة هدأ الموقف. وتسلم الملازم ثاني نيانق والشاويش أكج مفاتيح مخازن الأسلحة والذخيرة.
14/ ماذا كان يحدث لو ظل المدير وكبار الموظفين الشماليين الآخرين في أماكنهم؟ إن الإجابة على هذا السؤال ستظل دائماً موضوعاً للتخمين. ولكن يمكن القول بأن النظام والقانون اللذين هما أساس كل الحكومة قد اختفيا وأنه لم يكن في امكان المدير أو رفاقه تصريف أعمالهم. ومن المؤكد أيضاً أن سفرهم المفاجئ كان له أثر في تهدئة الموقف الذي كان مليئاً بالخطر ومفعماً بالمصائب. وربما كان السبب في كسر الجنود ورجال البوليس والسجانة الجنوبيين لمخازن الأسلحة والذخيرة خوفهم من أن القوات الشمالية قادمة لقتلهم والرغبة الطبيعية في الدفاع عن أنفسهم. وأنه مهما بلغ الشعور الطيب نحو الجنوبيين فلم يكن في الإمكان اقناعهم في تلك الأيام بأن القوات الشمالية آتية لغرض حفظ القانون والنظام فقط. وعندما عرف علانية في صباح يوم 22 أغسطس نبأ مغادرة المدير فقد حدث ارتياح عظيم لكل شخص ومع أن شعور التوتر قد ساد لعدة أيام أخرى إلا أن كثيراً من الجنود ورجال البوليس الذين هربوا من العمل ابتدأوا في العودة.
15/ وعندما غادر كبار الموظفين الشماليين واو وجد الجنوبيون الآتية اسماؤهم أنهم يلونهم في الأسبقية:
لويس أفندي بي مساعد مفتش مركز
الملازم ثاني نيانق ديو
قوردن افندي مورتات كبير مفتشي البوليس
والي أن وصل المدير بالنيابة ومعه موظفون شماليون آخرون في التاسع من شهر سبتمبر يبدو أنه كان هناك احتكاك بين الدينكا والقبائل الأخرى. وكان أكبر الإداريين الباقين رتبة لويس أفندي بي هو ليس بدينكاوي وصار بحكم مركزه المدير بالنيابة في الواقع وربما لم يطلق عليه هذا اللقب.
يعتبر الدينكا لسبب ما كل القبائل الزنجية الأخرى دونهم مكانة (فرتيت) وعندما باشر مساعد مفتش المركز مظاهر هيبة وظيفة المدير بما في ذلك استعمال عربته والعلمان يخفقان عليها كان من الطبيعي أن يستاء الدينكا وخاصة الملازم ثاني نيانق (الذي أصبح على رأس الجيش) لأنهم يفضلون أي شمالي على رجل من الفرتيت. وتعقدت الأمور عندما نادى الملازم ثاني نيانق ديو بعودة الإداريين الشماليين وعارض ذلك لويس بي واتصل مؤيدو كل فريق بالخرطوم لإبداء وجهات نظرهم فيما يتعلق بعودة الإداريين الشماليين. وبذل كل فريق قصارى جهده لحفظ القانون والنظام والقيام بعمل ما كان يراه أفضل شيء في تلك الظروف.
ويجب أن يشكر جميعهم على ذلك كما يجب أن يشترك معهم في الشكر الآتية اسماؤهم:
السيد/ سانتينو دنج عضو مجلس النواب
السيد فلمون ماجوك عضو مجلس النواب
قوردون مورتات كبير مفتشي البوليس
الشاويش أكج
هاشم عز العرب مفتش البوليس
16/ أرسلت الحكومة المدير السيد خليل صابر ومعه عدد قليل من كبار الموظفين الشماليين إلى واو في يوم 9/ سبتمبر لإظهار السلطة ولكن لم تسترد السلطة الحقيقية إلا بعد دخول القوات الشمالية في أواخر شهر أكتوبر.
17/ لم يكن هناك أي قتلى في واو.
رومبيك:
1/ كانت الأحوال في رومبيك أهدأ نسبياً. وقد وصل اليها في مساء يوم 21/ أغسطس سنة 1955م جماعة من اللاجئين من مريدي وأحدث قدومهم بعض القلق. وقد طلب مفتش المركز في اليوم السابق لذلك قوات من واو وقد أرسلت اليه في يوم 21 أغسطس كما ذكر آنفاً وكانت تلك القوات بقيادة ضابط شجاع هو الملازم ثاني ثاني أمين نمر وقوامها بلتونان.
2/ وفي المساء أطلق أحد الجنود عياراً نارياً واحداً ثم أطلق رجال بوليس رومبيك ما يقرب من العشرين طلقة وكانت هذه الطلقات موجهة إلى منزل مفتش المركز ومكتب البوستة وحي السجانة ومكاتب الأشغال. وقد أصيب تاجر شمالي اسمه اسحاق آدم بجرح مميت. ثم أطلق بعض السجانة طلقات حيثما اتفق. وعند سماع اطلاق النار غادر الأهالي المدينة مذعورين كما ترك العمل وهرب ما يقرب من العشرة من رجال البوليس والسجانة. وقد استطاع المحافظة على المركز ضابط البوليس الجنوبي جبريل طلبة كلام ساكت وضابط الجيش أمين نمر وضابط السجن الجنوبي.
يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.