مازالت المرأة تغني ، هذه العبارة احتلّت اللوحات الإعلانيّة على الطرقات في دمشق لأيام، مترافقةً مع صورة بالأبيض والأسود لعازفة على العود، الصورة التي التقطها الفرنسي فيليكس بونفيلس عام 1880 في دمشق، تحاول في هذا السياق التأكيد على العراقة الفنية للمدينة والحضور المبكر للنساء في الفن والحياة العامة، وفي الوقت الذي يحاول فيه بعضهم استحضار أفكار ظلامية عن صوت المرأة كعورة، يدرك الذوق الشعبي أنّ أيقونات الغناء العربي هي أصوات نسائية بالأساس،تظاهرة مازالت المرأة تغني أو أيام الأغنية الطربية النسائية التي تفتتح دار الأسد للثقافة والفنون موسمها الجديد اعتباراً من مساء يوم الأحد القادم على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق، ويستمر حتى الثاني من أكتوبر خلال هذا المهرجان تستحضر أسماء ظلت حية في ذاكرة الناس لمطربات سلبن قلوب المستمعين، ولم تتوقف الشفاه يوماً عن ترديد أغانيهن مثل أم كلثوم، أسمهان، ليلى مراد، سعاد محمد، من خلال جيل جديد من الأصوات المتميزة التي تعيد إلى الأذهان جمال صوت نجمات الأمس، أصوات اختارت العودة إلى التراث لتحييه وتحميه وتحقق نجاحات كبيرة رغم تغير ذائقة الجيل الجديد ظلت الأغنية التراثية تحتل مكانتها, وظلت هذه الأسماء تشغل حيزاً مهماً في حياتنا اليومية. من الأسماء التي ستغني في هذا المهرجان سيدة المقام العراقي فريدة العلي مع فرقتها، والمطربة المصرية مي فاروق مع فرقة الدكتورة رتيبة الحفني من مصر، كما ترافق أوركسترا طرب بقيادة ماجد سراي الدين المغربية كريمة صقلي ولبانة قنطار مغنية الأوبرا السورية، ودرصاف حمداني التي برعت في تقديم أغاني التراث، ووعد البحري، أما نعمى عمران فستقدم للمرة الأولى أدواراً قديمة منسية وقدوداً حلبية وقصائد مرسلة ترافقها فرقة قدري دلال