قلت في المرة السابقة إن أكثر المواقف تناقضاً في هذه القضية هو موقف رئيس مجلس إدارة الصحيفة ورئيس المكتب القيادي للمنبر. لقد كان الأخ رئيس المنبر من أكثر المدافعين عن ملكية المنبر للصحيفة بصفته الإعتبارية.. وكان كلما فتحت السيرة يعض أصابعه من الغيظ ويصف مخالفيه من الذين يطالبون بالأرباح بأوصاف في غاية الزراية ويقول فيهم مالم يقله مالك في الخمر. ولكن بعد التقسيم وتحويل الأسهم إلى ملكية شخصية حدث نوع من التبدل في موقف الأخ رئيس المنبر، وبدأ مضطرباً فتارة يدافع عن التقسيم وتارة أخرى يقر ويوافق على أن الملكية للمنبر بصفته الإعتبارية، ويمدح المطالبين بذلك، بل بلغ به الأمر أن كلف المستشار بكتابة تنازل عن الأسهم الخمسة خاصته للمنبر- هذا حسب رواية الأخ المستشار. ولكنه يعود مرة أخرى ويهاجم المطالبين بحق المنبر ويعمل فيهم قراراته بالإيقاف والفصل. وهذا ضرب من مواقفه التي لم تبرز للعامة ولا يراها ولا يحس بها إلا الأقربون. لما لم تُجد المناصحة ولا المطالبة عبر الهياكل وفي الأجهزة الرسمية للمنبر وللإنتباهة، تقدمت مجموعة بمذكرة تطالب فيها بتعديل السجل وإعادة الملكية لأصحابها الشرعيين- أي المنبر بصفته الإعتبارية- وطالبت المذكرة بالجلوس لقراءة الأمر قراءة صحيحة على ضوء البينات المتوفرة والشهود، ولرأب الصدع المنبر والإنتباهة وإحقاق الحق وإبطال الباطل. وقوبلت المذكرة برفض شديد وإمتعاض، خاصة وإن المنبر نفسه بعد تسجيله حزباً سياسياً أصبح مجلس إدارة الإنتباهة يتكون من منبريين وغير منبريين، والأخيرون جلهم من عضوية المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية. بعد هذه المذكرة أضطربت قناعات الأخ رئيس المنبر ورئيس مجلس الإدارة وأصبح ينتقل بسهولة عجيبة من جانب إلى جانب.. أحياناً في الجلسة الواحدة. ولكن للأسف الشديد فإن الأخ رئيس المنبر استخدم صلاحياته بصورة غير مؤسسة، لذلك جاءت القرارات بالإيقاف والفصل دون سند معنوي حقيقي ولم تجد من يدافع عنها حتى من بين الذين أصدروها.. من ذلك إيقاف عمود أصل المسألة هذا عن الكتابة أربع مرات متوالية وإعادته ثم إيقافه، وهكذا ثم فصل صاحبه غيابياً وإيجازياً- إن صح التعبير- من عضوية المكتب القيادي على خلفية المذكرة وللموقف الثابت منها.. ودون إعطائه فرصة للدفاع. وجاء إيقاف الإنتباهة الأخير ليكون القشة التي قصمت ظهر البعير.. بعير المنبر و بعير الإنتباهة بل وبعير الرئاسة ذاتها. فقد اختلف ملاك الإنتباهة المزعومون وشجرت بينهم المواقف المتباينة.. وأكثر الغضب كان من بين غير المنبريين، بل من الإخوة من عضوية المؤتمر الوطني.. وحدثت الملاسنات.. وأعتبر الرافضون لخط المنبر من ملاك الإنتباهة الوهميين أن هذا الخط هو السبب الإساسي والرئيسي، بل الوحيد في الإيقاف وهم لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الخط.. لأنه خط يدعو إلى إسقاط الحكومة.. بل شكل الأخ الرئيس تحالفاً أسماه تحالف الأحزاب الوطنية والإسلامية، وأعتبر أنه البديل الوحيد الموجود في الساحة للمؤتمر الوطني وللحركة الإسلامية.. بل ودعا الحكومة إلى تسليم مقاليد الحكم إلى جهة مبهمة بحسب البيان الذي أصدروه!. رغم كل الذي كنا نقوله حول الإنقاذ وسياسات الإنقاذ، ورغم النقد الذي كنا ولازلنا وسنظل نوجهه للإنقاذ وللمؤتمر الوطني وللحركة الإسلامية.. فإن خط المنبر الأخير يدل- على قدر كبير من عدم النضج السياسي وقلة التبصر في تقدير الأمور. وحق للإنتباهيين