فى عدد الأمس من صحيفة الإنتباهة .. لسان حال منبر السلام العادل .. قال العميد ( م ) .. والميم هذه .. التى بين المعقوفتين كما يقول صديقنا الدكتور غازى صلاح الدين .. كنت أظنها تعنى فقط معاش أو متقاعد .. ولكن أحدهم تطوع وهمس فى أذنى بأنها تعنى ( مرفوت ) أيضا .. ما علينا .. المهم أن العميد هذا ( اللفى آخره ميم على رأى عادل إمام ) كتب أننى إدعيت أن للمنبر صحيفة واسعة الإنتشار يمكنه أن يرد على عبرها .. وحين يقول .. سعادته .. إننى إدعيت فالمطلوب منه أن يثبت كذبى .. أتدرون ما حدث .. ؟ لقد أثبت الرجل صحة إدعائى .. وتماما كما إدعيت أنا .. أفردت الإنتباهة ما يقارب نصف الصفحة للعميد ( اللفى آخره ميم ) ليرد على .. وحيث أننى ليس لدى ما أضيف وحيث أننى متمسك بكل كلمة كتبتها .. فهاأنذا أعيد نشر ما كتبته واغضب المنبريين والعميد ( اللفى آخره ميم ) ..! (راجع ص 3) هي أشبه بالصدفة .. وليست كذلك .. أن يبدو عنواننا اليوم وكأنه امتداد للبرنامج الحواري الناجح بفضائية النيل الأزرق .. والموسوم بذات الاسم .. حللنا ضيوفاً على البرنامج ومشاهديه أمس الأول .. في معية ضيوف أعزاء بينهم العميد متقاعد ساتي محمد سوركتي القيادي بمنبر السلام العادل وأحسب أنه رئيس المنبر بالخرطوم .. وهو من يعنيني هنا .. فسبب استصحابي لاسم البرنامج عنواناً لهذه المساحة اليوم .. هو أن نقاشاً قد بدأ بيني والأخ سوركتي داخل البرنامج وعلى الهواء .. ولم يكن الزمن مسعفاً .. وحتى تكتمل الصورة .. مع الاعتذار للزميل الطاهر حسن التوم .. سأكمل وجهة نظري هنا .. ولا أحسبني سأقمطه شيئاً .. فللمنبر منبر واسع الانتشار .. سيدفع عبره إن شاء ..! لاحظت أن سعادة العميد قد أكثر من الربط بين قطاع الشمال من جهة .. وبين إسرائيل وأمريكا من جهة أخرى .. بل وذهب حد الادعاء بأن كل مصائب السودان سببها الحركة الشعبية وإسرائيل .. ولاحقاً قطاع الشمال وإسرائيل .. ورغم اللا منطق الكثير الذي احتشد به حديث السيد ساتي .. إلا أنني رأيت أن أحصر جهدي اليوم .. في تفنيد العلاقة المزعومة بين قطاع الشمال وإسرائيل من وجهة نظر العميد ساتي، ومن ورائه منبر السلام العادل طبعاً .. ليس دفاعاً عن قطاع الشمال .. فهو لم يكلفني بذلك .. ولم يطلبه .. وما أظنه بحاجة لدفاعي .. بل إن دافعي وهدفي من هذا الجهد لجد مختلف .. إنه إثبات أن ما يجمع منبر السلام العادل بإسرائيل أكثر بكثير من ذلك الذي يمكن أن يربط إسرائيل بقطاع الشمال .. وأن الأهداف التي حققتها إسرائيل في السودان الموحد والسودان بشماله وجنوبه عبر منبر السلام العادل ما كان ليحققها عبر قطاع الشمال .. وإن أراد الأخير ذلك..! ولنبدأ جرد الحساب .. منذ منتصف عقد الستين من القرن المنصرم طفقت إسرائيل تبحث عن مدخل لجنوب السودان .. وعن موطئ قدم هناك .. حتى نجحت في الوصول إلى قيادة الأنيانيا الأولى ممثلة في اللواء جوزيف لاقو .. الذي اعترف بتلك العلاقة وبالدعم الإسرائيلي الذي كان هدفه قيام دولة الأماتونج في الجنوب .. غير أن السودان بشماله وجنوبه قطع الطريق على الهدف الإسرائيلي باتفاقية أديس أبابا .. ولكن .. وبعد ما يقارب نصف القرن كانت إسرائيل تجد ضالتها في تيار اسمه منبر السلام العادل كان مستعداً لتحقيق الحلم الإسرائيلي وتقديم انفصال الجنوب لتل أبيب على طبق من ذهب .. وهل انتهت بذلك مهمة منبر السلام العادل .. ؟ كلا .. ففي الإستراتيجية الإسرائيلية فإن فصل جنوب السودان وبالتالي عزل السودان عن المحيط الأفريقي هو مجرد خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الهدف الصحيح .. الذي هو فصل المحيط الإفريقي عن المحيط العربي .. وبالتالي قطع الطريق على أي تمدد عربي .. وبالضرورة إسلامي .. نحو أفريقيا .. باعتبار أفريقيا مسرحاً تاريخياً للصراع العربي الإسرائيلي .. إذن .. المطلوب ليس فقط فصل الجنوب .. بل دق إسفين في العلاقة بين السودان وجنوبه .. بحيث يتحول كل طرف بالنسبة للآخر إلى جارٍ من نار .. وهذا للأسف ما يفعله منبر السلام العادل وقادته حتى مساء أمس الأول .. موعد برنامجنا ذاك ..! منبر السلام العادل ضد المفاوضات مع جنوب السودان .. وضد استقرار الحدود بين البلدين .. وضد تبادل المصالح الاقتصادية والتجارية بين الشمال والجنوب .. ومنبر السلام العادل ضد الحوار مع قطاع الشمال .. رغم أن العميد سوركتي في لحظة حيرة ما .. في ذاك البرنامج قد تراجع وأكد موافقته على الحوار مع قطاع الشمال .. ولكن في ما يبدو بعد القضاء عليه .. وليس قبل ذلك ..! ومنبر السلام العادل يستلهم سيرة ومبادئ حكماء صهيون فيؤسس منطلقاته الفكرية على أساس من العنصرية والاستعلاء الإثني .. راجع وثيقتهم الرسمية الموسومة ب (الانتباهة) .. واحسب كم مرة وردت عبارة .. إنهم لا يشبهوننا .. تعزيزاً لدعاوى الانفصال ..! فأين قطاع الشمال المسكين من كل ذلك ..؟ أخيراً .. قد تكون لقطاع الشمال علاقات مع إسرائيل .. ومع الشيطان نفسه .. ولكن العبرة بالنتائج .. فاحسب يا رعاك الله .. كم ربحت إسرائيل من مواقف ودعاوي منبر السلام العادل العنصرية والجهوية .. مقارنة بما يمكن أن تكون قد كسبته من علاقتها مع قطاع الشمال ..! هل اتضحت الصورة الآن ..؟ آمل ذلك .. مع تحياتي لمشاهدي فضائية النيل الأزرق وقراء الخرطوم. تحليل سياسي: محمد لطيف [email protected]