التمييز الإيجابي للمرأة مصطلح عالمي حديث، إلا أن السودان يعمل بهذا التميز منذ تكوين إنسانه.. فالمرأة عند السودانيين مقيمة بدرجة كبيرة، ولعل تميزها الذي بدأت به منذ القدم تطور الآن رغم تلاحق الكتوف في بعض الأشياء، مثل التعليم والصحة والعمل في كل المرافق دون استثناء، وهذا لا ينسحب على العاملين بداخله من النساء، بل لطالبي الخدمة والزبائن.. فالمرأة زبون معتمد في كل شيء، فقبل فترة كنت أحد زبائن زين أذهب شهرياً لدفع الفاتورة، وأذهب للشباك للتحصيل مباشرة، ولا أحد من الرجال في الصف الطويل يهمهم أو يتمتم، فهو تقليد معروف عند السودانيين.. والآن هممت باستخراج رخصة القيادة وأرشدني مدير العمليات للمراكز الخاصة باستخراج رخص النساء بالاتحاد العام للمرأة السودانية (ماما) وهذا المركز مخصص للمرأة، ولم يستثنَ من استخراج الرخصة من اي مركز تراه مناسباً، وقد تأكدت أن المرأة السودانية تسير نحو تميز إيجابي أوسع من أفق من دخلوا بالمصطلح للعالم.. وعندما ذهبت الى هناك كانت دهشتي في أن كل العاملين من النساء وبمختلف الرتب، وبدأت اجراءاتي بالنقيب فيروز، بالمناسبة أنا لم أتعرف عليها، وكنت حريصة على اجتياز الامتحان، ورغم أنني أقود بطريقة جيدة إلا أنني ترددت عندما ركبت السيارة تحت مظلة (الامتحان)، والحمد لله ربك ستر وانسترت مع المساعد عواطف في كل مراحل الامتحان (الشفهية والعملية)، وقد تأكدت أن المرأة تستطيع قيادة كل شيء باقتدار، فالمركز- كما قلت- للمرأة وقد حرص القائمون عليه على أن يكون كل طاقمه من النساء والحمد لله، لقد أثبتت جدارة فائقة ولا يسعني الآن إلا أن أحمد الله كثيراً على أنني من بنات حواء، لأجد التميز الإيجابي الذي يليق بالمرأة السودانية، وأعتقد أننا كنا على حق عندما نقول إن الرجال سيطالبون باتحاد يرعى مصالحهم، فقد أصبحت المرأة قادرة على القيام بالخدمات وليس الاستهلاك فقط وبكل اقتدار، والتحية لشرطة المرور التي خصصت أول مركز للرخصة خاص بالمرأة فقط، خاصة وأنه المركز الوحيد في افريقيا كلها (حتى شمالها المتطلع).