غير المنبريين أن يعترضوا عليه وللدلالة على تناقض الأخ رئيس المنبر نشير إلى حلقة (صالة تحرير) التي استضافت فيها الأستاذ الظافر مع الصحفي محمد لطيف.. وفي آخر الحلقة وجه الظافر سؤالاً صريحاً وواضحاً وسهلاً للأخ رئيس المنبر قال له: هل الإنتباهة مملوكة لمنبر السلام العادل أم للأشخاص العشرة التي سجلت بأسمائهم في سجل الشركات؟!. لم يتردد الأخ رئيس المنبر في الإجابة بأنها مملوكة لمنبر السلام العادل.. وأياً كانت الإضافة التي استطرد فيها الأخ رئيس المنبر بعد ذلك.. فهي لا علاقة لها بالإجابة في أول كلامه فالإنتباهة مملوكة للمنبر وليس للأسماء العشرة حسب سجل الشركة!! هذه هي خلاصة قناعة الأخ رئيس المنبر. إذا كان ثمة صراع حول هذه الحقيقة فإن إجابة الأخ رئيس المنبر تعد بينة فاصلة ولن يسعفه التنصل منها لاحقاً، لأنه اختار إحدى الجهتين المتصارعتين بكامل وعيه، وإختياره الحر وأثبت لها ملكية الإنتباهة. أعقب ذلك لقاء مجلس الإدارة الذي أقيل فيه رئيس المنبر من منصبه وعين بدله شخص آخر، ويبدو أن الاختيار كان بالأغلبية. والمدهش أن الاجتماع تمخض مرة أخرى عن آبدة من الأوابد وقاصمة من القواصم.. وهي أن 55% من أسهم الإنتباهة سجلت باسم الأخ رئيس المنبر!!. ومرة أخرى يبدو تناقض الأخ رئيس المنبر مدهشاً ومخيفاً ومهولاً، فقد سأله الأخ الظافر في صالة تحرير في مداخلة هاتفية منفصلة عما يجري في المنبر، وأفاد الأخ رئيس المنبر بأنه يملك 60% من أسهم الإنتباهة!! كيف؟! كيف؟! كيف؟!. في آخر إجتماع للمكتب القيادي للمنبر أقر الأخ رئيس المنبر بأن الإنتباهة مملوكة للمنبر كاملة غير منقوصة ثم شكلت لجنة ثلاثية لاتخاذ قرار فيما يجب على المنبر القيام به لحفظ حقوقه ويبدو والله أعلم أن المكتب القيادي قد فوض اللجنة لتقرر ما تراه مناسباً من الناحية القانونية أو أي طريقة أخرى تراها مناسبة لاحقاق الحق. قال تعالى: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى). أولاً أحب أن أقرر أنه ليس بيني وبين الأخ رئيس المنبر ولا أي شخص آخر في المنبر أو الإنتباهة شنآن ولا سخائم، ورغم الظلم الفادح الذي حاق بي وبغيري لابد من كلمة إنصاف في حق الأخ رئيس المنبر. الذي أعلمه أن الأخ رئيس المنبر ظل يتعامل مع الإنتباهة بأقصى درجات التعفف، ولم يكن يتقاضى منها لشخصه ما يتقاضاه الكتاب والإداريون الآخرون. وهو سرعان ما يوجه بتوثيق تنازله عن نصيبه في الإنتباهة لأن قناعته العميقة هي أن الإنتباهة ملك للمنبر بصفته الإعتبارية. والآن أظن أن الأخ رئيس المنبر من الحصافة والكياسة بأن يسارع بتوثيق ال 60% من الأسهم التي سجلت باسمه ويتنازل عنها للمنبر.. وأرجو أن تنشر الوثيقة حتى يعرف القاصي والداني موقف الأخ رئيس المنبر النهائي الذي لا رجعة فيه. وهذا مسلك سبقه إليه الأخ صلاح أبو النجا الذي أقر بأنه لم يدفع قيمة الأسهم، وأنه لا يستحق العائد، وبكل ورع رفض استلام عائداته ثم تنازل عن الأسهم كلها لمنبر السلام العادل. وأظن- والله أعلم- أن مشكلة الأخ رئيس المنبر المحورية هي إحساسه بالإبوة تجاه الإنتباهة.. وهو لا يمانع أن يتخلى عنها لغيره ليراها تعيش ولو عند غيره. أفسد عليه كل ذلك النزعة الفردية التي تجعله يستمتع بأن يرى كل الذين حوله أتباعاً ومؤيدين وحواريين، وهذه هي القاصمة التي ساقت المنبر والإنتباهة وكل من له علاقة بهما إلى هذا الوحل الذي نحن فيه.. اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا إجتنابه.