هل تحتاج فكرة إظهار جودة المنتج الفني والإبداعي إلى تدخل المؤسسات الإعلاميه من باب الوصول إلى موطن العمل الإبداعي جغرافياً ..ثم تسعى إلى عكسه للمتلقين؟؟؟ أم تقبع في عرصاتها منتظرة فوج الإبداع والحراك الثقافي العام ليطرق بابها فتفتح له ما عندها من منافذ دون التأكد من أن ما وصل إليها هو أجود ما أُنتج أو ما قُدم ...هل صحيح أن البرامج الإذاعيه والتلفزيونيه و المنبريه عموماً والتي تتصف بصفة المُحكِّم والناقد الذي يقوم بإنجاح وتفشيل للمبدعين أو غير المبدعين هي بالفعل الأداة المجديه والفعالة في غربلة ماينتجه المجتمع من فنون شتى، وهل نوَّكلها بالحق في صنع النجوم وتقديمهم للإعلام والمجتمع وربما العالم ..لمجرد أنها برامج موضوع رسالتها الأساسي الإطلاع والنقد والحكم بالنجاح أو الفشل .. وهل نظرية الفن والإبداع عموماً قابلة لموازين الإختبارات والمقارنات ..وهل هناك معايير دقيقه للتقييم تستطيع أن تنأى بالمُحكَّمين في مثل هكذا برامج عن الجنوح إلى التوجه الشخصي والإندفاعات الذاتيه التي قد تُعبِّر عن هوى نفس أو إنحياز لجهة شكل أو مضمون معين من ضروب الفن المراد إبراز المميزين فيه من غيرهم ... دونكم في ذلك ما يُجابه المرء من عناء القدرة على تصديق أن ذاك الشخص هو أشعر أبناء جيله أو أميّزهم غناءاً أو أكثرهم موهبه في شتى أنواع أخرى من الفنون ..ففي الأجهزة الإعلاميه كثرٌ من أدعياء الفن أو الإبداع إن قارنتهم بآخرين لا يوصلون أصواتهم وأعمالهم لعلمت أن بواطن المجتمع تخبيْ في أغوارها أرتالاً من الثروات الفنيه والأدبيه والإبداعيه في شتى المجالات إلى أن أصحابها كما يحلو القول للكثيرين لم يحالفهم الحظ .. ولعمري أن الحظ وحده الآن لا يكفي لأن المؤسسات الإعلاميه المرئيه والمسموعة والمقروءة لا تسعى للوصول إلى موطن الإبداع ... وليعلم أهل برامج المسابقات والمنافسات أن أول كل مجموعة في دورة لبرنامج ما لايعني أبداً أنه أفضل أبناء جيلة أو فالنقل مجموعته ..كما أن آخرفرد فيهم ليس بالضرورة ألأسوأ أو الأقل إبداعاً ..فالفن والإبداع سلطة علويه لا تخضع لسلطان القوانين والمعارف والأمزجة والضوابط ولو كانت إجتماعيه ، فكم من الفنانين والمبدعين الذين ملئوا الدنيا جمالاً و بهاءاً رفضت أعمالهم لجان المصنفات و إتجاهات المؤسسات الإختباريه ... ذلك لا علاقة له بالفن والإبداع بالمطلق .. فهناك ضروب من الفن الحداثي في الفن التشكيلي رفضه وحاربه التيار الراديكالي ثم بعد زمان ( ليس بالطويل ) ..إنطلق هذا الخط أو الإتجاة إنطلاقة ماجد حتى بات بين ليل وضحاها لا يُحتفى بلوحة تشكيليه تخرج عن مسارة ..هذا ماحدث لسلفادور دالي عندما بدأ فن التجريد السريالي ، حينها إعتبره الكلاسيكيون يتخبط في الجنون أو يتعالى بالترميز ليستفز البشر .. ونفس الشيئ أيضاً واجهه محدثي قصيدة التفعيلة والداعين إلى تحريرها من القيود الشكليه للقصيده العموديه فقد إعتبروا في البداية أدعياء إبداع ثم صاروا نجوماً في عالم الشعر ..ومازالت عجلة الصراعات تواجه المختصين والعامه و تتآلف وتختلف حول نضالات بعض منتجي ومؤيدي القصيدة النثريه كأدونيس وغيره ... فنانينا الكبار الذي آثروا ساحات الفن الغنائي والإذاعي والمسرحي والتلفزيوني والتشكيلي والصحفي ..لم يتخرجوا من مسابقات برامجيه ..كلهم صدحوا و أشعوا في في قواعدهم فسعى إليهم الإعلام ليعلو بقاماتهم وإبداعهم .. فيا هؤلاء قفوا هنيهة و أتركوا لنا فرصة للتمعن و التدقيق ولا تفرِّخوا لنا كل يوم من يلبس ثوب الإبداع ببهرجكم وهو ليس مبدعاً ولا (يحزنون ).